مهند.. سرقت قذيفة حوثية أحلامه البريئة وأبدلته شلل رباعي (قصة انسانية)
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/08/26
تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيعندما فر حمود فرحان محمد، من قريته الريفية بمديريه شرعب الرونة بمحافظه تعز عام 2016. خشيه أن تطاله أو أسرته قذائف مليشيا الحوثي ليستقر في حي الحصب بوسط المدينه، معتقدا أنه سيكون بعيدا عن أذى المليشيات. لكن صبيحة الخامس عشر من يناير 2017 واثناء ما كان طفليه يزن ومهند يزاولون مع أطفال الحي اللعب ويملؤون الجو صخبا وضجيجا سقطت قذيفة حوثية.إصيب جميع الأطفال بجروح بلغيه، لكن الطفل محمد علي سعيد فارق الحياة بعد إن مزقت الشظايا جسده وتناثرت قطع اللحم الصغيرة على أجزاء المكان الذي كانوا يلعبون فيه.كان المشهد صادما، بعد أن تفرقت أشلاء محمد وتحول المكان الى بركة من الدماء، لقد كان ذلك جزء من إرهاب مليشيات الحوثي وتوحشه على سكان المدينه المسالمة. نقل الأطفال وهم مهند ويزن إلى إحدى المستشفيات الخاصة أما محمد فقد عجز المسعفون عن لملمة أشلائه، فيما نالت الجريمة الحوثية من محمود الشرعبي نفسه بتعرضه للإصابة.كان المستشفى الذي نقلوا إليه لحظتها مليئا بالمصابين جراء قذائف المليشيات، أنها ذروة التوحش الحوثي وحربها الإجرامية على المدينة.أعيد نقل الطفلين المصابين إلى مستشفى الثوره واجريت عدة عمليات لمهند لكن ذلك الطفل البالغ من العمر تسع أعوام كان قد تمزق حبله الشوكي و فقد كمية من سائل النخاع أثناء نقله للعلاج.كان ذلك نبأ سيئأ يضاف لنبأ إصابته بشضايا القذيفة الحوثية، وكان نذير شؤم للأب الذي اعتقد أن أبنه بقى على قيد الحياه إن يصاب بشلل رباعي مدى الحياة.أما يزن البالغ من العمر ثمان سنوات فقد تعافي سريعا اذ كانت جروحه ليست خطرة لكنه أصيب بصدمة نفسية جراء مشاهدته أثار الدماء والأشلاء المتطايرة.خلال فترة العلاج التي أستغرقت أشهر عدة فقدت الأسرة كل مدخراتها و كانت بمثابة مصيبة حلت بها بعد أن نزحت من مسقط رأسها طلبا للأمان.اليوم بعد مضي نحو أربع سنوات على إصابه مهند تظاعفت حالته النفسيه الناتجة عن الصدمة المهولة التي تعرض لها أثناء الإنفجار ومشاهدته أقرانه يسبحون في دمائهم.يقول والده لمحرر منبر المقاومة متذكرا تفاصيل الحادثة الجريمة إن الإنفجار كان مروعا وخطف روحا بريئه كما أصاب أبنائي بجروح أحدهما دفع ثمنها بقية حياته.يضيف بحسرة لم استطع ان أسيطر على احاسيسي وقواى، حينها تصلبت في مكاني بعدما شاهدت جسدي طفلي ملقيتان على الأرض واجزء طفل ثالث مبعثرة.يكمل حديث قائلا: تعرض مهند وفقا للأطباء النفسيين لصدمة كبيرة وهو لا يحب ان ينسى ما حدث له رغم محاولات الأسرة تغيير والهاء نمط تفكير الطفل بمواضيع أخرى عله ينسى ما حدث، ويعبر لوالديه عن رغبته بالموت بعد ان فقد القدرة على الحركة واصبح محصورا على كرسي متحرك لا يلبي شغف الطفوله بالقفز واللعب والجري كما كان من قبل.لاشي بيدي لافعله يواصل الأب المكلوم على طفله البالغ حاليا نحو اثنا عشر عاما حديثه، تنقلت بين مستشفيات تعز وعدن ومأرب، وتلقيت تقارير مماثلة عن استحالة شفائه، كنت على أمل أن يتعافا بواسطة العلاج الطبيعي والفيزيائي بعد خضوعه له لعام كامل، لكن ذلك لم يحدث أي تحسين في جسده.نحن مقهورين بما أرتكبته مليشيات الحوثي بحياة اطفالنا، كما يضيف، كان مهند في الصف الثالث من حياته التعليمية عندما أصيب وتوقف عند هذا المستوى بسبب إعاقته وسوء حالته النفسية ، فالفاجعة ماتزال ماثلة أمام عينيه يراها في كل زوايا المنزل نعيش معاناته وجراحه واعاقته، كلما حاولت أن أتحدث معه واخرجه من صمته المخيف، يرد بقوله، متى يأخذني الموت يا ابي؟ أتمنى حينها أن تبتلعني الأرض أو يأخذ عافيتي.بحسب مختصين بالعلاج النفسي، و جلسات متقطعة لا يزال مهند يعاني من حالة معقدة تضاعفت بوجود إعاقة مستديمة من الصعب تجاوزها في هذه المرحلة من عمره ليختم بالقول من يعيد لنا ابتسامة مهند؟ما يعانيه ذلك الطفل يمثل مأساة لمعظم أسر وأطفال تعرضت للقصف العشوائي من قبل المليشيات الحوثية في مختلف المحافظات ويبقى القهر والماسي رفيقهم الدائم ، كما يدفع المدنيين ثمنا باهضا جراء الحرب العبثية لمليشيات الحوثي واكثر من ذلك ان الأطفال باتوا وقودا لها سواء بقذائفها اللعينة او عبر دفعهم إلى الجبهات للقتال ضمن صفوفها.