قوات الساحل «المشتركة» كهدف مشترك لـ«نيران غير صديقة».. ماذا قال العميد طارق عن العلاقة بين المقاتلين والقادة؟

  • المخا، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 06:16 2021/11/15

نتفهم أن هكذا حملات تتبناها وسائل الحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة، لكن كيف يمكن أن نفهم تقاطع أولئك... وهؤلاء في هذه الحملات والمحددات؟؟!!
 
منتصف أكتوبر الماضي، وهذا يعني قبل شهر تماما من الآن، وفي حواره المطول مع صحيفة عكاظ، قال العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية  إن "ما يثار من معارك عبثية هي في الإعلام والسياسية ، أما في الجبهات وبين المقاتلين فالدم واحد واتجاه الرصاصة واحدة."
 
وقال "كل منا يتولى جبهته وواجبه للدفاع عنها ممثلاً عن جميع المقاتلين في كل الجبهات."
 
كنت ممن احتفلوا حقيقة بهذه العبارات البليغة واللغة المسؤولة، وقلت دائما إن هذا هو منطق المقاتل الشريف والقائد المقاتل وليس القائد الطارئ على القيادة من خارج ميادين وغبار وتضحيات ومعارك التجربة الشخصية التي مرت بمختلف المراحل والظروف والمواقع والعلاقة بالسلطة والقرار وخارجها.
 
،،،
 
وفي مناسبة لاحقة سوف نقتبس فقرة واحدة وجوهرية من خطاب العميد طارق في افتتاح اجتماع المكتب السياسي يوم 28 أكتوبر في المخا، وهو أيضا خطاب قوي ووثيقة مهمة، ويهمنا الآن منها "نحن منفردين لن ننجح مثلما لم نشتغل منفردين في الساحل اشتغلنا مع شركائنا من أبناء المقاومة التهامية البطلة وأبناء العمالقة المقاومة الجنوبية كانوا لنا خير سند وكنا لهم خير سند، نحن في الجبهات قبل أن تتوحد جهودنا في المقاومة وفي المكتب السياسي أنا كنت أطلب دعما من الزرانيق من فؤاد جهنم أو من اللواء الثاني زرانيق أو اللواء الأول كنا ما حد يبخل على الثاني هي دماء هذه بتروح نريد الفكرة هذه توصل إلى قلوب كل الناس على المستوى السياسي وعلى المستوى الاجتماعي."
،،،
 
آسفني وآلمني كثيرا أن هناك من تعمد افتعال واختلاق التأزمات والمناسبات لقطع الطريق أمام أجواء انفراج وتصالح وانفتاح وتوافق وطني تشكلت خلال الأسابيع القليلة الماضية وشملت الساحل وعدن وتعز ومارب والمكونات الرئيسية بما فيها الحكومة الشرعية.
 
 
لقد تجندت أدوات وحملات لتعكير الأجواء وصناعة الخلافات والقضايا الخلافية ونفخ المزاعم مرة تجاه الساحل ومرة بزعم استهداف واجتياح تعز ومرة باسم المصالحة والتفاهمات والطعن في النوايا ورابعة وخامسة.. حتى وصلنا إلى الهجمة المسعورة والمخدومة بقوة ضد الساحل وقواته المشتركة وضد طارق وقواته خاصة.
 
جهد حثيث لإفساد الأجواء وتلبيدها مجددا بالأزمات والتشنجات والتمترسات والحملات. هذه ليست من قبيل الصدفة أو تحدث اعتباطا. إنها عملية متواصلة وجهود مخدومة ومتصاعدة وممولة ومدفوعة. لا يصعب معرفة من وراء هذا .. هذه وتلك من الحملات والهجمات والأزمات، ولا نريد الخوض في هذا. فقط الأفكار ترابطت وتداعت على نسق وسياق واحد.
إقرأ أيضاً:
- خبير: تحرُّكات المشتركة فرضت واقعاً مباغتاً ومحرِجاً لأطراف ستوكهولم وبعثة الحديدة
- تحركات الساحل تربك الحوثيين وتكشف موقفهم من استوكهولم ونياتهم الاستيطانية
- عبدالرحيم الفتيح: عن القوات المشتركة وما يحدث في الحديدة
- قلمي بجانب بندقية طارق
- لا تكذبوا باسم التهاميين فنحن والمشتركة شركاء دم ومصير
- حقك في أن تصحح وضعك.. وواجبك في أن تصحح مسار المعركة
- الحديدة.. مسؤول في الشرعية : لـ "إعلان فشل ستوكهولم"
- قصة «معركة خاطفة لتحرير الحديدة»
،،،
 
