ضغوط أميركية على أوبك+ لمنع كارثة على البيت الأبيض
- واشنطن/فيينا – العرب :
- 04:56 2022/10/05
استعداد التكتل الدولي لمنتجي النفط + لتخفيضات تتجاوز مليون أو مليوني برميل يوميا، قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين وتضعف موقف الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس
تضغط الولايات المتحدة الأميركية على دول "أوبك+" لمنعها من المضي قدما في تخفيضات كبيرة محتملة في إنتاج النفط، مع سعي الرئيس الأميركي جو بايدن لمنع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة، بحسب وكالة رويترز.
ويستعد تحالف أوبك+ فيما يبدو لتخفيضات كبيرة في إنتاج النفط عندما يجتمع الأربعاء، مما يحدّ من الإمدادات في سوق تعاني شحا بالفعل، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة ودول مستهلكة أخرى لضخ المزيد.
وقد يؤدي خفض أوبك+ المحتمل للإنتاج إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا من 120 قبل ثلاثة أشهر، بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.
وسيكون خفض بهذا الحجم أكبر تقليص للإنتاج تقوم به أوبك+ منذ أن تضرر الطلب جراء جائحة كوفيد - 19 في 2020.
وقالت تينا تينج المحللة في "سي.أم.سي ماركتس"، "لن أفاجأ إذا تحققت مقولة 'اشتر على الشائعة وبع على الخبر'، لأن الارتفاع القوي في أسعار النفط الخام قد يكون سببا في مثل هذا الخفض في الإنتاج".
وسيكون التأثير الحقيقي على العرض من هدف إنتاج أقل محدودا لأن العديد من دول أوبك+ تضخ بالفعل أقل بكثير من حصصها الحالية. ففي أغسطس لم تحقق أوبك+ هدفها الإنتاجي بفارق 3.58 مليون برميل يوميا.
ومع ذلك، قال محللو "أي.أن.زد ريسيريش" في مذكرة إن الاتفاق على التخفيضات الكبيرة "سيبعث برسالة قوية مفادها أن المجموعة مصممة على دعم السوق"، مضيفين أن ذلك "سيؤدي إلى شح كبير في السوق".
وتأتي الخطوة المرتقبة لتحالف "أوبك+" في وقت غير مناسب للرئيس الأميركي الذي يحاول السيطرة على ارتفاع الأسعار قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر، والتي ستحسم ما إذا كان الديمقراطيون سيحتفظون بسيطرتهم على الكونغرس.
وينذر حدوث أي قفزات كبيرة في أسعار النفط بزيادة أسعار البنزين، وهي واحدة من أبرز علامات التضخم بالنسبة للناخبين في الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى الإضرار بفرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.
وقالت مصادر لرويترز هذا الأسبوع إن أوبك+، التي تضم السعودية وروسيا، تعمل على تخفيضات تتجاوز مليون برميل يوميا. وقال مصدر من أوبك الثلاثاء إن التخفيضات قد تصل إلى مليوني برميل يوميا.
وأضافت أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية، أو ما إذا كانت قد تتضمن نقص الإنتاج الحالي لدى المجموعة.
وذكرت شبكة "سي.أن.أن" الأميركية، نقلا عن وثيقة للبيت الأبيض، أن الولايات المتحدة قلقة من أن قرار أوبك+ المحتمل بخفض إنتاج النفط، الذي وصفته بأنه "كارثة كاملة"، قد يسبب أزمات رئيسية للبلاد ويمكن اعتباره عملا عدائيا.
وقال تقرير الشبكة الأميركية إن البيت الأبيض يحذر من أن اجتماع "أوبك" المقبل يعني قد يتسبب في أضرار كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، وأن قرار خفض إنتاج النفط سيكون بمثابة "كارثة كاملة" للبلاد.
ويشير التقرير إلى أن إدارة بايدن جمعت كبار مسؤوليها في مجال الطاقة والاقتصاد والسياسة الخارجية وكلفتهم بالضغط على حلفاء الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، للتصويت ضد خفض إنتاج النفط.
