لولا الحراس

07:25 2022/12/04

من مأرب الى القاهرة الى الساحل الغربي تجسدت صورة واحدة تحكي سيرة انتفاضة ديسمبر وقد تحولت البلاد الى لوحة رسمتها أياد من كفاح ومن عمل ومن جد وكد وقد صار الزعيم الملهم الأول للمعركة الوطنية والحراس هم الأمل الكبير أو الأكبر لتحرير البلاد !
كيف حدث ذلك وهل كان ذلك  ليتحقق بهكذا ظرف قصير ؟
لا
ولكنه الطارق
لولا القائد طارق لما شاهدنا هذه المشاهد الجبارة ..
لولا كل رجال الساحل الغربي، لولا حراس الجمهورية الثانية بشريعة الأولى،
لولا الجندي المقاتل في الجبهة، لولا الشهداء، لولا سنوات القتال والجهد المقاوم على ثرى هذه البلاد، لولا الشهداء الذين زرناهم اليوم في مثواهم بالمخاء ووضعنا أكاليل من الزهر على نصبهم التذكاري لما حدث كل ذلك،فالمقاتل هو الرهان الوحيد والقائد دون رجال لا شيء والرجال دونما قائد صفر .. وقد تمازجت بطولة أبطال مع بطولة قائد ولولا هذا الجهد المقاوم من جندي وقائد لما تفسحت الأفاق .. أفاق الزمان والمكان الجليلين ..
لولا عظمة هذا الرجل وكفاحه وتفانيه ومن خلفه شجعانه هل كان لمأرب أن تحيي ذكرى ديسمبر؟
وقد كانت مجرد صورة للزعيم تحيل المدينة الى نواح وعويل والى معارك كلامية والى تراشقات وشد وشذ،فأي جهد أحدث ذلك؟
لنتحدث بصراحة ..
 لولا أن أصبح العميد طارق قائد المقاومة الوطنية هو الفاعل العسكري الأول في البلاد هل  كانت الاحتفائية بذكرى ديسمبر في قلب السفارة اليمنية  في القاهرة  التي منعت المؤتمر الشعبي العام لأربع سنوات من إقامة أي ذكرى أو فعالية ولاحقتهم طيلة الوقت ؟
 لكنها السفارة ذاتها،ذات السفارة والسفير، أحيت  ذكرى صالح، فماذا تغير؟ هي الدماء المقدسة 
بركة رجال الملاحم،جند وقادة، فالنموذج الذي أحدثته المقاومة الوطنية صار هو الملهم الأول للجهات الرسمية
والشعبية،
وتحول القائد طارق الى حادي قوم ومعركة وطنية،بفعل جهوده ..
وقد راسلني أحد الحضور في السفارة أنه أصيب بالقشعريرة وهو يشاركهم ذكرى ديسمبر، رددت عليه: وأنا أصبت هنا في الساحل بالقشعريرة فيما أستمع عن قرب لكلمة الشيخ سلطان البركاني،وهو يحيي معنا ديسمبر ويشيد بالحراس وبالقائد طارق،
يا لها من كلمة عظيمة .. أقسم أني صفقت حتى تنملت يداي .. ولولا العميد طارق لما صفقت بتلك الحرارة فهو رب الإنجاز وهو الذي بسنوات قليلات أستطاع تحقيق مالم يستطع تحقيقه أحد بعقود، وقد
رددت على صديقي الذي قال لولا طارق لما أحتفي بالزعيم في مأرب: بالنسبة لي أنا العبد الفقير الى الله لولا طارق لما عدت شامخاً مدينتي تعز ويكفيني منه هذا الموقف،هذا الموقف يكفيني منه ..
كنا اليوم بعد الاحتفائية في مأدبة غداء عند العميد طارق نحن والحاضرين من ضيوف القائد ورأيت في محياه نصر ونصر وقرأت وجهاً لوجه في تجاعيده هذه البلاد، من الجبل الى الساحل،وتأملت بسحنته كمن يتأمل بنجاته، ورأيت فيه ما لا يرى وسيماء الرجال تتبدى،تظهر في وجوههم،وفي وجهه تبدت سيماء الملاحم الجبارة وخطر في بالي  القائد الذي كان وحيداً وقد خسر الجولة الأولى بمعركة صنعاء ،ومن ثم تأملت أكثر ورأيت هذا الإنجاز الملحمي المتمثل بالمقاومة الوطنية وانتصارات في الحرب والسياسة والبناء وما بين تأمل وتأمل أختصرتٌ سنوات من العزم والحزم لدى القائد والتي  أنجبت الجغرافية الممتدة على طول وعرض وخط الضمير الوطني .. وفي المخاء،هذه اليوم ، تحدثت مع أحد الضيوف وهو من مأرب،
