سوق سوداء للتعليم في ظل المليشيا: مقاعد الجامعات وكتب المدارس حكراً على الحوثيين

  • الساحل الغربي - خاص
  • 10:49 2024/07/15

في خطوة تثير القلق حول مستقبل التعليم العالي، أوقفت مليشيا الحوثي تسجيل خريجي الثانوية العامة في الجامعات الحكومية والأهلية في صنعاء والمدن الخاضعة بالقوة لسيطرتها، بزعم عدم توفر الطاقة الاستيعابية؛ خصصت الجماعة المقاعد الدراسية المجانية لعناصرها وأبناء قتلاها وجرحاها وكبار قادتها.
 
حددت وزارة التعليم العالي في حكومة الحوثيين غير المعترف بها نحو 10 فئات مؤيدة للانقلاب يحق لها فقط التقدم للحصول على منح دراسية مجانية، تشمل أبناء المقاتلين وأبناء قتلى وجرحى الجماعة؛ وأخضعت الجماعة العشرات من أتباعها لامتحانات شكلية للحصول على المقاعد المجانية في الجامعات اليمنية؛ جاء ذلك بعد اجتماع قادة حوثيين مع "لجنة المقاعد المجانية" بوزارة التعليم العالي في صنعاء، لإعطائهم قائمة بأسماء المقاتلين وأبناء القتلى والجرحى وأبناء القيادات والمشرفين.
 
أصدرت وزارة التعليم العالي الحوثية تعميمات لرؤساء الجامعات لوقف تسجيل خريجي الثانوية بحجة عدم وجود طاقة استيعابية؛ يعبر مراقبون عن تخوفهم من أن يكون هذا التحرك مقدمةً لتجنيد خريجي الثانوية العامة الجدد، خاصة بعد فشل مخططات الجماعة في إعادة خدمة الدفاع الوطني الإلزامية.
 
وفرضت الجماعة إجراءات وقيودا مشددة لمنع خريجي الثانوية العامة من مواصلة تعليمهم الجامعي، بهدف استقطابهم وتجنيدهم بسهولة؛ وألزمت الجامعات الأهلية بتخصيص مقاعد مجانية لعناصرها؛ وعقد القيادي حسين حازب لقاءات مع رؤساء الجامعات الخاصة، طالباً تخصيص مقاعد مجانية لأبناء قتلى الجماعة ومقاتلين في الجبهات، إضافة إلى دعم المجهود الحربي.
 
تستمر الجماعة في ارتكاب تعسفات ضد المؤسسات التعليمية ومنتسبيها، مما يثير مخاوف من تدهور التعليم العالي في اليمن؛ وبدأت المليشيا الحوثية العام الدراسي الجديد 2024-2025 بدون توزيع كتب مدرسية، بعد تحويل 95% من الكتب المطبوعة إلى السوق السوداء ولطباعة الكتب الطائفية. وفقًا لمصادر تربوية، لم تزود المليشيا المدارس الحكومية بأي كتب، باستثناء بعض المدارس الأهلية التي تبيع الكتب بأسعار مرتفعة.
 
حملت المليشيا تكاليف النفقات التشغيلية في المدارس الحكومية على الآباء من خلال تشكيل "مجالس الآباء"، التي تلزمهم بدفع مرتبات جزئية للمدرسين؛ كما طلبت من الطلاب دفع رسوم إضافية بشكل دوري، مما رفع تكاليف التعليم وحول المدارس الحكومية إلى مدارس أهلية، مما أدى إلى عدم قدرة العديد من الطلاب على الالتحاق بالتعليم. 
 
وتستغل المليشيا جزءًا كبيرًا من الرسوم المفروضة على الطلاب لصالح قياداتها في الوزارة، مما يعكس فسادًا إداريًا وثقافيًا وماليًا غير مسبوق في مناطق سيطرة الجماعة.

ذات صلة