"خطر داهم".. عن "البحرية الحوثية" والتكتيكات الإيرانية في الخليج العربي والبحر الأحمر (دراسة)
- الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
- 01:13 2023/01/09
بعد فترة وجيزة من انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية عام 2015 ، سعت إيران إلى زيادة تعزيز القدرات البحرية للحوثيين، وذلك للسماح لهم (وبالتالي إيران) بتنفيذ عمليات عدائية في الخليج العربي والبحر الأحمر. حسب مدونة "اوريكس" للدراسات العسكرية.
وأكدت المدونة في دراسة "البحرية الحوثية.. خطر داهم" إن إيران وفرت للحوثيين صواريخ مضادة للسفن إضافية ودعمت إنشاء منصات إطلاق على الشاحنات البحرية يمكن إخفاؤها بسهولة بعد الإطلاق.
إلى جانب الدعم العسكري، لم تدخر إيران جهدا في الجانب الاستخباراتي حيث راحت تزود الحوثيين بمعلومات وبيانات محدثة عن تحركات سفن تحالف دعم الشرعية عبر سفينة "سافيز" التي أرستها كسفينة تجارية قبالة سواحل إريتريا.
ولفتت الدراسة إلى أن السفينة الإيرانية الاستخباراتية قامت بهذا الدور حتى تضررت في هجوم لغم إسرائيلي في أبريل 2021، ليتم استبدالها باخرى تعرف باسم بهشاد، وهي الأخرى "متنكرة في شكل سفينة شحن عادية" سعياً في إخفاء هدفها الحقيقي.
ووفقا لها، تمكنت مليشيات الحوثي بمساعدة مهندسين إيرانيين، من تحويل عدد من زوارق الدوريات التي يبلغ طولها 10 أمتار إلى زوارق متفجرة انتحارية.
وأفادت أن أحد هذه الزوارق استخدم لضرب الفرقاطة السعودية "المدينة المنورة" في عام 2017. في حين تم إنشاء ثلاثة تصميمات أخرى من هذه الزوارق الانتحارية في السنوات التي تلت ذلك، وهي Tawfan-1 وTawfan-2 وTawfan-3.
وأشارت الدراسة إلى أن الحوثيين وبمساعدة إيرانية تمكنوا من استحداث حوالي 15 نوعا من الألغام البحرية، وقاموا بنشرها بشكل متزايد في البحر الأحمر على الرغم من أنها لم تحقق أي نجاحات "ضد السفن البحرية".
وحظيت القوة الصاروخية للحوثيين باهتمام ودعم ايراني كبير، حيث سلمت لهم طهران صواريخ "نور" بمدى 120 كم، وهذه ليست الصواريخ الوحيدة، حيث قدمت اخرى بينها صواريخ ما يسمى بخليج فارس ومداها 300 كم، فجر 4CL وصواريخ البحر الأحمر المضادة للسفن، علاوة على أخرى بمدى 200كم.
وبالرغم من أن الهجمات البحرية الحوثية أظهرت أن قدراتهم على تهديد السفن في البحار المحيطة باليمن لا تزال محدودة، إلا أن خطر هذه المليشيات تطور بشكل كبير منذذلك الحين ، فهي الآن مسلحة بأنواع عدة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والتي يصعب اعتراضها، وفقا لتأكيد المدونة "اوريكس".
وأشارت إلى أن الحوثيين ألمحوا إلى استخدام ترسانتهم الواسعة من الذخائر المتسكعة ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر، مما يعكس التكتيكات الإيرانية الأخيرة في الخليج العربي.
وبالرغم من أن الصراع اليمني قد اختفى تقريبا من عناوين الأخبار الدولية، تستمر ديناميكياته في التطور مع نمو القدرات العسكرية للحوثيين. وإذا تم التقليل من شأنها، حينها سنرى الصراع يتصدر العناوين الرئيسة.
واستغرب مراقبون من الصمت الدولي تجاه التدخل الإيراني المباشر في الشأن اليمني عبر أذرعه في البلاد "كمليشيا الحوثي"، وتعزيز قدراتهم العسكرية واللوجستية، وتسخيرها في إفشال الاستقرار المحلي والتهديد الدولي.