من عروسة البحر الأحمر إلى مدينة للحزن و اليتم والألم.. هكذا غدت الحديدة في زمن المليشيات
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/09/02
خاص - منبر المقاومة:لم تعد الحديدة عروسة البحر الأحمر كما كانت تلقب سابقا، إنما اصبحت مدينة يداهمها الحزن والألم ويسكن بين جدرانها الوحشة و الخوف من المجهول بعدما فارقت أبنائها بين شهيد و جريح ومعتقل ونازح.
ما تزال تلك المدينة، تحتضن أرواحاً تتألم في سرها من فقدان أحبائها الذين قضوا نحبهم شهداء أو جرحى و معتقلين و نازحين لا يعلم بمدى الألم الذي يسكنهم إلا من تجرعوا مرارته وخاضوا غمار تجاربه المريرة. .قصص مأساوية كثيرة عاشتها تلك المدينة التي نكبت كما نكبت المدن الأخرى بشيء أسمه مليشيا الحوثي التابعة لإيران، الدولة الراعية للإرهاب العابر للحدود، وحولتها إلى كومة حزن تحيط أرجاء المدينة.أكثر تلك المآسي فداحة كانت الألغام الأرضية، الموت الرابض بصمت تحت التراب، إذ خلفت تلك الأدوات القاتلة ضحايا لا يمكن حصرهم، وفصولا من آلام يصعب نسيانها.من بين تلك الأسر التي أكتوت بنار الألغام الحوثية أسرة علي يوسف الكائنة في قرية المجيليس التابعة لمديرية التحيتا.مأساة تلك الأسرة المكونة من الأم وأطفالها السبعة أنها تعاني من ألم الفقدان، فقدان من كان سندا لهم و حائط صد عنهم من ويلات الزمن وتقلباته، إذ كان علي يوسف يعمل سائقا لشاحنته التي يتخذها مصدراً في توفير قوت أسرته.ذلك الرجل لم يكن أبا فقط وانما جدارا تحتمي به الأسرة من غدر الأيام وتقلباتها ومأساته أنه خرج صبيحة ١٦ من يونيو الماضي كعادته يسوق شاحنتة دون أن يعلم ان الموت يتربص به في ذلك اليوم، إذ أنفجر به لغم من مخلفات مليشيا الحوثي وأدى إلى مقتله على الفور وتدمير شاحنته التي تحولت إلى حطام.عاد علي، إلي أسرته شهيدا ، مضرجا بدمائه وعظاما مهشما ولحما ممزقا انغرست به مئات الشضايا الناجمة عن اللغم الحوثي.عم الحزن أرجاء بلدته الريفية وأهله وأصدقائه ومحبيه فيما أصبح بالنسبة لزوجته ذلك الحزن رفيق دربها الدائم، ووجع يدمع عينيها كل الأيام.لقد مرت أربعون يوما على زوجته و أطفاله السبعة ولا وجود لمعاني الحياة في حياتهم سوى الحنين إلى من غاب عنهم خلسة وبعيدا عن انظارهم.فمنذ المرة الأخيرة التي راو فيها علي بيتهم وحتى وفاته، غدت العقد النفسية على ملامح وجوههم بسبب فقدانهم له كانت وما زالت زوجته تعاني الم الفراق و القهر على فقدان زوجها.حكاية أسرة علي يوسف، تختزل مآسي عديدة أكتوى بها أهالي الحديدة بسبب جور المليشيات وإجرامها الذي يتخطى جرائم العصابات الإرهابية وحول الحديدة من عروسة البحر الأحمر إلى مدينة للحزن والقهر والآلام.