متابعتي للضخ السلبي والحملة الموجهة؛ وتستهدف قوات وقيادات ورفاق وشركاء القوات المشتركة والساحل، في مواقع التواصل وفي الإعلام وبما فيها محطات فضائية يمنية مقيمة للأسف في مستنقع الصراع وتحافظ على نزق خطابات وخطايا وأخطاء تخندق أزمة 2011 وما أدت وآلت إليه ونشهد خلاصتها اليوم، هو ما جعلني أتذكر وأستحضر الفقرات السابقة بداية المقال هذا من المقابلة القوية والمهمة للعميد طارق، والتي لا يجب أن تهمل أو يطويها غبار النسيان وخصوصا أنها قريبة عهد وعلى صلة وعلاقة مباشرة مع أحداث وتطورات متصلة ومتواصلة وسوف تبقى كذلك حتى مسافة أشهر للأمام ما لم تكن أعواما.
،،،
 
يعطينا الكلام والمقارنة بين قول.. وأقوال.. الفارق؛ بين الخطاب والقيادة والمسؤولية في مقام المسؤولية والترفع والتواضع والتسامي، وبين خطاب أزمة ومأزوم ومادة صراع وتعكير وصدام وخصام وحتى فجور في الخصومة.
 
يتحدث القائد عن جميع المقاتلين وفي جميع الجبهات. "فالدم واحد واتجاه الرصاصة واحدة". و "ما يثار من معارك عبثية هي في الإعلام والسياسية". وكل واحد يتولى جهته وجبهته نيابة عن الجميع".
 
 
فإذا كان هذا هو الحال مع كافة الجبهات، فإنه وبصورة أولى أصدق وألصق برفقاء وشركاء الجبهة الواحدة والتضحايات المشتركة. أنا هنا أعني بصورة خاصة الشركاء في القوات المشتركة بالساحل، والتي كانت وتبقى هدفا ثابتا لحملات الاستهداف ومحاولة بذر الشقاق وضرب الثقة وشق الجبهة الواحدة وقواتها وزراعة الصراع وربما الصدام إذا أتيحت لهم الفرصة للوصول بالفتنة الممولة والموجهة إلى هذه المستويات. لكنها لن تصل وفشلت وسوف تفشل. فإن العلاقة والثقة هي بحجم ومستوى المنطق والحكمة والوعي والمسؤولية في كلام العميد طارق، وهو ما تكرره وتقوله قيادات العمالقة والتهامية/ الزرانيق والمقاومة الوطنية دائما. وهذه برأيي ضمانة قوية تحصن الساحل وقواته ضد طواحين الفتنة ومعامل إنتاج الحرائق.
،،،
 
وحتى لا يطول ويتشعب بنا الحديث أكثر من هذا القدر والغرض، سوف نختم بسؤال واحد فقط: لمصلحة من يحدث كل هذا ومن يخدم يا ترى؟؟!!
 
نتفهم أن هكذا حملات تتبناها وسائل الحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة، لكن كيف يمكن أن نفهم تقاطع أولئك... وهؤلاء في هذه الحملات والمحددات؟؟!!
 
هناك نيران معادية. وهناك نيران ليست صديقة، عندما يفترض ويقال إنها صديقة. 
 
ولا يقال إنها نيران صديقة، لعدوك.
 
 

ذات صلة