كنتُ مُغَيَّبا في دهاليز سجون الحوثيين في الحوبان

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 03:25 2023/02/11

  • "ما تزال كوابيس سجون مليشيا الحوثي تلاحقني في منامي"
  • التعذيب مختلف بين فترة وأخرى حسب تغير مشرف التعذيب
  • منعوا عني العلاجات وتسبب التعذيب بأمراض مزمنة
أكثر من عام ونصف احتجزت مليشيات الحوثي الشاب عزام الصوفي في دهاليز مدينة الصالح التي تتخذ منها سجناً لمعتقليها، بلا سبب سوى اتهاماتها المعتادة لكل المناهضين لإرهابها. 
 
"لا يمكن أن نختصر معتقلات مليشيا الحوثي بمختطف أو اثنين أو عشرة، كل المختطفين في سجون مليشيا الحوثي يتجرعون الويلات من فرق التعذيب المتخصصة".
 
فاجعة
 
الشاب عزام عبدالعزيز محمد الصوفي (27 عاماً) من أبناء محافظة تعز يروي للساحل الغربي ما تخفيه جدران مدينة الصالح.
 
في يناير 2020 وبدون مقدمات أوقفت عزام نقطة تفتيش تابعة للقيادي الحوثي المدعو أبو علي الجرموزي بمنطقة رداع محافظة البيضاء، أثناء طريق سفره، نسبت إليه تهمة التعاون مع دول التحالف العربي.. وبالهوية والانتماء لتعز أطلقت عليه ب"الداعشي".
 
اعتقل في سجن رداع لمدة يومين ثم تحويله إلى سجن مدينة الصالح، فكانت فاجعة كبيرة لأسرته حين وصل إليهم خبر اختطافه والخوف أكبر من يتوقع فسجون مليشيات الحوثي جحيم يعاني منه كل المواطنين. 
ذكريات مؤلمة
 
يقول عزام "كل شيء مباح في سجون المليشيات، والتعذيب مختلف بين فترة وأخرى حسب تغير مشرف التعذيب أو المكلف بالتحقيق مع المعتقلين".
 
الجلاد الحوثي يلاحقني في منامي
الجلاد الحوثي يلاحقني في منامي
 
تعرض الصوفي للتعذيب الجسدي: الضرب المزمن واللكم، تعليقة الخفاش، ثم لساعات الحرمان من النوم، الصعق بالكهرباء. حتى الوجبات كان نوع الأكل من الذي تعافه النفس، إضافة لذلك منع مياه الشرب والاغتسال.
 
ويضيف الصوفي متحدثاً عن التعذيب النفسي "الإزعاج المستمر برفع مكبرات الصوت بالمحاضرات والزوامل، الإزعاج بواسطة الضرب على الأبواب أثناء النوم مما يتسبب في فاجعة كبيرة". 
 
يتابع: "ما تزال الآثار الناتجة عن سجون المليشيات مطبوعة على جسدي ونفسيتي. ما زلت أعاني من آثار الصعق بالكهرباء، ومن آثار الضرب". 
 
وأكد: "منعوا عني العلاجات فترة الاعتقال. تسبب التعذيب في سجون مليشيات الحوثي بأمراض مزمنة أبرزها (الروماتيزم) ولم يسمحوا باستخدام العلاج.
 
"ما زلت أعاني من آثار نفسية كبيرة حتى بعد خروجي من المعتقل، وما يزال جلاد الحوثي يلاحقني، وبسبب الصياح أثناء النوم أصيب أخي بحالة نفسية". يقول عزام.
 
مضاعفات 
 
يعاني الشاب عزام من اكتئاب وخوف شديد وكوابيس مفزعة تلاحقه في المنام وغالبا ما تلاحقه المليشيات في المنام وكأنه ما يزال في معتقلاتها. 
 
يقول عزام "أصيح بأعلى صوتي وأقوم من النوم وأنا مرعوب. ومن كثرة ما يتكرر هذا المشهد فإن أخي (سليم) الذي ينام بجواري أصيب بحالة نفسية بسبب الصياح المتكرر من كوابيس المليشيات الذي يتكرر في فترات كثيرة". 
 
"التوجيه المعنوي للمليشيات متواجد بقوة في المناطق المحررة بتعز".
 
وما يؤثر كثيراً على حالة عزام ورفاقه المفرج عنهم هو الحضور الكبير للتوجيه المعنوي للمليشيات في مناطق تعز المحررة "أسمع زوامل الحوثي وبصوت مرتفع عند أصحاب الباصات والمترات وأشعر كأني ما زلت مختطفاً في معتقل المليشيات".
 
ومما يزيد من حالة الاكتئاب لدى عزام هو الحصار المستمر للمدينة، ورغم الإفراج عنه إلا أنه لا يستطيع العبور ولقاء أسرته وأهله ومحبيه.
 
 

ذات صلة