شيء من نفاق الإخوان المسلمين

12:00 2020/06/18

ظل الاخوان المسلمون يضعون التمهل في تطبيق الحدود، وتنفيذ عقوبة الإعدام على رأس قائمة أولويات سلوكهم المعارض للأنظمة السياسية في بلدانهم.. اعتبروا ذلك من أكبر المطاعن في شرعية تلك الأنظمة، ولكي يدفع أي نظام هذا المطعن عن نفسه أمام الإخوان عليه جلد الظهور، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، ويعدم مواطنين في ميدان عام، لكي يثبت شرعيته، ويريح نفوس أعداء الحياة معدومي الضمير، حتى لو لم يكن هناك أشخاص محكوم عليهم بهذه العقوبات.
 
اليوم، بعد أن ركب الاخوان المسلمون موجة حقوق الإنسان، ينظمون حملات إعلامية حول حالات إنسانية معينة، مثل إنقاذ الشيخ فلان من حبل المشنقة، إنقاذ الشيخ علان من الإعدام، إنقاذ الاعلامي زعطان، ويدينون حتى محاكمة مجرمين ما دام هؤلاء ينتمون لجماعات الاخوان، القوانين أو شريعة الله مطلوبة، لكن يجب أن تستثني الإخوان المسلمين.. ضد عقوبة الإعدام إذا طاولت الإخواني، ويهاجمون المنادين بإلغاء هذه العقوبة، الذين يقولون إنها ليست رادعة، بدليل أن ألوف القتلة كانوا يقتلون قصاصا في مختلف الأعصار التاريخية، وحتى اليوم، ومع ذلك استمرت جرائم القتل، وربما هي تزيد، فضلا عن أنه لا يمكن استدراكها، حيث أعدم أشخاص أدينوا بجرائم قتل فقتلوا بموجب أحكام قضائية، وبعد فترة تبين أنهم كانوا أبرياء.. وبدلا من أن ينادي الفقهاء بقصر عقوبة الإعدام على حالة القتل، فأن الاخوان المسلمين الذين حكموا أو شاركوا في حكم بلدان أو اقاموا إمارات إسلامية خاصة بهم في بعض البلدان غير المستقرة، وسعوا دائرة عقوبة الإعدام فشملت جرائم ليست هي بجرائم، لدرجة أن شيخا إخوانيا مشهورا أباح لرجال تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) قتل كل من لم يشهد أن أعداء التنظيم مرتدون! وغير ذلك من المهازل الإنسانية التي قتل فيها أبرياء بناء على فتاوى شيوخ يطالب الاخوان اليوم بتحرير رقابهم من السيف، بينما كان الإعدام يقتصر على النفس بالنفس، أو القصاص.. على أن جريمة القتل عند العرب هي الجريمة الوحيدة التي يعاقب فاعلها بالموت الحتمي، وحكمتهم: القتل اشفى للقتل، مشهورة.أليست فتاوى وبيانات بعض المشايخ - الذين ينظم الاخوان المسلمون حملات إعلامية لأجلهم اليوم- هي التي دفعت نحو ألفي سعودي لترك بلادهم والتوجه إلى سوريا وليبيا والعراق لنصرة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وافتداء الخلافة الإسلامية المتوهمة.. ومدوا الأيادي لبيعة البغدادي!نحن يستفزنا قتل أي كائن حي، فكيف الإنسان، ونتمنى أن لا يعدم أي شيخ من شيوخ الإرهاب، أي شويخ يمني، أو شيخ سعودي أو مصري شرعن الإرهاب بتآليف منشورة، وأصدر فتاوى وبيانات علنية وسرية تسببت في حدوث جرائم سياسية وجنائية هزت استقرار مصر والمملكة العربية السعودية، وسفكت بسببها دماء معصومة في ارجاء الكون، وأدت إلى تخلي أسوياء عن سويتهم، وأئمة جوامع عن محاريبهم، حتى جردت أطباء من إنسانيتهم.. وما يدلك على قوة تأثير أولئك الشيوخ في أهل بلدانهم، أن ضحايا فتاواهم وبياناتهم الجهادية لم يكونوا من الهمج بل وجد فيهم الطبيب الماهر، والضابط المرموق، والمعلم والطالب والأكاديمي، حتى فيهم أستاذة جامعية في أصول الفقه والاقتصاد الإسلامي! وترى اليوم ناشرا يمنيا إخوانيا يكبر الله تكبيرا كثيرا كبيرا من أجل فوز السراج الاخواني وهزم حفتر الوطني في ليبيا البعيدة.. إن العرق الإخواني دساس، يدس دسا، وهو مدسوس مغشوش، وابن حرام.. نقول هذا دون حرج.سنزيد الفكرة التي بدأنا بها بيانا.. تبيين نفاق الإخوان المسلمين حيال الحياة الإنسانية.. نعني موقفهم المتناقض من عقوبة الإعدام البغيضة.. أمس كانوا يستمعون الفتاوى ويقرؤون البيانات الجهادية ويمجدون شيوخها، ويهللون ويكبرون لنتائجها الكارثية، وكانوا يعتقدون أن أقوى صوت لكسب صوت الجمهور المسلم هو أن تقول له إن حكامكم لا يحكمون شريعة الله، لأنهم لا يطبقون عقوبة الإعدام.. اليوم رجع الاخوان يستعطفون الحكام كي يتنازلوا عن شرع الله.. يدعون المنظمات الدولية إلى رفع أصواتها لتجنب الشيخ سعدان والشيخ سلمان والشيخ سويدان عقوبة الإعدام.. وهم الذي كان رشيدهم يمتدح نتائج المآسي الآدمية والدمار الذي سببته فتاوى وبيانات عرابي القتلة هؤلاء.. امتدحوا إمام جامع لأنه غزا في سبيل منع عرض ملابس النساء في السوق، فقتل بائعين ورجع سالما غانما! وكانوا عونا لتحول رجال أمن كبار إلى مقاتلين مع القاعدة وداعش، ولمرشح نيابي كي يغدو انتحاريا.. كان من الجهاد الأكبر عندهم أن يترك طبيب واجبه الإنساني في المستشفى ليذهب في مهمة قتل الأبرياء باسم إقامة دولة الخلافة.. منافقون ملاعين.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)