نزوح جدي و ناقته..!!

  • خالد بقلان
  • 07:17 2022/03/06

عندما نزح جدي بعد استشهاد ثلاثة من أحفاده في معارك الجوبة في منتصف أكتوبر من العام 2021... لم يترك ناقته، أخذها بخطامها و قادها مشياً على قدميه لمسافة تُقدر بـ 7 كيلو.. 
 
كان الحوثيون قد دخلوا ثاني قرية و هي قريتنا الروضة و كان جدي قد قرر الرحيل والنزوح و بيده خطام ناقته.. وهو شيخ مسن اعتاد ان يقضي وقته في حقله المجاور لمكان يقطنه على جابية وادي الجوبة.
 
نزح بعد رحلة ألم و كفاح و متاعب وأبى أن يبقى في أرض تتهاوى بيد طغاة متخومين بالقوة الغاشمة. 
 
رغم أن جدي فلاح و عاش حياته معتمداً على حقوله وإبله وأغنامه ولم يكن موظفاً حكومياً و لا قائدا عسكريا و لا معني بأمور الجبهه.. إلا أنه قرر الخروج بعد أن فقد أحفاده و الآخر يصارع الألم في العناية المشددة بمشفى الهيئة بمدينة مأرب. 
 
كان جدي كما قيل لي من الذي حوله يحدث نفسه ويقول لقد ختمنا حياتنا بين المترادعات عدو يتجهمنا و صديق يرانا بعين العدو..! 
 
و تعرض لانهيار عصبي بسبب ما حدث ثم توفاه الله..
لقد صُدمت انه مات في ذلك الحين و كم تمنيت أن موته تقدم بعام قبل أن يموت و هو نازح مهجر و غريب في أرض لا يقبل جسمه حتى النوم فيها..! 
 
 ولكني عندما علمت بما أقدمت عليه مليشيات الحوثي من قتل لثلاث إبل كانت في مرعى و لكنهم قاموا تنصعوها و قتلوهن بشكل ينم عن حالة الجرم والادمان للقتل.. أدركت عظمة جدي الذي قاد ناقته راجلاً ولم يتركها بعده ربما قاده حدسه ان هؤلاء سيقتلوها لو انه تركها بعده..! 
 
رحمة الله تغشاه و لا رحم الله من تهاون امام القتله الذين غزوا ارضنا وقتلوا خيارنا و هجروا اهلنا وقتلوا الناس  و نياقهم دون رحمة ..!
 
 
 

ذات صلة