مجلس الأمن الدولي يناقش عقوبات اليمن في ظل تصعيد الحوثيين والعلاقات مع الميليشيات الإيرانية
- الساحل الغربي - خاص
- 09:29 2024/11/06
عقد مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء جلسة مفتوحة لمناقشة نظام وإجراءات العقوبات المفروضة على اليمن، في وقت يقترب فيه موعد انتهاء فترة تمديد العقوبات في منتصف نوفمبر الجاري.. تزامن الاجتماع مع استعراض آخر التطورات، بما في ذلك تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، الذي سلط الضوء على الأنشطة الحوثية المتزايدة والتوسع المقلق في العلاقات بين الحوثيين وميليشيات عراقية متشددة.
بدأت الجلسة بإحاطة من مندوب كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة، جونكوك هوانج، رئيس لجنة العقوبات بشأن اليمن، الذي استعرض جهود اللجنة الأخيرة، بما في ذلك تجميد الأرصدة وحظر السفر ضد الأفراد والكيانات المتورطة في تهديد الأمن والسلام في اليمن؛ كما تناول المجلس التقرير النهائي لفريق الخبراء الدولي والإقليمي بشأن اليمن، الذي أقرته اللجنة مؤخرًا؛ التقرير أكد دور الحوثيين في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد، مشيرًا إلى أن الجماعة استخدمت موارد ضخمة للأغراض العسكرية بدلاً من تحسين ظروف المواطنين المعيشية.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين، بدعم من إيران، قد تحولوا من جماعة مسلحة ذات قدرات محدودة إلى قوة عسكرية تهدد استقرار المنطقة؛ كما استغل الحوثيون الأحداث الإقليمية، مثل حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، لتعزيز مكانتهم ضمن ما يُعرف بـ "محور المقاومة" الذي تقوده إيران؛ هذا التعاون مع إيران والجماعات المسلحة الأخرى يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن الإقليمي.
من أبرز المواضيع التي ناقشها التقرير كان توسيع التعاون بين الحوثيين وميليشيات عراقية.. فقد بدأت هذه العلاقات منذ بداية الحرب في 2015، وتطورت لتشمل التنسيق العسكري والتدريب المشترك، ما أدى إلى فتح "مكاتب اتصال" في العراق ولبنان وسوريا؛ واعتُبر هذا التعاون جزءًا من شبكة أوسع تضم جماعات مسلحة موالية لإيران، مثل حزب الله اللبناني وفصائل الحشد الشعبي العراقي.
أشار التقرير إلى أن الحشد الشعبي العراقي قد قدم تدريبًا عسكريًا لحوالي 80 مقاتلاً حوثيًا في مركز بهبهان التدريبي، إلى جانب زيارات متبادلة بين قادة الحوثيين والعناصر العراقية؛ وقد لعب أحمد الشرفي، أحد أبرز الشخصيات الحوثية، دورًا محوريًا في تعزيز هذه الروابط وتنظيم زيارات لقادة الحوثيين إلى بغداد.
كما أكد التقرير أن الحوثيين تلقوا دعمًا ماليًا من خلال حملات جمع التبرعات في العراق، خصوصًا من قبل كتائب حزب الله العراقية، إضافة إلى شحنات نفطية قدمتها ميليشيات عراقية؛ وأشار التقرير إلى أن الحوثيين استخدموا جوازات سفر مزورة للتنقل بين العراق واليمن، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.
من التطورات الهامة التي أشار إليها التقرير هو توسع هذه العلاقات بعد افتتاح مطار صنعاء في عام 2022، مما سهل حركة المقاتلين الحوثيين بين اليمن والعراق.
تشير هذه التطورات إلى أن الحوثيين أصبحوا جزءًا من شبكة إقليمية أكبر تضم جماعات مسلحة تعمل تحت إشراف إيران، مما يعزز من قدراتهم العسكرية ويزيد من تعقيد الحرب في اليمن؛ يعتبر الدعم العسكري والتدريب المتبادل بين الحوثيين وميليشيات عراقية انتهاكًا واضحًا للقرارات الأممية التي تفرض حظرًا على الأسلحة ضد اليمن.
في ضوء هذه المستجدات، من المتوقع أن يواصل مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على الحوثيين في إطار جهوده للحد من تصعيد الأنشطة العسكرية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.