تزايد النزاعات القبلية يعكس سياسة ”فرق تسد“ التي تنتهجها مليشيا الحوثي لتعزيز نفوذها
- الساحل الغربي - خاص
- 08:29 2024/10/29
اندلعت يوم الاثنين اشتباكات مسلحة عنيفة بين قبيلتي المعاطرة وذو زيد في منطقة جبل نهم بمديرية برط العنان، محافظة الجوف، على خلفية نزاع حول ملكية الجبل الفاصل بينهما.. واستمرت الاشتباكات حتى فجر الثلاثاء، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم الشيخ القبلي البارز هادي بن ناجي البعجري، ما رفع عدد الضحايا إلى نحو 15 شخصًا بين قتيل وجريح.
وأوضحت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي كانت على دراية بهذا النزاع القبلي، وقد استغلته بتغذية الخلافات المتصاعدة دون بذل أي جهود لحلها؛ وأفادت التقارير أن الجماعة تعمدت ترك النزاع مفتوحًا لمدة شهرين، لتزيد من حالة التوتر وتعمق الانقسامات، في محاولة منها لتعزيز نفوذها وإضعاف قوة القبائل عبر خلق حالة من الفوضى المستمرة.
وشهد صباح الثلاثاء تدخلًا من وساطة قبلية من قبائل دهم، التي نجحت في التوصل إلى تهدئة مؤقتة ووقف إطلاق النار، ما لاقى استحسانًا من الأهالي، في ظل تجاهل متعمد من السلطات الحوثية التي لم تُبدي أي رغبة في احتواء الأزمة.
تشير هذه الأحداث إلى استمرار استغلال مليشيا الحوثي للنزاعات القبلية كأداة لإضعاف القبائل وتقسيم النسيج الاجتماعي، متبعةً بذلك سياسة "فرق تسد" في المناطق التي تسيطر عليها؛ ويرى المراقبون أن الجماعة تعتمد على تغذية الصراعات القبلية والنزاعات الداخلية كوسيلة لضمان عدم ظهور قوة معارضة وبقاء هيمنتها المطلقة على مناطق نفوذها.