هكذا اقتحموا الحديدة.. وغُصة إجهاض التحرير.. 7 سنوات من الاختطاف الحوثي لعروس الساحل الغربي

  • الحديدة، الساحل الغربي، محمد الهجام
  • 06:36 2021/10/23

سبع سنوات من الخراب الذي عمّ الحديدة منذ سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية على المدينة الاستراتيجية الفقيرة، التي دفعت ثمناً قاسياً خلال الحرب الدائرة في البلاد.
 
| عبر تاريخها تعرضت مدينة الحديدة وتهامة بشكل عام، بحكم موقعها وخصوبة أرضها، لعديد محاولات للسيطرة عليها، لكن ماضي أبناء تهامة كحاضرهم مشبع بروح المقاومة والرفض لكل أشكال الاستبداد، هكذا يقول التاريخ. |
 
لقد سعت المليشيا المدعومة من إيران، على مدى السنوات الماضية، إلى تعزيز سيطرتها على المحافظة الساحلية، للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر، ما يؤمن للمليشيا استقبال السلاح الإيراني بسهولة، فضلاً عن فرض نوع من السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
 
هكذا اقتحم الحوثيون الحديدة
 
في منتصف أكتوبر 2014، تمكن الحوثيون من اقتحام مدينة الحديدة، بعد استيلائهم على مخازن أسلحة تابعة للجيش، من معسكرات خارج المدينة، ليقوموا بعد ذلك باستخدام تلك الأسلحة والمعدات والآليات العسكرية المنهوبة من المعسكرات، لاستفزاز أبناء الحديدة واستهداف مسيراتهم السلمية، إضافة إلى قصف المليشيا للمناطق والأحياء السكنية، بهدف إخضاع المواطنين للأمر الواقع وإخماد الرفض الشعبي.
 
بعد اقتحامهم الحديدة كان أول صدام مسلح للحوثيين مع الحراك التهامي بالمدينة
بعد اقتحامهم الحديدة كان أول صدام مسلح للحوثيين مع الحراك التهامي بالمدينة
 
بعد سيطرتهم على المدينة، وفي محاولة لإخماد الرفض الشعبي لتواجد المسلحين الحوثيين في المدينة، اقتحم الحوثيون ساحة الحراك التهامي، ما أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة مع أنصار الحراك، امتدت للأحياء السكنية المجاورة للساحة، وتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا.
 
 
وخلال الأيام التي تلت المواجهات، لم تتوقف المسيرات السلمية المطالبة بخروج المليشيا المسلحة من المدينة، رغم ما تعرضت له تلك المسيرات من قمع وإطلاق للرصاص الحي، وملاحقات للناشطين، وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.
 
المقاومة التهامية في الساحل الغربي
 
سقوط الأعداد الكبيرة من الضحايا في المسبرات السلمية الرافضة للتواجد الحوثي، اضطر الحراك التهامي إلى إيقاف تلك المسيرات وحمل السلاح، والانخراط ضمن القوات المشتركة، من خلال ألوية المقاومة التهامية في الساحل الغربي، والتي شاركت في معارك الساحل التي دعمها التحالف العربي منذ اللحظة الأولى، وتمكنت ألوية المقاومة التهامية بمساندة حراس الجمهورية وألوية العمالقة، من تحرير مديريات الخوخة وحيس والتحيتا وأجزاء من مديرية الدريهمي.
 
توقف "تحرير الحديدة" يفاقم المعاناة
 
في منتصف يونيو 2018 اندلعت "معركة تحرير مدينة الحديدة" وتم تحرير المطار وأجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالمدينة، لكن سرعان ما توقفت العمليات العسكرية لاستكمال تحرير الحديدة، نتيجة اتفاق استكهولم في 13 ديسمبر 2018.
 
بتوقف العمليات العسكرية تفاقمت معاناة أبناء مدينة الحديدة وأبناء تهامة بشكل عام
بتوقف العمليات العسكرية تفاقمت معاناة أبناء مدينة الحديدة وأبناء تهامة بشكل عام
 
وبتوقف العمليات العسكرية، تفاقمت معاناة أبناء مدينة الحديدة وأبناء تهامة بشكل عام، فما زالت آلاف الأسر المشردة التي اضطرت للنزوح وترك منازلها وأملاكها عالقة، والكثير منهم بلا مأوى، ولا يزال عشرات الضحايا تحصدهم كل يوم قذائف المليشيا الإرهابية وألغامها المزروعة في القرى والمزارع والمدن، كما لا يزال المواطنون في مدينة الحديدة ينامون ويصحون على أصوات القذائف في مناطق التماس، وخصوصا في الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة، جراء خروقات الحوثيين المستمرة.
 
ماضي تهامة المشبع بروح المقاومة
 
عبر تاريخها تعرضت مدينة الحديدة وتهامة بشكل عام، بحكم موقعها وخصوبة أرضها، لعديد محاولات للسيطرة عليها، لكن ماضي أبناء تهامة كحاضرهم مشبع بروح المقاومة والرفض لكل أشكال الاستبداد، هكذا يقول التاريخ.
ففي أواخر مارس من العام 1921 ثار أبناء الحديدة ضد الانجليز وتمكنوا من اخراجهم من المدينة بعد احتلال دام 3 سنوات منذ رحيل بقايا الأتراك من اليمن.
 
وفي العام 1925 تصدت قبائل الجرابح التهامية لقوات الإمام يحيى حميدالدين الغازية، في شمال مدينة الزيدية، وكبدتها خسائر فادحة بعد معارك عنيفة.
 
وفي العام 1928 أرسل إمام صنعاء حملة عسكرية ضخمة قوامها عشرة آلاف مقاتل، لمعاقبة قبيلة "الزرانيق" التي أعلنت رفضها لتواجد القوات الإمامية الغازية في تهامة، وخاض أبناء "الزرانيق" معارك شرسة ضد هذه القوات التي ملأت جثث قتلاها سهول وخبوت ووديان تهامة، وصفحات كتب التاريخ اليمني المعاصر.

ذات صلة