فاجعة «زايد سلطان».. مختطَف خرج من سجن مليشيات الحوثي مجنوناً
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 11:03 2022/02/19
"اختطفت مليشيات الحوثي المواطن زايد سلطان، أسبوعاً فقط، ثم أفرجت عنه وعاد إلى المنزل وهو في حالة نفسية سيئة، لم يتحمل كثيراً حتى غادر الأسرة ولم يترك أثراً منذ ثلاث سنوات وأكثر" وكل ما يعلمون عنه أنه جُن.
زايد سلطان (42 عاماً)، مواطن من مدينة تعز، تعرض للاختطاف في خامس نقطة للمليشيات الحوثية الممتدة عل الطريق البديلة بين "منطقة الحوبان" ومدينة تعز"..
فاجعة
"لا ندري سبب اختطافه، لكننا نعلم أنه خرج من سجن الحوثيين مجنوناً، وحين خرج كان يهذي طيلة الأيام القليلة التى قضاها في المنزل، ثم غادر ولم نعلم عنه شيئاً". هكذا تروى أم مراد ل(الساحل الغربي) تفاصيل المعاناة والكفاح المتواصل منذ ثلاثة أعوام.
تقول زوجته -أم مراد: في مارس 2018 كان زايد في طريقه إلى خارج المدينة مع أخي فيصل، وفي خامس نقطة للمليشيات في طريق الأقروض أوقف مسلحو مليشيات الحوثي صالون الركاب وطلبوا منه الخروج إليهم، خرج مرتجفاً خائفاً منهم، ووقف بجوار النطقة وهم يطرحون عليه الأسئلة، دقائق وطلبوا من سائق السيارة مواصلة طريقه بدون زايد، من شدة الخوف منهم وما يسمعه عن وحشية سجون المليشيات حاول الهروب، لكن مسلحي المليشيات أطلقوا عليه الرصاص من البندق والرشاش، وأمسكوا به بعد أن توقف..
احتجز خمسة أو سبعة أيام فقط في سجن قسم شرطة باتجاه الدمنة، ثم عاد إلينا بدون عقل، نتيجة الصدمة النفسية وأساليب التعذيب التى تعرض لها أثناء التحقيق.
إقرأ أيضاً:
- «من يعيد لي عمري؟» - علوي بجاش يروي أساليب مختلفة للتعذيب في سجون الحوثي
- نساء «الحالمة» على جبهة اليمن الجمهوري.. ملحمة «امرأة من تعز»
- وقائع «ذبح» نرصدها من شرعب: عادوا من «خدمة الحوثي- وسجنه» قَتَلةً
- من ضحايا "أبو علي الحاكم".. وسام عبد الله داوود أنموذجاً للتنكيل الحوثي في تهامة
- محمد علي.. سائق دراجة نارية من العدين نهبت المليشيا الحوثية أحشائه ودراجته في دمنة خدير
بصوت متعب تضيف: "خلال أيام قليلة بعد عودته إلى المنزل بدأت تظهر عليه علامات الجنون إثر الصدمة النفسية والفاجعة التى تعرض لها: "كان يصيح: الحريق فوق رأسي، طفوا الحريق. وتارة يهذي منفرداً، إضافة إلى ذلك يردد دائماً جاءوا شقتلونا.. ثم ترك المنزل منذ ثلاثة أعوام وأكثر، ولم نعلم عنه شيئاً".
معاناة
منذ أن أخذت مليشيات الحوثي عقل زايد سلطان، ترك أسرة مكونة من أربعة أطفال وزوجة تعيش معركة مصيرية مع الحياة المعيشية في ظل استمرار حرب المليشيات الحوثية. الأطفال الثلاثة: محمد زايد ومراد يعملون باعة متجولين، وأحياناً تشاركهم الطفلة تغريد.
يقول الطفل مراد زايد، كل يوم في ساعات الصباح الأولى أحمل على رأسي "صحن من الكباب" تصنعه والدتي من روني وبطاط، أحمله إلى أمام المدرسة وأبدأ البيع، وأخي محمد يتجه إلى مدرسة مجاورة نتعاون لتوفير احتياجات المنزل.
وعن المدرسة يضيف بحسرة: "مات حلمي على أبواب المدارس، الحياة قاسية لا ترحم حتى الأطفال، كان والدي يتحمل كل شيء، ولو كان موجوداً ما غبت عن الفصل".
مراد زايد سلطان، في الصف الخامس أساسي، تحمل مسئولية أسرته بعد أن خطفت المليشيات والده وأفرجت عنه بعد أن فقد عقله وفارق الأسرة. يجمع مراد بين العمل والمدرسة في آن واحد، يبيع ما بحوزته من بضاعة صباحاً، ثم يلتحق بالمدرسة مساءً بكفاح مستمر منذ ستة أعوام.
بصوت يغمره البكاء: "يكفي أن أبي كان بيننا، حتى ولم ما يشتغل، لكن خرج من سجن الحوثيين مجنوناً، وتركنا ومضى نحو مصيره المجهول".
حرمت مليشيات الحوثي الأطفال الأربعة حنان والدهم ودفئه، ومن لم يمت برصاصة المليشيات يقف خلف قضبانها ومن نجا منها عاش في سراديب الجنون.