قراءة (EPC) لإحاطة المبعوث جروندبرج : احتمالات النجاح والإخفاق ؟
الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
06:27 2021/10/01
بناءً على مضامين إحاطته الأولية إلى مجلس الأمن في العاشر من سبتمبر / أيلول، ستكون مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانز جروندبرج، صعبة للغاية، وفقا لقراءة / تحليل نشره مركز الإمارات للسياسات.
فطالما يفترض، بحسب ما تقوله الإحاطة، بدء عملية السلام دون رفع القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة كما يطالب الحوثيون، أو وقف شامل لإطلاق النار، لا سيما في مأرب، كما تطالب الحكومة الشرعية، فإن إقناع الطرفين أو دفعهما في هذا الاتجاه هو معضلة قد تترك مهمة جروندبرج في حلقة مفرغة.
هنا سيكون الرجل مضطراً إلى قبول أحد الخيارين التاليين: إما التراجع جزئياً عن التصورات الشاملة الواردة في الإحاطة والتحرك ببطء بعيدا عن مسار العملية السياسية من خلال البدء، كسلفه مارتن غريفيث، بالبحث عن الحلول الجزئية للقضايا الاقتصادية والإنسانية. وهو خيار سيؤدي إلى تعطيل عملية السلام في أي حال.
أو رفع القيود المفروضة على المطار والميناء بالتزامن مع هدنة في مناطق الصراع بدلاً من اتفاق وقف شامل لإطلاق النار، ذلك مع بدء مفاوضات رسمية شاملة في نفس الوقت.
في كل الأحوال تتضمن أولى إحاطات هانز جروندبرج، أفكارًا رئيسية تشكل نهجًا مختلفًا وبسمات مميزة أهمها التركيز على إحياء جهود التسوية الشاملة كأولوية قصوى وتجنب نهج التجزئة والحلول الضيقة للقضايا ذات الطبيعة "العاجلة" في الصراع، مثل القضايا الإنسانية والاقتصادية.
وبرغم رد الفعل غيري الإيجابي الذي أبداه الحوثيون من الإحاطة، ليس من المتوقع أن يغلقوا أبوابهم أمام المبعوث الجديد، ذلك لا للتعاون معه وتسهيل مهمته، ولكن على أمل شرح آرائهم بشكل مباشر ومحاولة التأثير على قناعاته.
في الإحاطة، حدد جروندبرج مهمته وفقًا للولاية الموكلة إليه من قبل مجلس الأمن، إلا أن جهوده قد لا تتماشى بشكل كامل مع فهمه للعملية السياسية بالنظر إلى واقع الأرض وضغط القضايا الإنسانية والاقتصادية، وربما أيضًا بسبب تأثير بعض الوسطاء الإقليميين والدوليين.
بشكل عام، تشير الإحاطة إلى أن جروندبرج مصمم على عدم الانزلاق نحو إبرام صفقات جزئية أو تحويل مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى مهمة إيقاف العمليات العسكرية والمعاناة الإنسانية على حساب جهوده الرئيسية لإطلاق مشاورات شاملة. كما أنه من غير الواضح إلى متى يمكن لجروندبرج عمليًا الحفاظ على مثل هذا الموقف وتهيئة الظروف لاستئناف المشاورات الشاملة التي تتضمن حوارًا سياسيًا وإطارًا للسلام المستدام يشمل جميع أطراف النزاع.