في البيرين: "مهمشون" صحياً.. في الخيام يصارعون الوباء

  • تعز، الساحل الغربي ، ضيف الله الصوفي :
  • 08:16 2022/11/22

يرقد الطفل عبدالله سليمان، ذو العشرة أعوام، في مخيم بسيط، ضمن تجمع لفئة المهمشين، خارج مدينة تعز، مخيم الكدحة، إذ يعاني الصغير من مضاعفات "حمى الضنك" لأكثر من أسبوعين متتاليين.. الملفت، بحسب والدة الطفل، أنها لم تعتمد على التغذية الوريدية، في علاج ابنها، ولم تستطع نقله إلى أحد المستشفيات الطبية، تخوفًا من ثمن فاتورة العلاج والرقود، لذا فإنها تكتفي بالبقاء بجانبه، وتزويده بالقليل من الطعام.
 
تقول الأم لـ"الساحل الغربي": "الطفل بدأ يشكو من الصداع المفاجئ والحمى.. في البداية لم ننتبه لهذه الأعراض، لكن يومًا بعد يوم حالته المرضية تتطور.. وصل إلى حد نزيف الأنف، وآلام المفاصل". وتضيف: "أسبوعين وابني يرقد في الخيمة، بدون علاج.. حالتنا المادية صعبة، نوفر لقمة العيش اليومية بعد معاناة".
 
 اقرأ أيضا - على صلة:
- بالصور 
كانت الأسرة تعتقد أن مرض عبدالله يدخل ضمن انفلونزا الزكام، الناتج عن تقلبات الجو، ودخول موسم الأمطار، المصاحبة لزيادة شدة البرودة التي يتعرض لها أبناء هذه الفئة المهمشة.. وبدون استشارة طبية حاولت الأم تطبيب مريضها بعيدًا عن تدخل الأطباء، وهذا ما يقع به كثيرون في اليمن، والذي يتسبب بمضاعفات قد تؤدي إلى الموت.
 
لكن مؤخرًا، بدت أعراض حمى الضنك واضحة على ملامح الصغير، وعلى الرغم من ذلك لم تلجأ الأم إلى المستشفيات الحكومية لتلقيه الرعاية.
 
تؤكد: "المستشفيات بتعز، يريدوا فلوس وما يهتموا بالمريض.. قبل أيام اثنين أطفال ماتوا بالصفوة.. الجميع في المخيم يمرضوا بالحمى، البعض يتجاوزوا المرض بدون علاج، والبعض يأخذ فلوس ويتعالج، لكن نحن لا فلوس، ولا عندنا شغل".
في اليمن، لم تشعر فئة بالحرمان، أكثر مما يشعر به هؤلاء المهمشون، تلك الشريحة التي ينتمي إليها عبدالله، الواقف بين الفقر والمرض.
 
 
بدون وقاية
 
تجد الأوبئة والأمراض بيئة خصبة للانتشار والتفشي، وسط المجتمعات البسيطة، كما يفعل وباء الضنك بفئة المهمشين في تعز.. ففي موسم هطول الأمطار من كل عام، تتحول المناطق التي يسكنها المهمشون إلى بؤرة لتوالد وانتشار البعوض الناقل للعدوى نتيجة تخزينهم العشوائي لمياه الأمطار.
ولأن تجمعات المهمشين محاطة بالعديد من المستنقعات المائية، إضافة إلى حياتهم المكشوفة، والقريبة من مسببات المرض، فإن العديد من أفراد هذه الفئة باتوا يعانون الضنك.
 
 
يقول الدكتور بكيل الشرعبي لـ"الساحل الغربي": "مشكلة الفئة المهمشة، هي تعايشهم مع الحياة بعشوائية، بعيدًا عن وسائل الوقاية.. لا يهتمون بحياتهم اليومية، إضافة إلى عدم اهتمامهم بصحتهم، حتى وقت إصابتهم بالمرض، لا يزورون الأطباء.. هذا ما يجعلهم معرضين للإصابة بشكل أكبر، لحمى الضنك أو لفيروسات غيرها".
 
عشرات الأسر في هذه المخيمات أصيبت بالحمى الفيروسية، وما زال العديد من أفرادها يعانون بعيدين عن إغاثة المنظمات أو اهتمام الجهات الرسمية.
 
وبحسب تأكيدات الأهالي، فإنهم لا يمتلكون وسائل حماية تقيهم من الإصابة، وأن مكتب الصحة لم يسعفهم بالناموسيات، ولم يستهدف تجمعات المهمشين بحملات الرش التي قد تخفف من حدة انتشار البعوض.. إنهم يواجهون الوباء بدون أدوات حماية، ويصارعون المرض في الخيام.

ذات صلة