حذر تقرير أممي حديث من تدهور إضافي لحالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال الأشهر المقبلة، نتيجة التصعيد العسكري في البحر الأحمر بين جماعة الحوثيين والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في تقرير أصدرته الأربعاء أن اليمن يعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الغذائية، حيث يتم استيراد حوالي 90% من الحبوب الأساسية، وفي ظل الأزمة البحرية الراهنة، يُتوقع أن تؤدي إلى تعطيل أو عرقلة حركة البضائع، مما يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق على المدى القصير على الأقل (من مارس/أبريل).

 

واستمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية العابرة في البحر الأحمر ورد التحالف الدولي بقيادة واشنطن عليها سيؤثر على مستوى تدفق الواردات من الغذاء والوقود إلى الموانئ اليمنية، في السيناريو الأكثر ترجيحًا لاستمرار التصعيد الحالي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، سيتباطأ الواردات، مما يؤثر على توافر الغذاء وأسعاره ويؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي.

 

اليمن يعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة ويُعد واحدًا من أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي في العالم بعد أكثر من 8 سنوات من الحرب، مع دخول مستوى جديد من الصراع في البحر الأحمر، يُعقد عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، حيث تعتمد المنظمات الإنسانية بشكل كبير على الطرق البحرية لاستيراد الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى، أي تعطيل أو انسداد لهذه الطرق سيعيق إيصال المساعدات، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين السكان الضعفاء، والمزيد من التدهور للأزمة الإنسانية الأليمة.

 

وفي هذا السياق، دعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتهدئة التوترات في البحر الأحمر وتسهيل التدفق المتواصل للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية، يجب أن يكون هذا التدخل العاجل جزءًا من الجهود المستمرة للتخفيف من تأثيرات الأزمة الإنسانية الخانقة في اليمن.