المجتمعات و(فاشية) كورونا..!

12:00 2020/04/04

تتعدد المجتمعات وتتباين فيما بينها..منها المجتمعات سياسية، واقتصادية، والمجتمعات الاجتماعية (الشعب)، ثلاثتها يمثل اضلع اساسية ورئيسية لقيام الدول ووتماسكها وصمودها وتنميتها وبقاء انظمتها وبأستهداف المجتمعين السياسي والاقتصادي بشكل مباشر أو غير مباشر قد يؤدي ذلك إلى ترنح الدولة او انهيار منظومتها ولو جزئياً، بينما استهداف المجتمع الاجتماعي (الشعب) بشكل مباشر أو غير مباشر سيؤدي ذلك حتماً إلى انهيار منظومته وتماسكه بالتالي انهيار للدولة بمضلعاتها الثلاثة، فالشعوب مصدر قوة الدول وانظمتها أو ضعفها.
 
فكلما كان الشعب مترابط ومتماسك صعب استهدافه وانهياره بالمقابل كلما كان مفكك ومشتت سهل استهدافه وانهياره، فتماسك أي شعب يساعد كثيراً في صمود منظومة دولته، إذ لا يمكن اضعاف دولة إلا من خلال تماسك شعبها وذلك بضرب منظومة معنوياته ونفسيته ومزاجه العام بما ينعكس سلبا على نفسيته وحياته وسيصبح مزاجه العام في تعاطيه مع مجريات ومستجدات الاحداث سلبي ايضا، والعكس صحيح. اذا الصمود الناتج عن تماسك المجتمع والحفاظ على نفسيته ومعنوياته ومزاجه العام، هو من يجعل العدو يواجه الصعوبات في اختراق شعبا ما لتمرير اجندته بغرض اخضاعه لإجراءات سياسية أو اقتصادية معينه، الغاية تبرر الوسيلة وذلك العدو لن يألوا جهدا وسيعمل بشتي وسائله على ضرب منظومة العامل النفسي لذلك الشعب بضرب معنوياته وتماسكه بما يخلق حالة من الهلع لدى الناس ويخلق ايضا ارباك شديد في الاوساط السياسية ولاقتصادية، كما هي اليوم هالة الهلع التي خلقها فيروس كورونا، فاقحم المواطن في هلع وجزع ووهم نفسي من تلك الاعراض التي يروج لها بترهيب شديد، بينما هي اعراض تشابه وتطابق جملة وتفصيلا اعراضاً لأمراض هي شائعة ودارجة عرفها الانسان وتعايش معها منذ القدم. نعم... هي كذلك فمن منا لا يعرف امراض الحمى أو سمع بها أو اصيب بها وتعرف على اعراضها، بالتأكيد كلنا وليس كل ذلك غريباً على احد منا، فمن الطبيعي ان تصاحب اعراض {(الحمى أو الزكام) من حالة من الالم في الجسم ورشح والتهاب الحلق واسهال وربما ضيق في التنفس عندما تصبح الحالة في مراحل متقدمة وحرجة نتيجة اهمال من الشخص المصاب} وجميع الناس قد الفت تلك الاعراض والفت كيفية التعامل معها سواء بالعقاقير الطبية أو بالطرق التقليدية المتعارف عليها في اوساطهم. فلما كل هذا الهلع الذي اصاب الناس من نزلت برد أو حمى!!؟....الاجابه بسيطة وسهلة... حالة الهلع تلك نتيجة لحملات الترويج والدعايات، ايضا حملات التوعية تلك التي اعتمدت لغة الترهيب والرعب وخلت من لغة التطمين وبث سلوك الامان والتأمين، كل ذلك جعل الناس تخاف وترتعب لأي عارض قد يصيبها من تلك العوارض. اليوم لو اصيب شخصا ما بنزلة برد فأنه سيبدأ يفكر ويحلل بانه قد اصيب {(بفاشية كورونا) كما وسمته منظمة الصحة العالمية} وتأتي إلى جانب تلك التحاليل تدابير الدولة الاحترازية وتشديدها على موضوع حظر التحوال والحجر الصحي، هنا تصيب الشخص حالة من الهلع وتصبح صدمته نفسية ويعترية شعور انه بات منبوذاً ولو جزئيا و....و...و...الخ فتسيطر عليه حالة من الهوس وتنهار معنوياته وارادته الامر سينعكس سلبا بشكل مباشر جهازه المناعي فيدب به الوهن به وتضعف ارادته ومقاومته ويتملك منه المرض فيقضي عليه وان كان انفلونزا. ياسادة يا كرام... أن كل تلك العوارض يجب ان لا ترعبكم...