جنايات الحوثية على النساء
12:00 2020/03/08
كنا نود في يومنا هذا الثامن من شهر مارس أرسال ثماني ورود لكل امرأة يمنية، وثمان زهور لكل بنت من بناتنا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. لكن لا نظن أنهن ينتظرن ذلك، فحالة الحرب الدائرة منذ خمس سنوات وحتى الساعة لا تساعد، فهن مشغولات بهموم تفوق قدرات نساء الدنيا كلهن.. أنهن الأكثر تضرراً من هذه الحرب.. وتتحمل الجماعة الحوثية الأثيمة ثمانين في المائة من أوزارها.. لقد تسببت الحرب في قتل أكثر من 11 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، 35 في المائة منهم نساء وفقا لأكثر التقديرات تفاؤلا.. ومن المكابرة إنكار دور التحالف العربي والحكومة الشرعية في هذه الانتهاكات الجسيمة، لكن الجماعة الحوثية تتحمل المسئولية عن ثلاثة أرباع هذه الانتهاكات، فعلى سبيل المثال قتلت خلال العام الماضي وحده أكثر من 220 امرأة، وأصابت بجروح وإعاقات نحو244 أخريات، من خلال القنص والألغام والقذائف المستخدمة أثناء العمليات الهجومية، واختطفت 23 امرأة في الشهور الخمسة الأولى من العام نفسه في العاصمة صنعاء، بينما لم يقم التحالف بشيء من هذا القبيل.إن المرأة اليمنية هي المتضرر الأول من الفقر الذي ارتفعت معدلاته إلى أعلى مستوياتها، كما هي المتضرر الأول من فقد الخدمات الطبية ورعاية الأمومة والطفولة، ووسائل تنظيم الأسرة.. والمتسبب الرئيس هو الجماعة الحوثية.. عشرات آلاف النساء اللواتي كن ينشطن في سوق العمل فقدن أعمالهن، واوقفت الجماعة رواتب العاملات في القطاعات الحكومية المختلفة..وفوق ذلك، اصبحت النساء عرضة لانتهاكات جسيمة.. انتهاكات لا سوابق لها في تاريخ اليمن المعاصر.فمنذ بداية الحرب وحتى نهاية العام2019، ارتكب الحوثيين أكثر من 25 ألف حالة انتهاك بحق النساء في اليمن، ووصل الأمر في السنة الأخيرة إلى مستوى وضع قيود على ملابس النساء.. أننا لا نتجنى، بل نذكر جنايات هذه الجماعة بحق النساء، ويمكن الرجوع بهذا الشأن إلى التقارير الدورية التي أصدرتها أطراف محايدة مثل فريق الخبراء الأمميين، ولجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، والفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، ومنظمات محلية كالمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، والتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان، ومؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، وغيرها كثير..لقد سجلت في سجل الجماعة الحوثية شتى صنوف الإجرام.. قتل، وإصابات، واختطاف، وسجن، والطعن في عفة النساء، وتشويه سمعتهن، واشكال أخرى من العنف المادي والمعنوي، وأقدمت الجماعة الحوثية على أنماط من السلوك الذي لم يعرف في اليمن من قبل، حيث سجلت لأول مرة في اليمن حالات اغتصاب السجينات في سجون حكومية وسجون خاصة بالجماعة.. وبينما يعتبر أيداع إنسان في السجن عقوبة كافية بموجب القوانين المحلية والدولية، فأن القائمين على تلك السجون يضيفون إلى ذلك تعذيب السجينات داخل السجون..لقد لاحظت الجماعة أن النساء أصبحن منذ انتفاضة ديسمبر2017، يمثلن المظهر الرئيسي لأشكال المقاومة في صنعاء وبعض المدن الخاضعة لسيطرتها، فقادها ذلك إلى ابتكار وسائل شتى لقمع النساء، من بينها تكوين جهاز خاص متخصص بانتهاك الحرمات.. وقد أكد التقرير النهائي لفريق الخبراء2020، أن الحوثيين شكلوا شبكة تشارك في قمع النساء المعارضات بما في ذلك القمع الجنسي، ويرأس هذه الشبكة مدير إدارة البحث الجنائي سيء الصيت سلطان زابن. كما أشار التقرير إلى الجهاز الأمني الذي استحدثته الجماعة الحوثية، وهو جهاز الزينبيات، الذي ذكر التقرير أنه تشكل من نساء من أسر هاشمية غالبا، وهو جهاز يستهدف النساء سواء بالقمع والاعتقال والضرب والاحتجاز، أو بالتحريض لصالح الحوثية.. كما تقوم الزينبيات بتفتيش المنازل، وحراسة سجون النساء، وقمع المعارضات، وتسهيل عمليات اغتصاب في السجون.ومن بين نحو 11 ألف سجين ومخفي قسريا تمثل النساء ثلث هذا العدد، وفي الوقت الحالي هناك 600 امرأة في سجن واحد فقط، من بين مجموعة السجون في صنعاء، وتسببت الفضايع المرتكبة في تلك السجون بدفع بعض السجينات إلى التخلص من حياتهن عن طريق الانتحار.
*(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)
