إجماع وطني ضد عنصرية الحوثي

12:00 2020/06/13

من البر إلى البر ، ومن البحر إلى البحر ، وحيثما تتجه في كل اليمن ، وحيثما تسمع او تقرأ او تتابع يمنيا في وسائل الاعلام والتواصل من داخل او خارج اليمن ، تسمع صوت اليمن واليمنيين رافضا للعنصرية وكهنتها الحوثيين ، الذين أفصحوا عن معتقداتهم باصدار قرار لائحة خمس الركاز ليمنحوا انفسهم أحقية نهب أموال الشعب اليمني تحت ذريعة خرافة استحقاق بني هاشم. نعم قرار اللائحة العنصرية التي تبرر نهب خمس الركاز من ثروات الوطن وممتلكات الشعب ليست أول جريمة يقترفها الحوثيون في حق الشعب اليمني ، ولكنها جاءت لتكشف ما كان الحوثيون يخفون من نزوع سادي عنصري ، وتوجهات نازية اجرامية ، وجرأة وقحة على ممارسة اللصوصية في أي مكان وزمان . نعلم أن عصابة الحوثي الاجرامية العميلة لايران تحاول أن تثقل ملفها بأوراق ووثائق وخرافات لتستخدمها في المناورة في أية حوارات مستقبلية - إن كان هنالك حوارات مستقبلية - لكنها بورقة ( الخمس ) التي أضافتها لملفها الأسود فضحت ما في اوراق هذا الملف من زيف ومغالطات وتزوير يسقط كل تلك الأوراق ، ويجعل منها وثائق إدانة للعصابة الحوثية . وقد يتساءل البعض عن الأسباب التي جعلت اليمنيين بمختلف توجهاتهم يجمعون على رفض واستنكار وإدانة قرار العصابة الحوثية باصدار الوثيقة العنصرية المتضمنة أكذوبة استحقاق الهاشميين لخمس زكاة الركاز ...؟ وللاجابة على هذه التساؤلات نوضح فيما يلي بعض الاسباب : مليشيا الحوثي التي لا مشروعية لتسلطها ألغت سلطة وصلاحيات المؤسسات الوطنية المعنية بالتشريع ، وأصدرت وثيقة تشريع الخمس بقرار لا مشروعية له ولا لمن أصدره . اللائحة العنصرية هدفها الاستئثار بخمس زكاة الثروات الطبيعية لليمن بدون أي وجه حق . اللائحة محاولة لشرعنة التقسيم العنصري لأبناء المجتمع اليمني ، وهو ما يعني الكفر بالقانون والدستور والتشريعات الوطنية التي تنص جميعها على ان المواطنين اليمنيين متساوون في الحقوق والواجبات وأمام القانون . مضامين اللائحة العنصرية تعلن صراحة الكفر بالثورة اليمنية التي ينص اول أهدافها ومبادئها على إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .مضامين اللائحة تعلن صراحة تنكر هذه المليشيات للهوية اليمنية التي تتكئ على ما يقارب عشرة آلاف سنة من الحضور الانساني الخلاق ، الذي يجسد قيم المساواة والعدالة والحرية . مضامين اللائحة تؤكد انسلاخ هذه العصابة من المحتمع اليمني وهويته ، والتعالي على هذا المجتمع وادعاء الأفضلية عليه وفقا لتصنيف عرقي عنصري قبيح وغير مقبول . اللائحة تحوي مضامين مستوردة ومقلدة من التجربة الايرانية وما تمارسه الحوزات العنصرية الايرانية . اصدار اللائحة تحت ذرائع دينية لا صحة لها ولا مشروعية يؤكد ان هذه العصابة تجهل - او تتجاهل - قيم الشريعة الاسلامية ، وتحاول تجهيل الشعب اليمني والاستخفاف به وبحقيقة ارتباطه الواعي بدين الله الحنيفلقد انتفض اليمنيون جميعهم - بمختلف توجهاتهم - في وجه المليشيات، معبرين عن رفضهم المطلق وإدانتهم الكاملة لوثيقة " الخمس " العنصرية ، وكل واحد منهم يعرف كل - أو بعض - الاسباب التي ذكرناها ، أو حتى أسباب أخرى وجيهة لم نذكرها هنا، وبهذا الشكل حقق اليمنيون حالة توحد متميزة في موقف اخلاقي وقيمي ووطني وديني وانساني يؤكد أصالة ووطنية وانسانية اليمنيين .وقد يتساءل البعض عن اهمية تحديد المواقف واصدار البيانات الرافضة لوثيقة الخمس العنصرية ..؟ وهذه التساؤلات يمكن الاجابة عنها فيما يلي : يعتقد الحوثيون انهم اصبحوا قادرين على فرض اي قرار او تشريع على الشعب اليمني دون ان يجدوا مواجهة كبيرة تجبرهم على التراجع ، وهذا الاعتقاد سقط تماما بإجماع وطني اشعل وسائل الاعلام والتواصل رفضا وادانة واستنكارا لوثيقة الحوثي العنصرية . يعتقد الحوثيون أنهم نجحوا في تمزيق قوى المجتمع ونخبه ومكوناته ، وأنهم قد أوصلوا القوى السياسية اليمنية والمكونات الوطنية المختلفة الى حالة العداء الذي لا يمكن ان يجتمع لهم بعده رأي أو يتحد لهم موقف ، وهذا الاعتقاد يتساقط الآن بتوالي البيانات والمواقف الرافضة لعنصرية الحوثي من مختلف القوى والمكونات الوطنية يعتقد الحوثيون أنهم قد أوصلوا النخب المجتمعية وقادة الرأي والمثقفين إلى حالة اليأس والخنوع ، وأن أحدا من هؤلاء لن يجرؤ على معارضة أي تصرف او سلوك أو توجه مهما كان انحرافه ، وهذا الاعتقاد أيضا يتساقط الآن باصدار بيانات واعلان مواقف قوية، رافضة لعنصرية الحوثي وانحراف عصابته ، من قبل مثقفين ونخب وقادة رأي وناشطين في كل اليمن ، بما في ذلك من العاصمة صنعاء والمحافظات التي تتسلط عليها مليشيات الحوثي . الاجماع الوطني الرافض لعنصرية الحوثي تجاوز حدود الوطن ، ولفت انتباه المجتمع الدولي الى حقيقة النزوع العنصري للمليشيات الحوثية ، وهو ما سيقلل من المتعاطفين معها ، ويثير ضدها الكثير من أحرار العالم المؤمنين بالعدالة والمساواة ، والمناوئين للعنصرية والتمييز العنصري . ومن هذه الحيثيات وغيرها تتضح أهمية البيانات والمواقف والحملات الاعلامية الرافضة لعنصرية الحوثي وجرائم مليشياته . ولهذه الأسباب وغيرها يجب أن تستمر هذه المواقف وتزداد كثافة واتساعا ، وان تستمر وتتصاعد ، وأن تكون بحد ذاتها معركة وطنية جامعة ضد المليشيات الحوثية ، توازي وتساند معركة التحرير التي يخوضها أبناء اليمن ضد هذه المليشيات في مختلف الجبهات .
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)