السعودية: تعاملنا بإنسانية مع "ضابط الحرس الثوري في اليمن"

  • الساحل الغربي، وكالات وإعلام، فهد ياسين:
  • 04:48 2021/12/23

- أوساط إيرانية كذبت الرواية الرسمية.. ومصادر يمنية شككت في سبب الوفاة
- وزارة الخزانة الأميركية أدرجت إيرلو على قوائمها السوداء بصفته مسؤولا في فيلق القدس بالحرس الثوري
 
رد التحالف يوم الأربعاء على "تنكر وافتراءات إيرانية" بشأن مصير "العسكري وضابط الحرس الثوري في اليمن"، بعد يوم من تصريحات أطلقتها الخارجية الإيرانية، اتهمت فيها السعودية ضمناً بتعطيل إجلاء سفيرها لدى الحوثيين، حسن إيرلو، وهو في حالة صحية سيئة، ما تسبب في وفاته، وقال تحالف دعم الشرعية في اليمن إن تلك التصريحات بـ"العارية عن الصحة".
 
وبعد التلميحات التي أطلقتها الخارجية الإيرانية ضد السعودية بخصوص التسبب في وفاة إيرلو، توعد وزير الخارجية، أمير عبد اللهيان، بتقديم احتجاج رسمي بسبب تأخر الرياض في اتخاذ "قرار السماح بنقله إلى إيران لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا ووفاته لاحقاً".
 
بين إعلانين: المغادرة.. الوفاة
 
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت الثلاثاء، أن مبعوث البلاد لدى ميليشيات الحوثي قد توفي بعد أن أُعيد للبلاد.
 
 
في وقت سابق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر سعودي رفيع المستوى أن حسن إيرلو غادر العاصمة صنعاء السبت في طائرة عراقية، سمح لها السعوديون بالهبوط والإقلاع من مطار المدينة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
 
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، "غادر على متن طائرة عراقية وقد يكون حالياً في بغداد"، مضيفاً أن موافقة الرياض على السماح برحيله صدرت بعد وساطة عراقية وعمانية بين المتمردين والسعوديين.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، لوسائل الإعلام المحلية الرسمية، إن السفير حسن إيرلو "تم نقله إلى إيران في حالة صحية سيئة إثر إصابته بـ(كوفيد-19)".
 
إلا أن أطرافاً يمنية شككت في سبب الوفاة، ورجحت إصابته في إحدى المواجهات الدائرة في البلاد ضد الشرعية، إذ تتهمه الحكومة اليمنية بلعب أدوار عسكرية بناءً على خلفيته المهنية في الحرس الثوري الإيراني.
 
وفي وقت سابق كشف موقع "كيهان" أن إيرلو أصيب بجروح في قصف للتحالف في مناطق الصراع مع الحوثيين، وإن مغادرته اليمن للعلاج جراء إصابته بفيروس كورونا هي أخبار كاذبة.
وأضاف زادة، "لقد توفي بسبب تأخر الاستجابة من بعض دول المنطقة في طلب نقله إلى إيران"، ولم يُسمّ هذه الدول، إلا أنه كان يشير إلى السعودية على الأرجح، لرفضها السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في صنعاء بسبب استخدام طهران الطائرات المدنية لنقل الأسلحة إلى الميليشيات، بحسب ما يتهمها به تحالف دعم الشرعية، واشتراطها نقله عبر وسيط ثالث، عمان أو العراق.
 
وقال عبد اللهيان في تصريحات صحافية خلال تشييع إيرلو "تابعنا لبضعة أيام إجراءات الحصول على تصريح عبر دولة ثالثة لإرسال طائرة من إيران أو دولة أخرى لنقله فوراً إلى مستشفى مجهز تجهيزاً جيداً في إيران، لكن للأسف، الجانب السعودي اتخذ قراره متأخراً وتلكأت بعض الأجهزة التنفيذية السعودية في هذا المجال"، حسب قوله.
 
وأضاف وزير الخارجية الإيراني "سنعلن احتجاجنا رسمياً وفق المعاهدات والمواثيق الدولية"، إلا أن الرياض ترفض وصفه بالدبلوماسي، مؤكدة أنه كان يقوم بأدوار "عسكرية ميدانية بوصفه ضابطاً في الحرس الثوري الإيراني".
 
تعاملنا بإنسانية
 
وأوضح العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف، باشرت بتسهيل "نقل المذكور لاعتبارات إنسانية تقديراً لوساطة دبلوماسية من الأشقاء في سلطنة عمان وجمهورية العراق بعد أقل من ٤٨ ساعة من الإبلاغ عن حالته الصحية"، واصفاً إيرلو بـ"العسكري وضابط الحرس الثوري في اليمن".
 
 
وأضاف المالكي "تصريحات الخارجية الإيرانية مسيئة للمملكة، ولا تثمن موقف التحالف الإنساني والنبيل في إخلاء المذكور من صنعاء إلى البصرة، كما أنها تصريحات غير مستغربة من المسؤولين الإيرانيين، وتأتي في سياق السلوك الإيراني بإيفاد المذكور إلى اليمن بطريقة غير شرعية وقيامه بدعم الفوضى والقتال".
 
وبيَّن العميد أن عملية إخلاء إيرلو كانت المرة الثانية التي تخلي فيها الرياض مواطناً إيرانياً مرتبطاً بالعمليات القتالية في اليمن، بعد إخلاء أحد أفراد السفينة الإيرانية العسكرية "سافيز" في البحر الأحمر عام ٢٠١٩، ونقله للعلاج بأحد المستشفيات السعودية لفترة طويلة جراء وضعه الصحي المتدهور.
 
يذكر أن وزارة الخزانة الأميركية قد أدرجت إيرلو على قوائمها السوداء في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقالت إنه مسؤول في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.
 

 

ذات صلة