نازحو "الكدحة" في "البيرين" استبشروا باندحار الحوثيين ولكنهم لم يتمكنوا من العودة لمساكنهم
- تعز، الساحل الغربي، حسين الفضلي:
- 09:10 2021/05/28
يوماً بعد آخر، تزداد معاناة نازحي الكدحة في مخيمات النزوح بالمعافر، والتي تزداد قساوة مع التغير المناخي لفصول السنة، فبعد أن انتهوا من مكابدة برد الشتاء القارس وتبعاته، حل فصل الصيف بأمطاره الغزيرة والذي حول خيامهم إلى أحواض ماء، ناهيك عن الأوضاع الاقتصادية والصحية المتردية التي تعصف بهم طوال فترة النزوح.
ظروف سيئة عدة عصفت بالنازحين ألقت بثقلها على كاهلهم بل وضاعفت من معاناتهم بعد أن فروا من ويلات الحرب وتبعاتها في قراهم بالكدحة إلى رمضاء النزوح بمخيمات مديرية المعافر في الريف الجنوبي لمحافظة تعز.
ظروف المعاناة
يقول النازح "رمزي أحمد عفيس"، في حديثه ل"الساحل الغربي": "هربنا من رصاص الحوثي وقذائفه إلى الجوع والعراء والمرض نكمل حياتنا فيه".
* اقرأ أيضا لحسين الفضلي : نازحات الكدحة في معترك الحياة
يتشارك نازحو الكدحة في مخيم البيرين بالمعافر مرارة العيش في خيام قرطاسية وأخرى خشبية تشابه بيوت العنكبوت في الوهن فهي لا تقيهم برد الشتاء، ولا حر الصيف أو أمطاره التي تملؤها أثناء الهطول.
تعتري سكان المخيم من النازحين مخاوف جمة، أبرزها سيول الأمطار
ويضيف "عفيس"، إنه لا يجد مأوى أثناء هطول الأمطار وكل احتياجاته داخل الخيمة تتعرض للبلل، فيضطر للمبيت خارج الخيمة حتى تجف في اليوم التالي.
مخاوف
يعتري سكان المخيم من النازحين مخاوف جمة، أبرزها سيول الأمطار التي تهددهم بالجرف، أو طوال فترة نزوحهم لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية والصحية المتردية خصوصاً مع تفشي فيروس كورونا.
في حديثه ل"الساحل الغربي" يقول النازح "سعيد علي": "وسط خيمنا الركيكة نخاف من السيول أن تأخذها وأسرنا، ونخاف من فيروس كورونا إذا تفشى وسط المخيم، كوننا لا نملك ما نقاومه به".
فرحة لم تكتمل.. يتواصل عناء النزوح حتى بعد تحرير البلاد
يعيش غالبية سكان المخيم على نفقة أجرهم اليومي، فبالكاد يوفرون قوت يومهم، والبعض الآخر على ما يحصل عليه النساء أثناء التسول الذي اضطرهن إليه إما إعاقة ذويهن أو وفاتهم، لذا فالإجراءات الاحترازية من الصعب تطبيقها داخل المخيم.
يتابع "سعيد علي" حديثه: نعاني أكثر كلما طالت فترة النزوح حيث تزداد معاناتنا مع الوقت وتظهر لنا مصاعب أكثر.
فرحة لم تكتمل
استشبر نازحو المخيم باندحار مليشيات الحوثي من قراهم ومساكنهم في الكدحة، حيث ارتسمت في وجوههم ملامح الفرحة واختلجت نفوسهم نسائم الأمل بالعودة إلى ديارهم، لكن الفرحة لم تكتمل بعد، حيث لا تزال الألغام تملأ قراهم، وهذا ما منعهم من العودة الكاملة.
يستطرد "سعيد" في حديثه، أنه كان على وشك العودة لمنزله بالكدحة بعد تحريرها، لكن الألغام منعته من ذلك، وأوجبت عليه البقاء في المخيم.
فيما يناشد نازحو الكدحة في مخيمات النزوح بمديرية المعافر المنظمات الإغاثية والجهات المختصة لتخفيف المعاناة التي تجثم عليهم ولتفادي الكوارث الصحية والبشرية التي قد تحصل لهم بالمخيمات، ولإزالة الألغام وتأمين القرى المحررة في الكدحة حتى يتسنى لهم العودة إلى ديارهم وينعموا بالعيش الكريم.