تحركات الساحل تربك الحوثيين وتكشف موقفهم من استوكهولم ونياتهم الاستيطانية

  • الحديدة/ المخا، الساحل الغربي، خاص:
  • 01:34 2021/11/15

يتحدثون عن تطبيق اتفاق استوكهولم وإعادة تموضعات قوات طارق والعمالقة في مدينة الحديدة في ذلك السياق.. ثم يتحدثون، في نفس الوقت ومن موقع قوة مدعاة ومغالطة وخداعاً لعامة الشعب، عن انتصارات وتحرير ويعلنون بكل صراحة عن نيتهم التقدم وتحرير المزيد وصولا إلى المخا، ضاربين باستوكهولم واتفاقاتها عرض الحائط، وكأنها لا تعنيهم أو أنهم ليسوا من جهتهم معنيين بتنفيذها كطرف آخر.. بل وكأن اتفاقات استكهولم وجدت فقط لتنفذ من طرف واحد هو الشرعية وكل من يحسب عليها..
 
إعادة تموضع القوات في الساحل أوجدت لديهم ما يمكن تسميته أو وصفه بإرباك وبعثرة لحساباتهم واستيعابهم لواقع الحال، حتى إن محلليهم السياسيين والعسكريين طوال أكثر من يومين، لم يستطيعوا أن يقدموا، في وسائل إعلامهم والوسائل الخارجية الموالية لهم، تفسيرا مقنعا لأتباعهم ولمتابعي أحداث اليمن في الداخل والخارج حول هذه التغيرات، بل إنهم حتى لم يستطيعوا أيضا أن يجدوا في لغتهم وموقعهم وموقفهم وصفا أو اصطلاحا أو مسميا مناسبا لهذا التغير.. 
 
ففي حين يعترفون بتنقل قوات الساحل دون أية مواجهة وتغيير مواقعها، سريعا ما يحاولون إبداء انتشاء مزيف بانتصار وتحرير زائفين يخدعون به الرأي العام.. غير أن الرأي العام لم يعد ذلك المتلقي الأعمى الذي يمكن خداعه بهذه السهولة الرعناء..
 
فكما أربكتهم تلك التحولات والتبدلات في التموضع العسكري، أوجدت الكثير من التساؤلات لدى المتابعين حول ماهية وأسباب ودوافع تلك التغيرات.. 
وبالنظر بطبيعة الحال إلى تبريرات قوات الساحل الثابتة عند صيغة واحدة لم تتبدل من جانب، وإلى تحليلات الحوثيين المتشعبة والمرتبكة وغير الثابتة من جانب آخر، لا يفوت المتلقي والمتابع ترجيح معقولية تفسير ووصف قوات الساحل، على تلك التلكؤات المشتتة وغير المنسجمة بل وغير المعقولة..
 
فالمواطن والمتابع ليس بذلك الغباء الذي لا يمكنه من قراءة الواقع والمواقف، خصوصا وأن قوات الساحل أصدرت بيانا رسميا أوضحت فيه صراحة تلك التغيرات وارتباطها باتفاقية استوكهولم والتزامها بتطبيق تلك الاتفاقات من جانبها منذ الخطوات الأولى.. على عكس الحوثيين الذين أثبتوا عبر تلك النشوة المفتعلة والنيات المبيتة، أنهم لا يحترمون ولن يحترموا أي اتفاقيات أو إرادات غير إرادتهم في مواصلة توسيع سلطتهم الفردية وامتداد نفوذهم واغتصابهم للأرض اليمنية منذ البداية وحتى الآن، غير مبالين كعادتهم بأي اتفاقات أو معاهدات، وليس أدل على ذلك من الوعود التي يضربونها، منذ هذه التغييرات الميدانية، باحتلال أو كما يصفونه (تحرير) المزيد من الأرض وإشاعة فوضى سلطتهم التي لم تتميز بشيء عدا الفردية والجباية وتجويع وتشريد أبناء الوطن في كل شبر تصل إليه أقدامهم الغاصبة وتنتهكه قواتهم الغاشمة على أرض الوطن.

ذات صلة