في تحول مهم في الحرب بين إسرائيل وحزب الله، دخل وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ في وقت مبكر من صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2024، بعد أكثر من عام من التصعيد العسكري العنيف الذي خلف مئات الضحايا ودمر العديد من المناطق في لبنان.. الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا يهدف إلى إنهاء القتال العابر للحدود وتخفيف وطأة المعاناة عن المدنيين في كل من لبنان وفلسطين، بعد سنوات من الهجمات المتبادلة والغارات الجوية.

 

بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في الساعة الرابعة صباحًا بتوقيت لبنان، حيث عم الهدوء في مناطق متعددة من لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، والجنوب اللبناني، وبلدات البقاع؛ جاء ذلك بعد ليلة من الغارات الإسرائيلية المكثفة، التي استهدفت مقرات ومنشآت عسكرية لحزب الله في مناطق مختلفة؛ وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه صباح الأربعاء استمراره في عمليات ضد الأهداف التابعة لحزب الله، مشيرًا إلى أنه استهدف مواقع تتعلق بوحدات الصواريخ الساحلية والمستودعات العسكرية.

 

في وقت لاحق من اليوم، أعلن الجيش اللبناني عن تعزيز انتشاره في جنوب لبنان في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)؛ وأوضح بيان الجيش أن هذا الانتشار سيشمل المناطق المحيطة بنهر الليطاني، حيث سيتم تنفيذ بنود القرار 1701 الخاص بمجلس الأمن؛ هذه الخطوة تهدف إلى استعادة الاستقرار في المناطق الجنوبية المتأثرة بالحرب؛ في هذا السياق، دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى تجنب المناطق القريبة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وفي تطور آخر، أعلن مسؤول في حزب الله عن استعداد الحزب لإقامة جنازة شعبية لزعيمه الراحل حسن نصر الله، الذي تم تصفيته في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي؛ وقال محمود القماطي، المسؤول السياسي لحزب الله، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، إن هذه الجنازة ستكون "استفتاء شعبيًا وسياسيًا"، معربًا عن استعداد الحزب لتشييع نصر الله والقيادي الآخر الراحل هاشم صفي الدين؛ ووفقًا للمصادر القريبة من الحزب، فإن موعد الجنازة لم يتم تحديده بعد، ولكن من المتوقع أن تقام في وقت قريب.

 

في إطار ردود الفعل على وقف إطلاق النار، فرض الجيش الإسرائيلي قيودًا على حركة المدنيين في جنوب لبنان، حيث حذر السكان من العودة إلى المناطق التي تم إخلاؤها، وفرض حظر تجول من مساء الأربعاء حتى صباح الخميس؛ كما أكد الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه لا يسمح للسكان بدخول القرى القريبة من الحدود، مشيرًا إلى أن أي تحرك نحو هذه المناطق يعرض الأشخاص للخطر؛ وقد تم تسجيل اعتقال أربعة عناصر من حزب الله بتهمة الدخول إلى المناطق المحظورة.

 

يسعى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة 1701، الذي تم تبنيه في عام 2006 بعد حرب لبنان، والذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في المنطقة؛ ورغم أن الاتفاق قد يساهم في الحد من التصعيد، إلا أن هناك شكوكًا حول مدى استمراريته وطبيعته المستقبلية في ظل التوترات المستمرة بين الطرفين.