مأساة أسرة في تعز خطفت قذائف مليشيات الحوثي أحلام وآمال أثنين من أطفالها (قصة إنسانية)
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/08/17
تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيحينما كان أحمد عادل القدسي وهو طفل في العاشرة من العمر، يلعب مع مجموعة من أقرانه في منطقة حوض الاشراف في تعز، سقطت قذيفة هاون حوثية وحولت جسده إلى أشلاء ممزقة.
يروي والده عادل القدسي، لمنبر المقاومة كيف أخذت القذيفة الحوثية، حياة طفله، في مشهد أكثر وحشيه، بعدما بعثرت أجزاء من رأسه الطفولي كأرواح أسرته بعد رحيلهُ.يقول القدسي البالغ من العمر نحو 40 عاما بحسرة: لا أدري من أين أبدأ، هل من جريمة الحوثيين بحرماني من طفلي حمزة وبولدي أحمد، أم بساقي المتناثرة بفعل جرائمهم.يسبق حديث القدسي، ملامح وجهه لتوحي بتفاصيل جريمة مليشيات الحوثي بحق طفله أحمد، قائلا: ذهب أحمد وذهبت معه أرواحنا، لم أرى أو اسمع القذيفة وانما علمت بخبر مقتل طفلي بإتصال من جار لنا بعد إسعافه إلى المستشفى، السماء حينها أسودت في عيني بعز النهار.كان ولدي وبقية أطفال حارة شعره بمنطقة حوض الاشراف يلعبون بين ركام الحرب و مخلفاتها، بعد ظهر يوم كئيب من بداية شهر يونيو 2016 إذ أطلقت ملشيات الحوثي قذيفة هاون لتفسد الأطفال فرحتهم وشغف طفولتهم، وبعثرت اشلائهم، أصيب 4 أطفال وتوفي ولدي أحمد مباشرة وفي اليوم الثاني لحق به صديقه، الطفل محمد فيصل (8 اعوام)، لم اشاهد كيف مزقت الشضايا أجزاء راسهُ، لقد أسعفهم جميعا جارنا نبيل عبدالحفيظ العريقي، أحمد فارق الحياة مباشرة ليحمله ويلملم أشلاء راسه بكفه حتى وصوله مستشفى الثورة.يواصل حديثه بمرارة: أتصل بي نبيل فور وصولهم المشفى وطلب مني المجيء واخبرني أن أحمد يرقد بالعناية المركزة، ضاقت الدنيا أمامي باحثاً عن منفذ أخرج منه للأبد، دخلت بوابة المشفى وجسدي يرتجف، رأيت ولدي في سرير الموتى ورأسه ملفوفا بقطع القماش الأبيض بعد أن أن فصلت الشضايا أجزاء من رأسه وبعثرت أشلائه، أما والدته فقد تفشي في دمها داء السكر نتيجة الصدمه التي حلت بها جزعا على صغيرها.يقول نبيل العريقي مسعف الضحايا الذي عاش الفاجعه كشاهد عيان على جرائم الحوثي، ما خلفته قذيفة الملشيات ذلك اليوم تقشعر منه الأبدان وترتعب من توحش الملشيات، تصور أنني لملمت أشلاء أحمد بكفي والنياح من كل حدب وصوب يهز أرجاء المكان، عشت الفاجعه وأصبت بصدمه نفسية بالغه، بلعت لساني ونشف ماء فمي حتى بعد ان وصل والده المشفى وخروجه مع والدة الطفل التى أصيبت بمرض السكر، ظللت سابحاً أمام جثة الطفل كتمثال لا يتحرك أو كرجل توقف قلبه حتى أجبرت على فراقه وادخلوه ثلاجة الموتى.يعود القدسي متذكرا مجزرة أخرى لمليشيا الحوثي بعد أسبوع من مقتل أبنه أحمد، قائلا لم يمضي أكثر من أسبوع عن وقوع الجريمة الأولى حتى عاودت مليشيات الحوثي لتستهدف حوض الأشراف بقذيفة كاتيوشا.كان طفلي الرضيع حمزة ضحية آخر لإجرامهم، لم يكن يتجاوز عامه الثالث، وعندما سقطت القذيفة شعرت وكأن أشلائي تتمزق وأنا أشاهده يذبح، كان يصارع الموت أمام عيني.أصبت وأنا بجواره ومزقت القذيفة أقدامي، أفقدتني القدرة عن الحركة، صرخت مستغيثاً بمن حولنا، أما والدته فأصيبت بنوبة سكر ومكثت بغرفة العناية المركزة أكثر من عشرة أيام دفن صغيري بجوار أخاه.تأكل قدمي بسبب أفعال الذئاب البشرية التي تحاصر المدينة بالقذائف والقنص والالغام وأصبحت أصارع الإعاقة المستدامة ومضاعفاتها كالغرغرينة تارة،وعدم إلتآم الجرح تارة أخرى.إن تعافت جراحنا، من يعافي أرواحنا، ويعيد صغارنا، لقد اظلمت اسرتنا والمآسي والمعاناة تتضاعف كل عام وكل ذكرى لمقتلهم، وما ترتكبة ملشيا الحوثي، توحش إجرامي يتجاوز كل مقاييس الجرائم على مدى التاريخ وانتهاك للطفولة والإنسانية معاً.