عبدالجليل المولى قضى في "ضغاطة الحوثيين" سنتين وأربعة أشهر يتحدث عن وحشية التعذيب

  • تعز، الساحل الغربي، محمد سعيد:
  • 08:15 2021/12/27

أسرى ومختطفون كثر في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية حرموا من أبسط حقوق الإنسان وتعرضوا لأبشع وسائل التعذيب، لم يكن أولهم عبدالجليل المولى، ولن يكون آخرهم، طالما والانقلابيون لا يزالون يسيطرون على أجزاء واسعة من البلاد ويحاولون الانتشار في بقية أجزائه كالسرطان. 
 
عبدالجليل عبده منصور المولى، اُختطف من جولة تعز في العاصمة صنعاء الخاضعة للانقلابيين الحوثيين، ظهر يوم الاثنين 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017م، وأفرج عنه في صفقة التبادل التي تمت بين مليشيات الحوثي الانقلابية، ومحور تعز العسكري في أكتوبر الماضي من العام 2021م.
 
اختطف من قبل أشخاص ملثمين مسلحين على متن مدرعات وهمر مدرع وباص مدرع. عصبو على عينيه وأوثقوه، وأوصلوه إلى الأمن السياسي في حدة، ووضع إلى جواره عدد كبير من المختطفين، اعتقل بسبب تهمة بلاغ من متحوثين في قريته بأنه يعمل لصالح المقاومة الشعبية وإقلاق السكينة في قريته.
 
وضع في زنزانة طولها متران وعرضها متر ونصف المتر، وإلى جواره ثلاثة معتقلين آخرين وبقي فيها ثمانية أشهر ونصف أخرج بعدها إلى الشماسية، وهي الأخرى كذلك مساحتها ضيقة، كان فيها لا يستطيع أن ينام لضيقها ووجود مختطفين آخرين إلى جواره، وكانوا يتناوبون على النوم، اثنان ينامان في الليل واثنان في النهار، في ذات الوقت يسمحون لهم بالذهاب إلى الحمام خلال أوقات محددة فقط ولا يتركونهم يقضون حاجاتهم باريحية، وإذا ما تأخروا أكثر من دقيقة يقومون بركل الباب بالقوة مع ألفاظ بذيئة.
كغيره من المختطفين لم يسلم عبدالجليل من التعذيب، حيث تنوعت الأساليب بين عصب العينين وكلبشة اليدين للخلف والضرب بالكيبل بأنحاء الجسم والصعق بالكهرباء والتعليق على الجدران بحيث لا تلامس رجلاك الأرض، واللطم على الوجه والأذنين والخصيتين، تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة أشهر على التوالي بغية انتزاع اعترافات في مخيلتهم. 
 
 
عاش عبدالجليل وضع المعتقل بكل ظروفه القاسية، لم يعرف الهواء طيلة سنتين وأربعة أشهر، حيث كان في ما تسمى الضغاطة، والتي هي عبارة عن غرفة لا تهوية فيها غير فتحة الباب، وطولها 6 أمتار و4 عرض وكان في داخلها 23 معتقلا، كان العرق يتساقط من أجسادهم بشكل مستمر حيث لا يرتدون الثياب أبدا غير ما يقوم بتغطية عوراتهم فقط، وبعد معاناتهم مع الحر الشديد أخرجوا منها وذهبوا بهم إلى مكان آخر شديد البرودة كان سبب أمراض عديدة أصابتهم، منها الكلى.
 
يقول عبدالجليل، إن وجباتهم لا تختلف عن بقية الوجبات التي يطعمونها للسجناء والمعتقلين والأسرى.
 
تجربة الأسر بالنسبة لعبدالجليل، حسب وصفه، صعبة جداً حيث كان في الزنزانة يعاني الأمرّين، فقد خلالها والده بعد شهر من اختطافه، وأمه فقدت إحدى عينيها، وكان وضع أسرته بشكل كامل صعباً جداً، حيث قضوا أربع سنوات طيلة فترة بقائه في المعتقل في عذاب نفسي ومالي كبير.

ذات صلة