احمد.. معلم بناء حولته عبوة حوثية إلى معاق (قصة إنسانية)
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/08/22
خاص - منبر المقاومة - هيفاء حمنهلم يتوقع أحمد محمد (37 عاما) انه ذات يوم سيصبح معاقا طريح الفراش لا يقدر على فعل شي. فقبل دخول مليشيات الحوثي الى مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، التي ينتمي إليها بطل قصتنا، الأب لثلاثة أطفال، كان يعمل معلم بناء وكان نشيطا ومتقنا يشيد بإخلاصه الجميع، لكن المليشيات اصطرته ليكون محاربا ومدافعا عن أرضه وأهله. كانت حياة أحمد تسير على ما يرام، حيث يعيش حياة بسيطة وسعيدة بجوار اسرته واقاربه الى ان تداخلت الأوضاع واشتعل وميض الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي الارهابية، فلم يهنأ بعدها احد بالعيش في امان بل كانت ولا تزال الحياة اشبه بكابوس مخيف يتمنى الجميع ان يصحو منه وان تكون مجرد ذكرى عابرة.وكان احمد احد الشباب المفعمين بالحيوية والنشاط وقد أصبح لاحقا أحد ضحايا الألغام في الساحل الغربي، إذ يروي قصته لمنبر المقاومة أنه عندما دخلت قوات العمالقة في الساحل الغربي وفتحت أبواب الإلتحاق بها سارع الى الإنضمام اليها وكان احد منتسبي اللواء الــ3 عمالقة وبعد شهرين من انضمامه وفي 28 من شهر رمضان المبارك قبل عامين من الان واثناء ذهابه لأداء مهمة وطنية برفقة 9 من زملائه واثناء عبور خط الدريهمي باتجاه مدينة الحديدة تعرضت سيارتهم لعبوة ناسفة أخذتهم إلى عالم اخر لم يفيقوا منه الا في مراكز العناية المركزة في مستشفى الوالي بالعاصمة المؤقتة عدن.ويتابع: تنوعت أماكن الإصابة في أجسادنا وكانت إصابتي في ساقي الايمن بليغة جدافقد أجريت الي ٣ عمليات بالمستشفى ولكن لا فائدة، وبعد ذلك تم تحويلي إلى احد مستشفيات جمهورية مصر العربية ومكثت هناك سنه.وهناك اجريت لي أكثر من ١٥ عملية جراحية في أماكن متفرقة في من ساقي.ويشير أحمد الى حدث أثر في نفسيته كثيرا حيث يقول: بالإضافة إلى بعدي عن أسرتي واطفالي ونزوحهم وتشردهم من منزلهم، فقدت ابن عمتي الذي رافقني في فترة مرضي ولكن شاء الله ان يأخذ عمره وان يعود جثمانه إلى اليمن واعاقتي كانت حائلا بيني وبين أداء واجبي تجاهه. ويضيف: إعاقتي لن تثنيني عن اداء واجبي الوطني في مواجهة مليشيا الحوثي وحال ما اشفى سأعود إلى جبهات القتال وان لم استطع الوقوف على قدمي مرة اخرى فسأحبو دفاعا عن وطني واستعادته من ايدي المليشيات.احمد احد النماذج الشبابية الذي يحتذى بهم في الساحل الغربي وحيس خاصه وأحد ضحايا الحرب العبثية التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ ٦ سنوات وتفيد الإحصائيات بأن ضحايا الحرب في مديرية حيس وحدها يقدر بنحو ٣٠٧ ما بين قتيل وجريح.