لقاء- كيف يصف يونس عبدالسلام تجربة عام ونصف في معتقلات الحوثيين بتهمة عمله الصحفي؟

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 05:38 2023/03/12

"بتهمة عملي الصحفي تعرضت للاعتقال في سجون المليشيات" 
 
أضحت الصحافة عملاً مداناً وتهمة تستحق الاعتقال والإخفاء القسري في المناطق الخاضعة لسيطر مليشيات الحوثي الإرهابية، بالإضافة إلى تلفيق تهم جاهزة من قالب تصنعه المليشيات ضد كل من لا يخدم مشروعها الكهنوتي لتصدر عليه تهم "التخابر، الإلحاد، مخالفة الأخلاق..." وغيرها من التهم الكيدية. 
 
الصحفي المحرَّر "يونس عبدالسلام" تعرض الاختطاف والتعذيب لقرابة عام ونصف العام في سجون مليشيات الإرهاب الحوثية، بتهمة عمله الصحفي الذي تطور تدريجياً إلى سلسلة من الاتهامات الكيدية تصدرها المليشيات لكل المختطفين في سجونها وفقا لدستور تنظيمها الإرهابي.
 
تحدث الصحفي المحرر يونس عبدالسلام للساحل الغربي عن تفاصيل الاعتقال وسجون المليشيات الإرهابية وحربها الممنهج ضد الصحفيين والصحافة وكل الأنشطة التى لا تتوافق مع مشروعها الكهنوتي.
 
"أصبحت الصحافة في مناطق الحوثي جريمة يعاقب عليها الصحفي وتكيل له كل التهم" 
 
 
في مساء ال 4 من أغسطس 2021 تعرض الصحفي يونس عبدالسلام للاختطاف في الشارع العام القريب من مطار صنعاء الذي حولت مليشيات الحوثي مرافقه إلى سجن للمختطفين.
 
يضيف يونس: خلال فترة الاختطاف تنقلت في أكثر من معتقل تابعة للمليشيات من سجن مطار صنعاء إلى سجن الأمن السياسي والأمن والمخابرات".
وفي كل معتقل تتصاعد التهم الكيدية الموجهة له ولأي مختطف في سجون المليشيات. 
في سجن المطار مكث أربعة أيام اتهم خلالها بعمله الصحفي وتعرض لمختلف أنواع التعذيب النفسي والجسدي. 
 
في اليوم الخامس تم نقله إلى سجن الأمن والمخابرات.. احتجز في زنزانة انفرادية وسجن أشبه بسجون الإخفاء القسري مع استمرار التحقيقات في التهم الملفقة والتعذيب الممنهج. 
 
تعذيب وهروب من المحاسبة 
 
يتناوب على تعذيبه والتحقيق معه طيلة ستة أشهر بشكل يومي ضباط بأسماء مستعارة للهروب من الملاحقة القانونية. 
 
"أبو زيد، أبو حسين، أبو الكرار... الخ" أكثر الأسماء يتذكرها يونس تناوبت في تعذيبه والتحقيق معه عن كتاباته بمواقع التواصل الاجتماعي وتقارير أنتجها خلال عمله الصحفي. 
 
 
يواصل يونس حديثه: "يمارس جلاد المليشيات في السجون في أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي من صلب على الخشب وتقييد يديك ورجليك معاً وإبقائك على كرسي، وصعق بالكهرباء حد الغيبوبة، أصوات مزعجة من سماعات في زنزانتك، ربط عنقك وشدك من الخلف لأيام، ضرب بأسلاك كهربائية، إغلاق عينيك وأنت مقيد لأيام، منعك من النوم وغسلك بمياه تغلي، إخراجك إلى الشوارع لتقودهم قسراً نحو منازل مطلوبين لا تعرف عنهم شيئاً". 
 
ظل يونس مخفياً لأشهر حتى أضرب عن الطعام والشراب لخمسة أيام لتتيح له المليشيات الاتصال لأسرته.
 
تهم كيدية 
 
"المختطفون في سجون المليشيات تُنسب إليهم تهم كيدية تعرض بعضهم للإعدام ظلماً كما حدث لأبناء الحديدة".
 
لا تختلف التهم الموجهة للمختطفين في سجون المليشيات وتتشابه وسائل التعذيب داخل المعتقلات خصوصاً في السجون الانفرادية، وفقا لحديث يونس الذي تعرض للتعذيب طيلة ستة أشهر بشكل يومي ثم خف مع انتقاله إلى سجون جماعية مكتظة بمختطفين من مختلف المحافظات.
 
وعن حقوق المختطفين في سجون المليشيات، يؤكد يونس أنه لم يحصل سجين في معتقلات المليشيات على حقوقه إلا في حالة الطوارئ الصحية القصوى، وأن مليشيات الحوثي الإرهابية تقوم بمصادرة كل المساعدات الإنسانية المقدمة للسجناء من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.  
 
معاناة
 
كانت معاناة أسرته كبيرة في البحث عنه، تلاها مضاعفات الوضع المادي الصعب الذي تعيشه، كان يونس من يتكفل بمصاريفهم وفجأة تحول الأمر إلى أن يهتموا ويتكلفوا هم عناء وتعب متابعة قضيته.
 
مناشدة 
 
يطالب يونس، وغيره من المحررين من سجون مليشيات الحوثي الإرهابية، الحكومة والمنظمات بإنشاء محاكم ونيابات متخصصة في قضايا الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون خصوصاً المختطفين في سجون مليشيات الإرهاب الحوثية. 
 
ودعا يونس المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى متابعة قضايا المتخلفين المفرج عنهم وجبر الضرر وتعويضهم اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً. وطالب بالإفراج عن مقتنياته التى ما تزال محتجزة لدى المليشيات.

ذات صلة