عصابة الحوثي تدفع باليمن لصراع طائفي..!

12:00 2020/06/16

حينما أشعل الدجال الحوثي الأول فتنة صعدة، وتسبب في حروبها الست، لم يستشر أحدا من علماء وفقهاء ووجهاء ورموز المذهب الزيدي ، بل ولم يستمع لعقلاء وفقهاء ووجهاء الزيدية ، الذين دعوه للتراجع عن دعوته الجاهلية العنصرية التي أساء بها للمذهب الزيدي وللرسالة المحمدية وللدين الاسلامي كله.
 
ومع ذلك كان الدجالون الصغار الذين انحرفوا معه وانجرفوا خلف زيفه يحاولون مغالطة الشعب اليمني ، حينما كانوا - بشكل مباشر أو غير مباشر - يصورون حروب مواجهة الفتنة الحوثية بأنها حروب ضد المذهب الزيدي. واليوم يتكرر نفس السيناريو الحوثي الأرعن ، فالمليشيات الحوثية أصدرت وثيقة الخمس العنصرية تنفيذا لتعليمات خارجية ، وتقليدا لسلوك حوزوي إيراني ، ولم تأخذ رأي عالم أو فقيه أو عاقل أو رجل رشيد من أهل الزيدية ، فضلا عن انها تجاوزت الدستور والقانون والمؤسسات الشرعية المعنية بالتشريع .وحينما اصطدمت باجماع وطني يرفض وثيقتها العنصرية انبرى منظروها ينقبون في هوامش الرفض ، وينقبون عن مفردات وردت في نصوص بيانات ومواقف القوى والاحزاب والمكونات والنخب اليمنية، بحثا عن ذرائع لمغالطة الشعب بأن موقف اليمنيين الذين رفضوا وثيقتها العنصرية باجماع غير مسبوق هو موقف ضد المذهب الزيدي. إنه الانكماش والسقوط، وانعدام الحجة الشرعية والقانونية والمنطقية ، فقد وقفت هذه العصابة - أمام إجماع اليمنيين وحججهم الشرعية والدستورية والقانونية والمنطقية والانسانية - عاجزة عن مواجهة هذا الاجماع ، فلم تجد سوى الانحراف بالمعركة ، والهروب من مواجهتها ، والاحتماء بالمذهب الزيدي ، في محاولة للدفع باتباع الزيدية للدفاع عن سلوك العصابة ونزوعها العنصري. وما من شك أن العصابة الحوثية التي تجاوزت جرائمها كل المذاهب تحاول بهذا الموقف أن تقدم نفسها بأنها تمثل المذهب الزيدي ، وتلك كارثة وجريمة في حق الزيدية وأتباعها ، الذين يعلمون أن العصابة الحوثية لا تمثل مذهبهم ولا معتقداتهم ، وكان اغلبهم - ولا يزالون - في صدارة من يتصدى لانحراف العصابة الحوثية وسلوكياتها الاجرامية بالكلمة والموقف. وفضلا عن محاولة هذه العصابة ادعاء تمثيل المذهب الزيدي ، فإنها - بمحاولة دفع اتباع المذهب الزيدي إلى مواجهة مع المجتمع اليمني والاجماع الوطني - تفتح بابا جديدا لفتنة طائفية سيكون من الصعب إغلاقه إن سارت الأمور على هوى العصابة الحوثية . وليس جديدا القول أن العصابة الحوثية مارست ضد اليمنيين - بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم ومشاربهم - أبشع جرائم الاظطهاد والاقصاء والاذلال والإبادة ، كما عمدت - من خلال خطابها الاقصائي وسلوكياتها الاستبدادية - الى شيطنة المجتمع اليمني ، وادعاء احتكار الفضيلة واحتكار الدين واحتكار الوطنية واحتكار القيم ، وعلى أساس هذا الادعاء تفحش في احتكار السلطة والوظيفة العامة والمصالح ولأموال وكل مفردات الحياة .عصابة الحوثي تحاول اليوم أن تدفع باتباع المذهب الزيدي للدفاع عن انحرافها، مثلما تدفع بالبسطاء والمغرر بهم إلى محارق الموت للدفاع عن كهنتها والموت في سبيل بقائها وتنفيذ مشاريع التبعية التي تحملها .رغم الصراعات والحروب والوضع الذي وصلت اليه البلاد ، إلا أن يمن اليوم - وغدا وإلى ما شاء الله - لم تعد - ولن تقبل أن تكون - رهينة مذهب او توجه إقصائي متطرف لأية فئة أو جماعة أو حزب أو مكون ، بل يمن العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية ، وهذا ما تهرب منه العصابة الحوثية اليوم ، وهربت منه كثير من القوى المتطرفة إلى خيارات أخرى لم تثمر سوى الشر والدمار ، ورغم ذلك ظهر من خلال الاجماع الوطني على رفض الوثيقة العنصرية أن الشعب اليمني بكل مكوناته يرفض أي تشريع ينتقص من المواطنة المتساوية .العصابة الحوثية انكشفت كل عوراتها ، وظهرت عمالتها ، واتضح انحرافها ، وتأكد للجميع نزوعها العنصري المقيت ، وسقطت دينيا وقانونيا ووطنيا واخلاقيا ، وهي اليوم في أسوأ حال وأضعف موقف وأسود منقلب ، ولذلك تدفع باليمن واليمنيين إلى فتنة طائفية مذهبية قد تطيل عمر هذه العصابة إن لم يتنبه اليمنيون جميعهم لهذا الخطر ، وفي المقدمة علماء وفقهاء وعقلاء وأتباع الزيدية ، الذين تلقي بهم العصابة الحوثية في وجه بركان الغضب اليمني الكبير . 16 يوليو 2020
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)