من الحفر إلى التهجير: الحوثيون يواصلون تصعيد الأنشطة العسكرية في الحديدة على حساب المدنيين
- الساحل الغربي - خاص
- 09:39 2024/11/12
تشهد محافظة الحديدة، تصعيدًا ملحوظًا في الأنشطة العسكرية للجماعة الحوثية، تزامنًا مع عمليات تهجير قسري، وتعزيزات عسكرية تهدف إلى تحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية.. تلك التحركات تهدد حياة المدنيين وتعرقل أي جهود للعودة إلى الحياة الطبيعية.
منذ الأسابيع الأخيرة، كثف الحوثيون من عمليات حفر الأنفاق والخنادق في مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة، وهو ما اعتبره مكتب حقوق الإنسان في المحافظة بمثابة تهديد لحياة المدنيين؛ وتُظهر التقارير أن هذه الأنشطة تترافق مع عمليات زرع ألغام أرضية على نطاق واسع، ما يعوق عودة الحياة الطبيعية، ويزيد من مخاطر النزوح القسري؛ في هذا السياق، ذكر المكتب المحلي أنه تم فرض جبايات على المزارعين والصيادين، بالإضافة إلى استغلال المساعدات الإنسانية الدولية لصالح الأنشطة العسكرية.
في ظل هذه الأنشطة العسكرية، كثف الحوثيون عمليات تهجير قسري لأهالي القرى في مديريات مختلفة بمحافظة الحديدة؛ من أبرز هذه العمليات تهجير أهالي خمس قرى جنوب مدينة الجراحي تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تهجير سكان منطقة "منظر" في مديرية الحوك جنوب مطار الحديدة؛ الجماعة الحوثية منحت الأهالي مهلة قصيرة لإخلاء منازلهم دون تقديم أي تبريرات؛ كما أُجبر السكان على مغادرة مزارعهم، مما فاقم من معاناتهم الإنسانية.
فيما يخص التواجد الحوثي في مديرية الحوك، أكدت مصادر محلية أن الجماعة بدأت بتشكيل فرق أمنية سرية لمراقبة مناطق محددة داخل المديرية، خاصة لمراقبة المنازل والمناطق التي يُعتقد أن أصحابها معارضون للحوثيين؛ هذه الفرق، التي يترأسها مشرفون حوثيون، تعتمد على هواتف خاصة لتنفيذ مهام المراقبة والتجسس على تحركات السكان؛ عمليات المراقبة تتم في الليل والنهار، ما خلق حالة من الرعب لدى الأهالي الذين اعتبروا هذه الإجراءات مصدرًا للقلق والخوف، خاصة على الأطفال.
وفي تحول مثير، أفادت مصادر محلية باستخدام الحوثيين لمطار الحديدة الدولي والقاعدة الجوية المجاورة له في عمليات تدريب عسكرية؛ كانت الصور الفضائية قد كشفت عن قيام الجماعة بإعادة تأهيل مدرج المطار، بالتوازي مع إجراء تدريبات عسكرية في المنطقة؛ هذه التدريبات شملت تحصينات وعمليات حفر خنادق داخل المطار، الذي يُعتبر واحدًا من المنشآت المدنية الرئيسية في المحافظة؛ ووفقًا للتحقيقات، تم استخدام المنشآت المدنية كغطاء لتحركات عسكرية هجومية تستهدف تحسين الجاهزية لمواجهة ما تراه الجماعة تهديدات لها.
على صعيد أخر، كثف الحوثيون من استهداف السفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن؛ هذا التصعيد العسكري يتزامن مع حالة من التحشيد داخل المناطق الساحلية، حيث يتم تدريب عناصر جديدة وتخزين الأسلحة في المنشآت المدنية، ما يزيد من القلق حول استهداف هذه المناطق من قبل التحالف الدولي.
تمثل هذه الأنشطة تهديدًا متعدد الأبعاد؛ من تهجير السكان بشكل قسري إلى تحويل المنشآت المدنية إلى مواقع عسكرية، بالإضافة إلى تهديد الملاحة الدولية؛ في ظل هذه التطورات، يصبح الوضع الإنساني في الحديدة أكثر تعقيدًا، في ظل غياب التدخل الدولي الفاعل، مما يعزز من مخاوف المدنيين ويزيد من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المحافظة المنكوبة.