خبير: تحرُّكات المشتركة فرضت واقعاً مباغتاً ومحرِجاً لأطراف ستوكهولم وبعثة الحديدة
- الحديدة/ المخا، الساحل الغربي، خاص:
- 01:05 2021/11/15
بينما لوّحت مليشيات الحوثي بإنهاء عمل البعثة بذريعة انتهاء الحاجة لها، قال خبير في القانون الدولي، إن بعثة دعم تنفيذ اتفاق الحديدة ولجنة تنسيق إعادة الانتشار (أُنمها) باتت في وضع محرج للغاية، ما لم تعاود العمل بموجب المهام المسندة إليها وفقاً لقرار إنشاء البعثة وقرارات التمديد لولايتها، والتي تكاد تكون تخلت عنها تماماً خلال ثلاث سنوات على الأقل لتتحول إلى مجرد سكرتارية اسمية يستحوذ المتمردون الحوثيون عليها ويقيدون حركتها مثلما عطلوا تنفيذ اتفاق ستوكهولم وبنوده المزمّنة.
ويشير الخبير، في حديثه للساحل الغربي، إلى ما يصفه بـ"الوضع الجديد والمفاجئ الذي فرضته التحركات المباغتة وغير المتوقعة التي أجرتها خلال الأيام الثلاثة الماضية القوات المشتركة بتنفيذ إعادة انتشار من جانب واحد وفقاً لبنود ونصوص الاتفاق وإنشاء ما تسمى بالمنطقة الخضراء، الأمر الذي أزال ذرائع ثلاث سنوات من الوضع العالق وتعطل أي حركة للاتفاق وأي مهمة ووظيفة للبعثة في ظل فرض المليشيات كافة خياراتها وانتهاكاتها وخروقاتها اليومية في المدينة والموانئ وفشل أطراف الاتفاق في أخذ أي رد أو خطوة عملية لفرض التنفيذ ومعاقبة الطرف المعطل أو إعلان إنهاء العمل بالاتفاق والانسحاب منه وإعطاء القوات الضوء الأخضر باستكمال التحرير".
وقال مسؤول حكومي في الشرعية، إنه يتوجب على البعثة إعلان إنهاء الاتفاق وتحمل مسؤولياتها. وندد وكيل أول محافظة الحديدة بصمت وسلبية البعثة الأممية أمام خروقات وانتهاكات المليشيات ودخولها المنطقة الخضراء التي يفرضها ويحددها الاتفاق ونفذتها تحركات القوات المشتركة مؤخراً، مما فرض واقعاً جديداً أمام أطراف ستوكهولم والمجتمع الدولي لا يسعهم معه الترحيل، وباتوا ملزمين والبعثة الآن إما بالعمل على تنفيذ الاتفاق المعطل منذ توقيعه أو إعلان الفشل وهزيمة الشرعية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي في فرض قرارات واتفاقات دولية أمام مليشيات إرهابية.
إقرأ أيضاً:
- قصة «معركة خاطفة لتحرير الحديدة»
- الحديدة.. مسؤول في الشرعية : لـ "إعلان فشل ستوكهولم"
- بيان صادر عن القوات المشتركة في الساحل الغربي
- عبدالرحيم الفتيح: عن القوات المشتركة وما يحدث في الحديدة
- الحديدة و"السويد" والمشتركة.. تصحيح له ثمن لكنه مستحق
- «الحديدة - ستوكهولم» والذي حدث.. ومسؤولية تجاوز ما أحدث
- حقك في أن تصحح وضعك.. وواجبك في أن تصحح مسار المعركة
- رسالتان من واقعة الغويرق بالتحيتا
- لا تكذبوا باسم التهاميين فنحن والمشتركة شركاء دم ومصير
من وجهة نظر الخبير الدولي، فإن بعثة أُنمها فقدت الغطاء الذي تتذرع به لتمديد حالة الفشل وحراسة سيطرة وسيادة المليشيات وسلطة الأمر الواقع في الحديدة والموانئ. "البعثة الآن بلا أي عمل، ما لم تستعد المبادرة ومهمتها. ليس هناك سواها والمليشيات الحوثية، وأمام الشرعية والمجتمع الدولي ومجلس الأمن."
وكان متحدث الأمم المتحدة من نيويورك ستافان دوجاريك، صرح في وقت سابق بأن بعثة الحديدة لم تكن على علم بالتحركات التي حدثت في محيط المدينة الجنوبي، وأنها تتابع الأطراف لفهم ما يحدث (..). وتنصلت البعثة من مطالب الفريق الحكومي والحكومة الشرعية بنقل مقر إقامتها إلى مكان محايد والتحرر من سيطرة ووصاية وحبس الحوثيين.
اكتفت البعثة على مدى أكثر من عام مؤخراً بإصدار تعليقات موجزة في تويتر إزاء جرائم ومجازر وانتهاكات المليشيات بلغة محايدة ودعوة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم. ومنعتها المليشيات مراراً من تنفيذ زيارات ميدانية في الحديدة وأحياء منظر والمسنى والدريهمي... وغيرها.
ويقول مراقبون، إن التحركات التي أجرتها القوات المشتركة في محيط الحديدة بإنفاذ بنود اتفاق ستوكهولم الذي وقعته وأجازته الشرعية وفرض على قوات التحرير وضد إرادة اليمنيين، تكون قد أوفت بجانبها من المسؤولية وأنفذت إرادة الشرعية في الاتفاق الذي رفضت التراجع عنه وإنهاء العمل به. ويعاني الحوثيون والبعثة وأطراف ستوكهولم بمن فيهم الأمم المتحدة والدول الغربية الراعية والضامنة بريطانيا والولايات المتحدة من "صدمة" الواقع الجديد، وعليهم أن يسابقوا الوقت لمعالجة الانكشاف الذي بات أشهر وأكبر من أن يستر أو يتم تجاوزه. فهناك اتفاق دولي وقرار دولي معطل وبعثة دولية بدون أي فاعلية أو مهمة، ومن واجبهم مع الشرعية التعامل مع الواقع ومع التعنت والتمرد والرفض والتعطيل الحوثي.
وأعلنت قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، تنفيذها قرار إخلاء المناطق المحكومة باتفاق (السويد)، لكون تلك المناطق محكومة باتفاق دولي يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وقِّع اتفاق (السويد)؛ بحجة حمايتهم وتأمينهم.
وأكدت أن "قرار إعادة الانتشار جزء من المعركة الوطنية التي بدأناها وبذلنا فيها الغالي والنفيس لمواجهة المخاطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن اليمني خصوصًا، والأمن القومي العربي عمومًا."
كما أكدت قيادة القوات المشتركة "أنها اتخذت هذا القرار في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق (ستوكهولم)؛ الذي تتمسك الحكومة الشرعية بتنفيذه، بالرغم من انتهاكات مليشيات الحوثي الاتفاق من اليوم التالي لتوقيعه، وما زالت المليشيات مستمرة في نسف الاتفاق حتى اليوم".