شهدت محافظتا إب والبيضاء الخاضعتان لسيطرة مليشيا الحوثي موجة متزايدة من جرائم القتل والنزاعات القبلية، وسط انفلات أمني غير مسبوق وتحريض منهجي على تأجيج الصراعات، ما يعمق معاناة الأهالي.

 

في محافظة إب، لقي شاهر عبدالوهاب الشهاري مصرعه على يد القيادي الحوثي صادق الجلال في مديرية بعدان، بعد خلاف مسلح؛ وفي حادثة أخرى، قُتل دارس ردمان وأصيب عبدالله حزام برصاص مسلحين قبليين في سوق ربوع الفنج بمديرية حزم العدين، في خلاف خلال جلسة تحكيم.. الحادثة نفسها شهدت فرار القاتل مصعب الحريمي دون محاسبة، وسط تهاون أمني واضح من قبل سلطة الأمر الواقع.

 

أما في محافظة البيضاء، قتل الشاب نصر عبدالرحمن العزار برصاص قبليين من آل النصيري في مدينة رداع، على خلفية قضية ثأر؛ وتأتي الحادثة بعد يوم من مقتل الشاب عبدالله النهاسة في اشتباك عائلي خلال محاولته فض نزاع بين أفراد من عائلة العبيي، ما يعكس تصاعد وتيرة الثأرات القبلية في ظل تقاعس الحوثيين.

 

في السياق، تشير التقارير إلى تورط مليشيا الحوثي في تغذية الصراعات القبلية عبر دعم أطراف على حساب أخرى، وإطلاق سراح متهمين بجرائم قتل، ضمن سياسة "فرق تسد"؛ هذه الممارسات تساهم في زيادة الجرائم وغياب العدالة، ما يؤدي إلى مزيد من الفوضى.

 

على صعيد آخر، شهدت محافظة ذمار حادثة غريبة حيث لقي أحد أفراد عصابة تهريب آثار مصرعه إثر سقوط صخرة أثرية أثناء محاولته الحفر في موقع أثري؛ الحادثة تعكس انتشار ظاهرة نهب الآثار التي تُدار بعلم مليشيا الحوثي، ما أسهم في تهريب آلاف القطع الأثرية اليمنية إلى الخارج.

 

تفاقم هذه الأوضاع في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين يؤكد استمرار المليشيا في تقويض النسيج الاجتماعي وإثارة الفوضى لتحقيق أهدافها، في ظل غياب كامل لدور القضاء والأمن ومؤسسات الدولة.