وتقترح الولايات المتحدة، في محاولة لإقناع حلفائها في أوبك، إعادة شراء ما يصل إلى 200 مليون برميل من النفط من شركائها في أوبك، والتي ستستخدم لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الإستراتيجي الأميركي، الذي يستخدمه الرئيس بايدن للمساعدة في خفض أسعار النفط.
ويقلّ إنتاج أوبك حاليا ثلاثة ملايين برميل يوميا عن هدفها، وسيخفف إدراج تلك البراميل من تأثير التخفيضات الجديدة.
وقالت السعودية وأعضاء آخرون في منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها "أوبك +" إنهم يسعون لمنع التقلبات بدلا من استهداف سعر معين للنفط.
وارتفع خام برنت القياسي العالمي ثلاثة في المئة الثلاثاء متجاوزا 91 دولارا للبرميل.
واتهم الغرب روسيا باتخاذ الطاقة سلاحا، في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من أزمة طاقة حادة وقد تواجه تقنين الغاز والطاقة هذا الشتاء في ضربة لصناعتها.
وفي المقابل تتهم موسكو الغرب باعتبار الدولار والأنظمة المالية مثل سويفت سلاحا ردا على إرسال روسيا قوات إلى أوكرانيا في فبراير. ويتهم الغرب موسكو بغزو أوكرانيا، بينما تصف روسيا ذلك بأنه عملية عسكرية خاصة.
وروسيا عضو في أوبك+ منذ 2016. وخفضت المجموعة الإنتاج وزادته من أجل إدارة سوق النفط، لكنها نادرا ما أجرت تخفيضات عندما تكون السوق شحيحة.
ومن المرجح أن يثير الخفض الكبير غضب الولايات المتحدة، التي ضغطت على السعودية لضخ المزيد من النفط في سبيل خفض الأسعار وتقليص عوائد روسيا من صادرات الخام.
وقال محللو سيتي في مذكرة "إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأميركية".
وأضافوا في إشارة إلى قانون أميركي لمكافحة الاحتكار ضد أوبك "قد يكون هناك المزيد من ردود الفعل السياسية من الولايات المتحدة، بما في ذلك إصدارات إضافية من المخزونات الإستراتيجية".
واتخذت السعودية موقفا محايدا من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. والعلاقات متوترة بين المملكة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي توجه إلى الرياض هذا العام، لكنه فشل في الحصول على أي التزامات تعاون مؤكدة في مجال الطاقة.
وستقلص هذه الخطوة الإمدادات في سوق النفط التي يقول مسؤولو شركات الطاقة التنفيذيون والمحللون إنها تعاني شحا بالفعل، بسبب الطلب القوي ونقص الاستثمارات ومشاكل العرض.
وتراجعت أسعار النفط الأربعاء، بعد ارتفاع استمر يومين قبل اجتماع "أوبك+" الذي قد يتفق فيه التحالف على أكبر خفض للإنتاج منذ عام 2020 لإنعاش الأسعار المتدهورة.
وامتنع البيت الأبيض عن التعليق، وقالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، "لن نعلق على أي إجراء لأوبك حتى تتخذه".
وأضافت "بالطبع نحن نتحدث دائما مع جميع المنتجين والمستهلكين، بمن فيهم أعضاء 'أوبك+'، ولقد أوضحنا مرارا أن إمدادات الطاقة يجب أن تلبي الطلب لدعم النمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين في جميع أنحاء العالم، وسنواصل الحديث مع شركائنا عن ذلك".
ويسعى الرئيس الأميركي جاهدا طوال العام لخفض أسعار البنزين، التي شهدت ارتفاعا مفاجئا، لكنها هبطت تدريجيا، فيما وصفته إدارة بايدن بأنه إنجاز كبير.
وانخفضت أسعار البنزين في محطات تموين السيارات الأميركية بنسبة 24 في المئة بفضل تراجع أسعار النفط الخام، بعد أن سجلت رقما قياسيا في يونيو تجاوز 5 دولارات للغالون، غير أنها ترتفع حاليا بالفعل وقبل أن تفكر "أوبك+" في خفض الإنتاج.