سألته، كيف تجد المخاء؟
 أجابني : منذ سنوات لم أشهد وأشاهد النظام الا في المخاء،ورأيت هندام الجندي الحقيقي،شاهدت قامة العسكري، وعرباتهم، وترتيبهم، وانذهلت.. كان يحدثني والدهشة تبزغ من بين عينيه،وبلغة جسده،
كان هذا جواب الفضلي المنبهر،من الطوارق،وهم أعظم مما كان يعلمه قبل زيارته للمخاء، ومن لحج حدثني اللحجي وهو أحد الضيوف:  أن القائد طارق أستطاع أن يبني من ذرات الرمل قوة ومنشئات ..
وأما عني وعن رفاق الحرب والقضية وعن المؤتمر: لولا طارق لما كنا نمثل أي شيء، وهذه للمؤتمريين،والذي سيجحد وينكر فضل طارق فهو إمعة فلولاه هذا الرجل الذي أرسى لنا هذه المداميك لكنا كالحصى بين الأقدام والأحذية، ونطحن بين كهنوت وشرعية،فهو القائد الذي منحنا المكان
 والزمان
 والأبهة
 والقوة
 والمهابة
 ويحق لي ويحق لكل واحد منا أن يشعر بالإمتنان لهذا الرجل الخارق،وعلى المؤتمر الذي ينشغل بتمزيق نفسه أن يدرك حقيقة فارقة أن مقامهم أعادته لهم هذه القوة، لولا الحراس لما تنبه لهم أحد،ولولاه القائد لظلوا بين رحى الآخرين لا وزن لهم ولا قيمة وإن كان عليهم من واجب فهو الفداء صوناً للعامل الحقيقي بعودتهم للساحة السياسية وقد كانوا هباءً منثوراً ..
فهو الخارق ولا أكذب لو قلت أكثر من ذلك، لولاه لما رأيت في يومي هذا بالمخاء الكبار ورجالات الدولة واعضاء مجلس النواب والوجاهات والاسماء بمختلف التوجهات والوجهات وقد أتت تحيي هذه الذكرى من كل محافظات اليمن،في المدينة الواعدة، مدينة المستقبل: المخاء..
قناة يمن شباب تغطي الحدث في المخاء، أتحدث عن حقيقة فلم يتخيل أحد هذه التوليفة وفي بقعة واحدة تجد كل اليمن وأقسم على ذلك، من صعدة الى حضرموت،يااه.. ما أكبر هذا الإنجاز الملحمي ويخطر في بال كل أحد تساؤل كبير: كيف حدث ذلك؟
أوحدثكم كيف حدث؟ ليس الحظ ولا الإرث الشعبي، ولا أي شيء،..
الذي حدث هو وجود القائد الذي أستطاع من الصفر بناء الأحاد والعشرات والمئات والألوف وأكثر من ذلك الى خانة الشعب بأكمله، وليس الحظ ولا الإرث الجماهيري كما قلت أنفاً بل العمل الحقيقي والبقاء بين رفاق السلاح وأن تكون القائد جندياً ولا أكثر وأجدني ويجب أن أقول ذلك أتذكر عبدالرحمن الداخل الذي صاح بمن قالوا وعرضوا به أنه مهد الأندلس بحسن الطالع وبحظه فقط، صاح بهم شعراً : بل سعدي وحزمي والمهند والقنا .. ومقادر بلغت وحال حائلُ،هكذا صاح بهم الداخل وأكمل شعره (  ويقول قوم سعده لاعقله  ..  خير السعادة ماحماها العاقلُ ) ويشابهه في الفعل طارق..
ليس الحظ ولا السعد بل الرجاحة،وعقل وتدبير وموازين الرجال.
 
ممتنون لك كثيراً أيها القائد، لقد كنت الرهان للوطن وليس لنا فقط وكنت أقوى مما نتوقع وأمجد وأشجع،وقد قامرت لأجلنا بأقرب الناس اليك وهذه لم تحدث الا مرات قليلة عبر التأريخ،نحبك كثيراً ونفديك..أرواحنا رخيصة لأجل الفكرة الوطنية فكل الناس مقاومة وطنية وعلى هداك وهديك نمضي والى النهاية،نعاهدك على ذلك ..
 
ممتنون لكل شجاع ومقاتل في جغرافية المعركة فبهم كنا ولولاهم ما كنا، وللشهداء تحايا كل حي،شهداء الحراس الذين سقوا بدمهم خمائل النصر،الشهداء نواميس الملاحم،بهم ننتصر بكل معركة وبهم نبقى،ولهم الفاتحة الى لحظة الصيحة،لهم ألف ذكرى ، وألف رحمة.. وخلود،تمت.