حرب وكلاء إيران ومصادرتها للمساعدات الغذائية تعمق الأوضاع الإنسانية لسكان الحديدة

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/08/29

الحديدة - منبر المقاومة - خاص:لم يكن يحملون شيئا على ظهورهم سوى أكياس من الخيش بدت فارغة، لقد كان الوقت مبكرا على ان يحصلوا على مبتغاهم ، إذ لم تمض سوى ساعة واحدة على تجولهم للبحث عن القناني الفارغة في شوارع المخا.
 
كان ذلك في التاسعة صباحا، فيما كانت عيون الصبية الثلاثة تتسابق لاكتشاف أماكن العبوات البلاستيكية الفارغة لإلتقاطها.قال أحدهم دون أن أسال عن أسمائهم، محمد، فؤاد محمود، وكان يشير بأصبعه نحو كل شخص منهم يتم التعريف بإسمه ، ثم استرسل في حديث طويل عن النزوح وأوضاع الأسرة التهامية.ينتمي الأطفال الثلاثة إلى المراوعة، إذ لم يمض على نزوحهم مع أسرهم منها سوى أسابيع قليلة، ولتأمين القوت الضروري لأسر فرت من بطش المليشيات وهي خائرة القوى، يلجأ الأطفال للمهنة السهلة، جمع العلب الفارغة وبيعها لقاء شراء الوجبات الغذائية.قال محمود بصوت يعبر عن الأسى الذي آلت إليه كثير من الأسر، وبلكنه تهامية رددها مرتين هناك جوعو، جوعو، وكان يقصد الوضع في البلدة التي قدم منها، وهو ما يفسر الدافع الذي أجبر أسرهم على الفرار من مناطقها، لتتحمل ظروف التهجير القاسية، للبحث عن أمل جديد للحياة، بعدما أوصدت مليشيات الحوثي كل الأبواب في وجوه التهاميين في المناطق الخاضعة لها.حاول محمود وهو أكبر الأطفال الثلاثة شرح الأوضاع التي تعانيها الأسر في تلك المناطق التي ما تزال تحت سيطرة المليشيات المرتبطة بايران، لا اشغال لا أعمال، لا جمعيات تقدم مساعدات غذائية، بعدما تكرر قيام المليشيات بنهبها لتمويل جبهاتهم القتالية.كان حديث الصبي، الذي تشير قامته الرفيعة إلى بلوغه سن الرابعة عشر، تختزل المأساة التي تعيشها ملايين الأسر داخل محافظة الحديدة، إذ فرضت حرب مليشيات الحوثي واقعا مأساويا لتلك العائلات و التي لم يعد بمقدورها تأمين غذائها بالسهولة التي كانت عليها.ذلك إن إنقطاع الأعمال الصغيرة التي كانت تعتاش منها تلك الأسر فضلا عن تحول مناطقها إلى ساحات للقتال، حرمها من مصدر ضئيل لتوفير سبل العيش وإستدامته.وزاد من ذلك، أن ضاعف إتفاق استكهولم الذي اعاق تحرير الحديدة بمباركة الحكومة من مآسي تلك العائلات، إذ لم يعد أحدا يلتفت لمعاناة التهاميين ومدى القسوة التي يعيشونها، بل أن العالم تخلى عنهم كما لو أنهم أرقام من قائمة أعداد ضحايا منسية.يعيد تذكير صور الأطفال الثلاثة ممن يجوبون شوارع المخا، بحثا عن القناني الفارغة، الضياع الذي عانا منه جيلا تعليميا كاملا بسبب حرب الذراع الإيرانية، هي مأساة أو لعنة حلت بالبلاد ككل، إنما التهاميين كانت مأسيهم مضاعفة.بحسب تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية فإن نحو 28 أسرة فرت خلال الأسبوع الماضي من شهر أغسطس والمحدد من تاريخ 16 إلى 22 أغسطس من مدينة الحديدة بسبب الإجراءات التي اتبعتها مليشيات الحوثي فيما يتعلق بالقمع والحرمان من حق الحصول على المواد الغذائية التي تقدمها منظمات إغاثية.نزوح العائلات 28 يعيد التذكير أيضا بنزوح 176 الف اسرة منتصف العام الماضي وحده لتتوزع في مراكز إيواء ومناطق تهامية عدة.
 

ذات صلة