سجون الحوثي في تعز وصنعاء.. الشاب أحمد ياسين يروى أساليب التعذيب

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 07:20 2021/12/15

"كانت المليشيات تستخدم حقن إبر أثناء التحقيق معي في سجن الأمن والمخابرات بصنعاء، ولا أعلم نوعها. كانوا يبدأون التحقيق من الساعة 11 ليلاً وينتهون الساعة 5 الفجر أو الساعة 6 أو 7 الصباح، ومعصوب علي عيني ومقيد  اليدين وبعدها يقومون بتعليقي".
 
تعرض الشاب أحمد ياسين للاختطاف من قبل مليشيات الحوثي في نوفمبر 2017 أثناء تواجده لشراء حاجيات من بقالة في منطقة الكدحة غربي تعز، ولم يعرف سبب يبرر اختطافه سوى الهوية والمكان الذي ينتمي إليه وسكن أسرته في المدينة، وتلفيق تهمة العمل لصالح الدواعش.
 
خلال تنقله في ثلاثة سجون تابعة لمليشيات الحوثي تعرض ياسين لمختلف وأبشع أنواع التعذيب ابتداءً من السجن المؤقت في منطقة الكدحة بمديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز، مروراً بمعتقل الصالح ومكوثه في سجن الأمن والمخابرات بصنعاء، وكان له النصيب الأكبر من التعذيب.
 
كانت الساعة الثامنة مساءً حين هجم عليه ستة مسلحين حوثيين يلبسون أقنعة، أثناء تواجده في محل بيع مواد غذائية بمنطقة الكدحة، وجهوا البنادق إلى صدره ثم ربطوا على عينيه واقتادوه إلى أماكن تمركزهم. 
 
الشاب أحمد ياسين (21 عاماً) يروي لـ(الساحل الغربي) تفاصيل جديده لأنواع مختلفة للتعذيب الممنهج الذي تمارسه مليشيات الحوثي، يختلف من سجن لآخر.. ويسرد اوضاع المعتقلين من الأطفال والمسنين في سجون المليشيات.
 
 
 
كان أول ما تعرض له في سجن الكدحة هو الربط والتهديد بالقتل، أصيب على إثرها بطلقة نارية في قدمه وحمل جراحه طيلة ثلاث سنوات ونصف في سجون المليشيات التى رفضت علاجه..
 
"لم يسمحوا لي بالاتصال إلا بعد سنة وانا في صنعاء. ولم يسمحو لي بالزيارة أبدا طوال هذه الفترة.. انتقلت من سجن الصالح والبيوت المخفية، بعدد سبع بيوت مخفية، إلى معسكر الأمن المركزي الذي في صنعاء".
 
تعرض أحمد للاخفاء القسري لمدة عام أو يزيد مارست معه أنواعا مختلفة من التعذيب: "التعليق، الضرب، الصعق بالكهرباء، وقلع أظافر القدم" وما تزال آثار التعذيب على جسده لم تمحها سنين الغياب في زنازين المليشيات. 
 
يضيف أحمد "أثناء التحقيق كانت المليشيات تستخدم الحقن، لا أدري ما نوعها لكنها مختلفة عن الإبر المعتادة، ثم تمارس التحقيق وعيناي معصوبتين، يستمر لساعات طويلة حتى مطلع الفجر".
 
في التحقيق يريدون منه الاعتراف بما نسب له من تهم، منها العمل لصالح كتائب أبو العباس في تعز ومساعدة المقاومة، وكلما رفض الاعتراف، يعلق ليوم وأكثر.
 
وضع المعتقلين 
 
في سجون المليشيات يوجد الطفل والشاب والشيخ جميعهم تم اختطافهم بطرق مختلفة يدخلون المعتقل اصحاء ويخرجون بامراض مزمنة: السكر، فشل الكلى، الضغط، الإعاقة المستدامة.  
 
يقول أحمد "لا أحد ينجو من التعذيب في سجون المليشيات وبدرجات متفاوتة".
 
يمنعون الشرب ويسمحون للمختطفين الدخول إلى الحمام بأوقات معلومة ولفترة قصيرة جداً.
 
أما عن الاتصالات والزيارات يقول أحمد إنه بعد عام من الاختطاف والإخفاء القسري كان يسمح له بالاتصال لخمس دقائق بالشهر الواحد وإن كان مغلقا أو عدم الرد ينتظر إلى شهر آخر.
 
ما تمارسه مليشيات الحوثي بحق المختطفين انتهاك صريح للإنسانية وحقوقها يدفع ثمنها المواطن اليمني.

ذات صلة