طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش مليشيا الحوثي بإخلاء مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العاصمة المحتلة صنعاء، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وإعادة جميع الأصول والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها.

 

في الثالث من أغسطس/آب، داهمت قوات الحوثيين مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في صنعاء، واستولت على وثائق وممتلكات بالقوة، وفقًا لتصريحات المفوض السامي فولكر تورك؛ ورغم دعوات المفوضية السامية وغيرها من المنظمات الدولية، لا يزال المكتب تحت احتلال الحوثيين.

 

منذ 31 مايو/أيار، اعتقلت جماعة الحوثي موظفين من وكالات الأمم المتحدة المختلفة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المحلية؛ ووفقًا لمصادر حقوقية، فإن هذه الاعتقالات تُعتبر اختفاءات قسرية، حيث لم تكشف الجماعة عن مكان احتجاز المعتقلين؛ حتى 7 يوليو/تموز، اعتقل الحوثيون أكثر من 72 شخصًا، من بينهم 13 موظفًا من الأمم المتحدة، بما في ذلك 6 موظفين من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

 

تأتي حملة الحوثيين على وكالات الأمم المتحدة ومكاتب المجتمع المدني في وقت تحتاج فيه اليمن بشدة إلى المساعدات الإنسانية؛ يواجه أكثر من نصف سكان اليمن نقصًا حادًا في الوصول إلى الغذاء والمياه، وقد أدى عرقلة الحوثيين للمساعدات إلى تفاقم تفشي الكوليرا، مما أسفر عن تسجيل ما لا يقل عن 95,000 حالة مشتبه بها ووفاة 258 شخصًا على الأقل خلال الأشهر الماضية؛ بالإضافة إلى ذلك، تسببت الفيضانات الأخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في مقتل العشرات وإصابة المئات، وتدمير المنازل والبنية التحتية، وتشريد الآلاف.

 

دعت هيومن رايتس ووتش الحوثيين، بصفتهم سلطة الأمر الواقع في مناطق سيطرتهم، إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وتقديم الخدمات الضرورية لإنقاذ حياة السكان في المناطق التي يسيطرون عليها؛ كما طالبت المنظمة بإخلاء مبنى المفوضية فورًا، والإفراج غير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني، وإعادة جميع الأصول والممتلكات.