في مشهد يعكس أقصى درجات العبث السياسي، أعلن زعيم المليشيا، عبدالملك الحوثي، بدء المرحلة الخامسة من تصعيد جماعته بعملية استهدفت تل أبيب بطائرة مسيرة، مما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى؛ في كلمته، قال الحوثي إن استهداف يافا يمثل بداية لمرحلة جديدة من التصعيد باستخدام سلاح جديد، مشيراً إلى أن الطائرة المسيرة "يافا" تتميز بقدرات تكتيكية وتقنية متطورة، ومدى بعيد وقوة تدميرية عالية.

 

وفي السياق، عبّر عبدالملك الحوثي عن سعادته والشعب اليمني بالهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، مما يعزز ما يراه بعض المحللين بأن الحوثيين يحتفون بالضربات الإسرائيلية أكثر من إسرائيل نفسها، مشيرين إلى أن الجماعة تهتم بالمصالح الإيرانية أكثر من مصالح الشعبين الفلسطيني واليمني.

 

من جانبه، وصف المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام فليتة، الهجوم الإسرائيلي على الحديدة بأنه عدوان سافر وفتح لحرب مفتوحة؛ وأكد أن جماعته ستستهدف العمق الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن المواجهة ستكون بلا حدود ولن تلتزم بأي قواعد اشتباك؛ وأضاف أن جماعته مستعدة لتحمل التبعات وأن الرد سيكون حسب طبيعة المعركة، مؤكدًا أن جميع المنشآت الحساسة ستكون هدفًا لهم، وأنهم لن يتراجعوا أمام أي تصعيد.

 

تصريحات الحوثيين أثارت انتقادات واسعة، حيث اعتبرها المراقبون المحليون تبريرًا لاستمرار الهجمات والتهديدات في المنطقة، مؤكدين أن الحوثيين يركزون على تطوير قدراتهم العسكرية على حساب احتياجات الشعب اليمني، الذي يعاني من الفقر والحرب المستمرة منذ عشر سنوات؛ المحللون السياسيون اتهموا الحوثيين بالقيام بأعمال تبرر للإسرائيليين استهداف البنية التحتية اليمنية، مما يعقد الوضع في البلاد.

 

في المقابل، غادرت القيادات الحوثية منازلها وأغلقت هواتفها بعد تلقي تحذيرات من جهاز الأمن والمخابرات التابع للمليشيا؛ التحذيرات جاءت عشية استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع حوثية في الحديدة بأكثر من عشرين غارة؛ المصادر أكدت أن التعليمات شملت مغادرة المنازل والسكن في شقق مشتركة، وإيقاف الدوام الرسمي خوفًا من استهدافات جديدة.

 

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الضربة الإسرائيلية إلى 14 قتيلاً، وفقًا لمصادر محلية، مع وجود 6 مفقودين وأكثر من 90 جريحًا، بينهم 30 في حالة خطرة، معظم الضحايا كانوا يعملون في معمل تحاليل العينات التابع لشركة النفط اليمنية وموظفي تعبئة خزانات الوقود؛ وزارة الصحة التابعة للحوثيين أعلنت عن 6 قتلى مدنيين و83 جريحًا، مع بقاء 3 مفقودين، بينما رجحت مصادر عسكرية ارتفاع أعداد الضحايا، مشيرة إلى أن الحوثيين يقللون من حجم خسائرهم لتجنب الغضب الشعبي.