قذيفة حوثية سلبت روح والده وبترت أخرى قدمه.. "عبدالرحمن" ضحية إرهاب المليشيا - (قصة إنسانية)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/08/31

تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضي عندما سقطت قذيفة هاوزر حوثية على إحدى المنازل في حي الضبوعة بمحافظة تعز في شهر مارس 2016 دمرته تماما وأصيب على أثرها عددا من أفراد الأسرة، لكن القذيفة التي سقطت منتصف الليل كانت قد قضت على رب الأسرة قائد علي سيف، تاركا خلفه سبعة أطفال اكبرهم عبدالرحمن الذي لا تتجاوز عمره خمسة عشر عاما.
 
فقدان الأسرة لعائلها الوحيد دفع بعبد الرحمن إلى تحمل مهمة تفوق سنه بعدما اتجهت أعين إخوانه وألم وقهر والدته نحوه ليبقى املهم الوحيد لتوفير احتياجاتهم الضروري من مأوى وغذاء يساعدهم للاستمرار بالحياة ، واخراجهم من كبت الفاجعة والخوف من التشرد والموت جوعاً. شق عبدالرحمن طريقه متحدياً مخاطر القذائف وقبح الحوثين لينتصر للحياة، حيث بدأ بتوفير مأوى بسيط عبارة عن دكان متوسط الحجم كسكن لأسرته بنفس الحي الذي وقعت فيه القذيفة ليكون قريبا من مدرسته وحفاظاً، على استمرار تعليميه ، طان يعمل مساءً في حمل المواد بأحد المراكز التجارية ويدرس صباحاً إذ كان حينها طالبا في الصف التاسع من التعليم الأساسي. بدأ الطفل عبدالرحمن يوزع وقته ما بين مسؤوليته إتجاه أسرته ومستقبله الدراسي، فيما تدفعه صيحات أخوانه الذين كانوا ينادونه بابا الصغير بتوفير كافة متطلباتهم الأسرية لقاء الأجر الذي يحصل عليه في حمل وتفريغ البضائع ليلا. وفي صبيحة الثالث عشر من أغسطس عام 2016 أثناء ذهاب عبدالله لإتمام الامتحانات النهائية بمدرسة الصديق الواقعة نهاية منطقة الضبوعة قرب جولة سنان، سقطت قذيفة هاون اطلقتها مليشيا الحوثي الانقلابية جوار المدرسة، كان ذلك أثناء خروج الطلبة من قاعات الامتحانات. مزقت القذيفة الحوثية أجساد ودفاتر الطلاب ليقتل اثنين منهم في الحال فيما أصيب أكثر من 15 طالب بجروح مختلفة ومن بينهم الشاب عبدالرحمن، الذي قطعت ساقه الأيمن من أعلى الركبة.  يقول عبدالرحمن لمنبر المقاومة، الحوثيين ليس فيهم رحمة ولا شفقة، لم يمضى على مقتل والدي أكثر من خمسة أشهر، حين دمر الحوثي منزلنا وشردنا وخطف روح أبي المأوى الكبير لنا جميعا لتصيبني شضايا قذيفة حوثية اعاقتني عن الحركة. وبحرقة قلب يواصل حديثه، لم يحزنني ما تمزق من جسدي لكن من سيعول اخوتي ، لقد صبحنا لا نخاف من الموت، فالجميع هنا يقتل بقذائف الحوثيين، ورصاصهم، متذكرا يوم اصابته ، قائلا كانت الساعة الحادبة عشر ظهراً بعدما استكملنا فترة الامتحان بمدرسة الصديق، خرجت من قاعة الامتحان على عجل لأنني مرتبط بالعمل، لكن قذيفة حوثية منعتني من المرور، كان صوتها فاجعة بحد ذاته افزعت حتى البعيدين من مكان الواقعة. دفعني ضغط الانفجار إلى مسافة وأحسست أني أطير، شاهدت الدماء تلون ملابسي، وفقدت القدرة على الحركة ، كان النصف السفلي من جسدي ثقيلا جداً لا أستطيع حمله، قتل اثنين من زملاء المدرسة في الحال وأصيب عددا منهم ، ظلت اجسادنا مرمية على الاسفلت لفترة زمنية، لم يجروء أحد على اسعافهم لقد فر الجميع و أختبوا خشية أن تسقط قذيفة ثانية ، إذ تعمد مليشيا الحوثي إلى أطلاق القذيفة الأولى وبعدها بدقائق تطلق القذيفة الثانية لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.ً بعد وصولنا المشفى اقروا الاطباء بتر قدمي لأضل بقية حياتي واقفاً بقدم واحد، أربع سنوات مرت وانا أكافح بقدم واحدة، حتى الطرف الصناعي لم أتمكن من الحصول عليه. أسرة عبدالرحمن نموذج للأسر التي تعاني من مرارة العيش وقساوة التشرد، فيما يكافح الطفل وهو بقدم واحدة لتوفير قوة أسرته كعامل في مركز تجاري بعد ان رفضه الكثير بسبب اعاقته ويعمل فيه أكثر من 12 ساعة يومياً ليوفر أدنى احتياجات اسرة هدمتها قذيفة الحوثين. وبصوت يتفرع منه القهر يقول: القذيفة قتلت أبي ومرضت امي وحملت على ظهري ثقل كبير ورغم ذلك حاولت مواصلة تعليمي واشق طريق المستقبل ، لكن تلك القذيفة بعثرت كل ذلك ووضعت مئات العقبات أمامي.
 

ذات صلة