بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشعب اليمني العظيم، وقيادة وأعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام في كل ربوع الوطن؛ إن هذه المناسبة الوطنية الخالدة تمثل نبراسًا لحرية الشعب اليمني وتطلعاته نحو بناء مستقبل مشرق في ظل الجمهورية والمواطنة المتساوية.

 

كما ندين ونستنكر بأشد العبارات حملة الاختطافات القمعية التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية خلال الأسبوعين الماضيين؛ هذه الحملة الجائرة التي استهدفت عددًا كبيرًا من الصحفيين، الحقوقيين، الناشطين والناشطات، المشايخ، السياسيين، التربويين، الأكاديميين، القيادات الحزبية، والمواطنين الأبرياء، في المحافظات التي تخضع لسيطرة هذه الجماعة المسلحة، ضاربة عرض الحائط بكافة القوانين والأعراف الإنسانية.

 

إن ما حدث على خلفية الدعوات للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة لا يعد مجرد انتهاك لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بل هو استهتار صارخ بكل ما يمثله الدستور اليمني والمواثيق الدولية من حماية لحرية التعبير، وإرادة الشعب اليمني الأبي؛ ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد مناسبة عابرة، بل هي رمز خالد لتضحيات شعبنا في سبيل الحرية والكرامة، وهي التاريخ الذي أنهى حقبة مظلمة من الاستبداد والإمامة وأرسى دعائم الجمهورية والمواطنة المتساوية.

 

إن ما تقوم به المليشيا من فرض إجراءات أمنية مشددة في الشوارع والأحياء السكنية بمناطق سيطرتها، والتضييق على المواطنين لمنعهم من الاحتفاء بثورتهم، يعكس حالة الرعب والذعر التي يعيشها الحوثيون أمام موجة الرفض الشعبي المتصاعدة؛ هذا السلوك يعكس هشاشة المليشيا أمام إرادة الشعب اليمني، ويدل على ضعفها أمام صلابة المواقف الوطنية الرافضة للاستبداد والظلم.

 

نؤكد في المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز أن هذه الممارسات الهمجية لن تثني شعبنا عن التمسك بثورته ومكتسباته الجمهورية؛ بل إنها ستزيده عزيمة على مواصلة النضال والدفاع عن حقوقه في الحرية والكرامة؛ نوجه دعوة إلى المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بأن تتحرك فورًا لاتخاذ موقف واضح وحازم تجاه هذه الانتهاكات المتواصلة من قبل المليشيا الحوثية، ونطالب بالضغط العاجل للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين.

 

إن هذه الحملة الظالمة التي تستهدف إسكات صوت الشعب اليمني، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحوثيين يسعون إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى زمن الخوف والترهيب؛ إلا أننا نؤكد لهم وللعالم أجمع أن الشعب اليمني الحر لن يخضع لهذه السياسات القمعية، وأن الحريات الأساسية التي ناضل من أجلها اليمنيون لن تكون محلاً للتفاوض أو المساومة.

 

وفي هذا السياق، ندعو كافة القوى الوطنية الحية إلى توحيد الصفوف لمواجهة هذه المليشيا، ومواصلة الضغط حتى تحرير البلاد من قبضة هذا الكيان الاستبدادي، وإعادة بناء اليمن على أساس من العدالة والمساواة والحرية؛ كما نطالب بتحرك فوري لإنهاء هذه الانتهاكات المتصاعدة وإيقاف مسلسل الاعتقالات العشوائية التي تهدف إلى نشر الرعب في صفوف الشعب اليمني.

 

ختامًا، نجدد تهانينا القلبية للشعب اليمني وقيادة وأعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر، ونؤكد وقوفنا الثابت والمطلق مع أبناء شعبنا في كل المحافظات، ونجدد العهد بأننا سنظل في الصفوف الأولى للدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية، وأننا نقف معهم في حقهم المشروع للاحتفال بأعياد الثورة اليمنية، التي لن تكون يومًا ملكًا لجماعة أو فئة، بل هي إرث كل يمني حر؛ وسنواصل النضال حتى تتحرر بلادنا من براثن الإمامة الجديدة، ويعود السلام والحرية إلى كل شبر من أرضنا الغالية.

 

صادر عن: فروع المؤتمر الشعبي العام بالدوائر التنظيمية (60، 61، 62) في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز