07:47 2024/12/03
07:30 2024/12/03
07:23 2024/12/03
دعم قطر للحوثيين ليس جديدا
12:00 2020/09/05
عنيت بعض وسائل الإعلام العربية واليمنية، بتقرير نشرته صحيفة دي بريسه النمساوية، عن قيام دولة قطر بتقديم دعم مباشر لميليشيا الجماعة الحوثية، استنادا إلى إفادات حصلت عليها من عميل مخابرات يدعى جايسون جي، ويشمل هذا الدعم المباشر حصول ميليشيا الحوثي على الأسلحة- الصواريخ التي تهاجم بها اليمنيين، وتطلقها إلى الأراضي السعودية.. يعنينا هنا اختيار العميل جايسون للفظة(مباشر) وما عدا ذلك فأن الدعم القطري للحوثيين ليس بالأمر الجديد، فهو يعود إلى العام 2004، الذي ظهر فيه التمرد الحوثي المسلح، وبعد نحو عامين حين كادت الهزيمة تحيق بالجماعة الحوثية، سارعت الحكومة القطرية إلى انقاذ الجماعة، ثم جاء أمير الدولة نفسها إلى صنعاء يتوسل من الحكومة اليمنية وقف الحرب، وطرح مشروع اتفاق تم التوقيع عليه في الدوحة.. كان الاتفاق يقضي - من بين ما يقضي- بنزع سلاح الجماعة الحوثية، وأن تكون قطر راعية ومشرفة وشاهدة على ذلك، فإذا بها تنحاز كليا إلى جانب الجماعة، وتقف معها في الخصومة مع اليمن منذ ذلك الحين.. في بداية الحرب الدائرة في اليمن اليوم كانت قطر ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية، ولكنها سرعان ما تخلت عن هذا الدور، لتقوم بدور أقذر وهو دعم الجماعات الإرهابية، ودعم ميليشيا الجماعة الحوثية نكاية بالمملكة العربية السعودية، حيث تعتبر قطر وجود الجماعة على مقربة من الحدود الجنوبية للمملكة يمثل مصدر أذى لها، وهو ما ترغب به قطر، التي أرسلت رجال مخابرات إلى صنعاء ينسقون بينها وبين الجماعة، بما في ذلك التنسيق المتصل بتقديم الأسلحة النوعية المرسلة للجماعة من إيران عبر العملاء القطريين.. وإلى جانب تأكيد العميل جايسون على كلمة (مباشر)، هناك ما يعطي شهادته مصداقية، فقد سبق له وأن قدم معلومات لصحيفة دي تزايت الألمانية تؤكد حصول الحوثيين وحزب الله اللبناني وجماعة الاخوان المسلمين على تمويل قطري. وفي الحقيقة، لم يعد دعم دولة قطر للحوثيين وحزب الله والاخوان المسلمين، أمرا خفيا، ولا حتى الدعم السخي للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيمي القاعدة وداعش، التي يحظر مجلس الأمن على الدول تقديم أي تمويل لها، أو أي شكل من أشكال الدعم.. بينما قطر تضرب بذلك الحظر عرض الحائط، وابسط مثال لذلك أن دولة قطر دفعت ذات مرة 200 مليون ريال لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ساعدته على القيام بكثير من العمليات الإرهابية في اليمن، وكانت تلك الملايين القطرية تبرر بأنها لإنقاذ رهينة، كما هو الحال في المائتين مليون المشار إليها، حيث قالت أنها دفعتها لتنظيم القاعدة مقابل تسلمها منه مدرسة سويسرية تدعى سيلفاني إبراهاردن، كان عناصر من التنظيم الإرهابي خطفوها من الحديدة ونقلوها إلى شبوة، وفي حين كان مساعد وزير خارجية قطر يستقبلها في مطار الدوحة كانت وكالة الأنباء القطرية ووسائل إعلام وصحف الدولة تطبل للعملية وتصورها بأنها إنسانية.
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)