فقط هي تتطلب ضبط النفس والتحكم بالانفعالات وطرد الوهم والوسواس كون كل ذلك هو الخطر الذي يمثله كورونا من اسلحته المتمثلة بالدعاية والشائعات والتوعية التي خطورتها فاقت بدرجة كبيرة الخطورة الفعلية لكورونا الموجه بشكل رئيسي، لضرب العامل النفسي للاشخاص الأمر الذي سينعكس سلبا على نفسياتهم اولاً ثم محيطهم الاسري ثانياً ثم الاجتماعي ثالثاً وتتضاعف تلك الخطورة مع اجراءات الحكومات التي اسمتها بالاحترازية فباتت جزء من المشكلة والفيروس لامن الحل وعلاجه. يا حكومات ويا جماعات ويامنظمات دعوا الناس تمارس حياتها بشكل طبيعي وكفو عنها ترويجاتكم واشاعاتكم وتدابيركم الاحترازية، الناس اصبحت تخاف اليوم وإذا ما اصيب شخصا بعارض نزلة برد (انفلونزا) خاف وهلع واستعار من مواجهة المجتمع، بينما قبل والولادة المباركة لفيروسكم السياسي، كان الامر طبيعي ويتخذ الشخص اذا ماشعر بأحد تلك العوارض (البرد أو الحمى) تدابيرا تقليدية للوقاية منها ومواجهتها وحماية الاخرين من عدواها. {مرحبا...اهلين مالك ملثم مابلا مزكوم فسلم علي من بعيد ههههه...وايش بيدك ياصاحبي!!؟ مابلا اشتريت ليمون (ف سي) ومناديل وبندول اختمد للزكمة...اها ربنا يشفيك ويقويك}، كانت الامور طبيعية وتمشي بشكل طبيعي ويوم يومين وان ذلك الشخص بخير ونفسيته مستقرة ومعنوياته عالية، لا وسواس ولا اوهام ولا حظر ولا حجر ولاعزلة عن المجتمع والمقربين منه، طبعا ذلك حوار بسيط اردت من خلاله ترجمة تلك العوارض وتلك التدابير التقليدية التي كانت تتخذ بمعنويات عالية ونفسية مستقرة وعلاقاته اجتماعية لا يشوبها تغير. على الجميع ان يعلم بأن المستهدف الاول والاخير من حالة هلع وفزع كورونا ليس اجزاء واعضاء في جسم الانسان !! بل نفسيته ومزاجه العام التي ستنعكس على محيطه الضيق فالاوسع والاوسع، الامر الذي سيولد ارباك في المجتمع والاجتماعي يصاحبه ايضا ارباك للمجتمعين السياسي والاقتصادي، فينشغل كل منهم بمشاكله هذا يساعد ارباب كورونا على تمرير اجندتهم السياسية، والاقتصادية، والامنية، في دولة ما أو اقليم بعينه لاخضاعه كليا أو السيطرة على جانب من جوانب كيانه ولكم في الكوليرا، والدفتيريا خير مثال، كذلك كان الإيدز الذي اخاف العالم وما لبث ان تلاشى هلعه ومخاوفه تدريجياً حتى بات بالكاد يذكر. ايتها الشعوب....ارفعي من معنوياتك واضبطي نفسياتك وتحكمي بأنفعالاتك ومارسي حياتك بشكلها الطبيعي المعتاد واتخذي تدابيرك التقليدية المتعارفة بأوساطك، فلا يجب ان ننسى ان لنا رب حامي وحافظ، كما يجب ان لا نتناسى اننا في عصر الصراعات والحروب من اجل نفوذ معياره (المصلحة اساس القوة) ومن اجلها ستسخر كل الامكانات والمكنات، وتشحذ الاموال، وتوظف القنوات، المصلحة والقوة فقط ولا وجود في قواميس صراعات المصالح من النفوذ لمعيار مجتمعات أمنة ومستقرة. فمن وسم منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا باصطلاح (فاشية) وليس باصطلاح (الوباء).. نتلمس حقيقة الفايروس اذا ما تسألنا لماذا هذا الوسم والاصطلاح فلماذا ومالفرق بين الاصطلاحين!!؟ فمصطلح وباء...يطلق على كل (داء) افرزته الطبيعية نتيجة عوامل خارجة عن ارادة الانسان اجتاح مجتمع محدود كما هو الجذام، بينما اصطلاح (فاشية) فهو يحمل صبغة سياسية حيث يأتي اصطلاح فاشية من تفشي الشيء وشيوعه غير المنظم والانتقائي (خروج عن السيطرة في مرحلة ماء) الموجه خدمة لمصالح كيانات أو انظمة بعينها كما هو الحال بالايديولوجيا الفاشية والنازية، باعتبارهم ايديولوجيا موجهة لخدمة فكر مركزي يهدف إلى السيطرة واخضاع المجتمعات والتحكم بها وادارتها وفقا لرؤى وتطلعات رموز و مرجعيات تلك الايديولوجيا وادواتها بما يحقق اهدافها وطموحاتها ويعظم من مكاسبها.
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)