أغنية أبطال ملحمة السبعين يومًا المُفضلة
- بلال الطيب
- 03:37 2022/07/17
عندما تشكلت المُقاومة الشعبية، كان ضباط التوجيه المعنوي من بين أعضاء قيادتها، ومُقاتليها، وكان لهم برنامج إذاعي يومي اسمه (حماة الوطن)، تم بثه عبر أثير إذاعة صنعاء، وكان القائمون عليه يعدونه ويسجلونه ميدانيًا.
انطلق أولئك الأبطال إلى المواقع، وعاشوا مع الجنود، ونقلوا انطباعاتهم، ورفهوا عليهم، بمُشاركات رائعة للفنان الكبير علي بن علي الأنسي، والفنان الساخر حمود زيد عيسى، الذي اشتهر حينها بشخصية (صالح علي)، فكليهما ارتديا الزي العسكري، وحملا السلاح، ورافقا فريق التوجيه المعنوي خطوة خطوة.
كان للتوجيه المعنوي إذاعة مُتحركة، بسيارة نقل مكشوفة، تنطلق إلى المناطق المُستهدفة بالقذائف العشوائية، وتفتح الأناشيد والشعارات والأشعار الحماسية، التي كان لها عظيم الأثر في تثبيت النفوس، وترسيخ الطمأنينة.
إقرأ أيضاً:
- من سيرة الإمامة مع تعز.. انتفاضة جبل صبر سبتمبر 1919: الرأس بـريال!
- (الفضول) الصوت الأوحد الذي كان يُقارع الطغيان الإمامي.. «الجيش النبوي»!
في شهادته على تلك المرحلة، قال المناضل جار الله عُمر: «كان من غير المألوف أنْ تشاهد سيارة تخلو من مكبر صوت مُركب على مُقدمتها، أو مُسجلة تذيع الأناشيد الوطنية بأصوات عالية، تملأ رحاب المدينة، باعثة الحماس والعزم في كل إنسان له قلب وسمع، وكانت أغنية المُقاتلين المُفضلة تلك الأنشودة الوطنية الرائعة التي كان يصدح بها صوت المرحوم الفنان علي الآنسي، ويلهج بها كل لسان: "قسما برب العزة، أني سأحمي ثورتي، وأصون جمهوريتي.."».
الفنان علي الآنسي وهو يغني في جبهات القتال، أثناء معارك فك الحصار عن صنعاء
من جهته قال مدير دائرة التوجيه المعنوي إبان الحصار، المناضل نعمان المسعودي بإلمام شديد: «لم يكن هناك موقع عسكري لم نزره، ونعيش مع أبطاله، ومعنا الفنانون، وجهاز التسجيل، ومعدات التصوير، لم تكن هناك حارة أو شارع في العاصمة إلا وصدحت فيه الأناشيد الثورية، والكلمات الحماسية عبر ميكرفون سيارة التوجيه، التي كانت تزود المواطنين أيضاً بالمواد الغذائية الضرورية، وكان العمل الإعلامي على خط وطني واحد، من مقر إدارة التوجيه المعنوي، إلى مقر قيادة المُقاومة الشعبية، إلى إذاعة صنعاء».
وإلى جانب الصوت والقلم، والكاميرا والنغم، شارك أعضاء التوجيه المعنوي في القتال، وسقط ثلاثة من أفضل ضباطه شهداء في سبيل القضية والوطن.