قراءة لفنجان طاغية الكهف

12:00 2020/03/26

هل علمتم مرة كيف يعيش الطاغية وهل تخيلتم حياته على رؤوس القتلى وشعور النساء وجماجم الأطفال ، كيف ينام ، هل يضحك ، وأجنحة قلبه هل ترفرف ، مثلما قلوب العالمين، والذين حوله أينامون بطمأنينة ، أحاديثهم هل هي مسكونة بالرضا، خطواتهم ثابتة، كل شيء له وعليه، معه ولديه ، هل فكرتم ماذا يحدث لكل طاغية؟
 
قبل ذلك يبزغ الطاغية من قلب الكارثة، يستعيد قليلا من الطمأنينة المفقودة قبل ظهوره فيرضخ الشعب ، أي شعب في هذه الكرة ، تماما مثل الفتى القابع في الكهف عبدالملك الحوثي ، السيد الذي أستغل انفراط عقد الدولة وتشكل جماهيرية عريضة للفوضى فأقبل بتذلل ككلب يلاعب صاحبه ، هازا للجميع رأسه ، يتحدث ألف لغة ، أنحني لك ، زاندجيه ، ويمارس اللا طبيعته في الذود المقدس عن حقوق الشعب اليمني وهناك سقط اليمني ، من كل فج ، في الفخ ، ليتضح له بعد وقت قصير ، أقصر وقت للطواغيت عبر التاريخ في خلع أقنعتهم ، سقط القناع عن القناع كما عبر درويش لكن الأدهى من ذلك كله ، أن كل طاغية هو أتعس من شعبه لا زلت منذ صغري أتخيل القط في تفاصيل سعادتي ، القط الذي كان نائما وألقيته على رأسه الحجر ، أنتفض كل مرة مذعورا ، لماذا قتلته ؟ كنت طفلا، لكن لا يحق لي ذلك انه روح يجوع ويشبع ويفرح ويمارس الجنس، انه قط، لم يرتكب جرما ، وكلما تذكرته يخطر السيد ، قدس الله تعاسته ، وهل ينام مثلنا بهناء، هل له الضحك ككل فتى صغير لقي ورقة مالية صدفية بالطريق ، كأربعيني يتذكر مع زميله في المدرسة كيف غازلا استاذتهما وكيف طردتهما من الفصل ، ونابليون العظيم ، بونابرت الذي لم يهزم قط ، الذي مهد العالم هزمته زوجته ، لقاها تعاشر الكلب ، هذا جانب واحد من الحيوات التعيسة للطغاة ، لم يحض بشرف العشق من زوجته بينما زوجة الفقير تصون حبها له وهي تنام بلا عشاء في مشهد من حياة طاغية لجان بول سارتر، عند اقتحام الثوار لمبنى حكومة المدينة ، جمع جان اجيرا ( الطاغية ) وزراء دولته ، وخاطبهم (اعتقد ان نصفكم خونة ، وطفق يثبت من الخائن ، أنت ، لا لا لا ، بل أنت ، اما انت فلن تكون خائنا لقد أحببتك كثيرا ، وفجأة يقتحم الثوار المقصورة ، يتقافز كبراء دولته واحدا تلو الآخر ، ينضم أولهم للثوار ، يتبعه البقية متحاشين نظرات جان الذي يتطلع اليهم ساخرا : _ كلكم ، عال ! عال جدا ! يبقى داريو حتى الأخير ثم ينضم اليهم - وأنت ايضا يا داريو داريو لا يرد ، يكلمه جان ( كنت أحسبك تحبني ) يرد داريوا ( أجل كنت أحبك ، لكن ما الفائدة ) نعم الفائدة قد ذهبت، هذا مصير كل طاغية، يفدي الفقراء بعضهم حفاظا على حصيرة وكوبا من الحساء ، ليتعظ السيد الذي أسال البلاد بين قدمي أتباعه ، مؤكدا ستكون نهايته هكذا ، ليتعظ ، لكل طاغية خونته ، هم سوف يخونوه يوما ما وسيلطمونه أولا ، أثق ، أثث بذلك جيدا ، فالطغاة يعيشون بخوف رهيب ، تحوطهم أنفس خائنة ، تعلمت منهم الخيانة ، ان أتت اللحظة تلك سنرى المشاط يقفز ، وسيحاول محمد علي الحوثي اعلان براءته ، والحاكم ، وجميعهم شغمة طغيان هذه المرحلة : لست انا ، بل ذاك ، انه هو .
 
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)