"ومعظم النار من مستصغر الشرر"... لماذا حادثة "السبعين" أرعبت الحوثيين؟

  • كتب/ أمين الوائلي
  • قبل 2 ساعة و 31 دقيقة

أحرق نفسه على ملأ في سبعين ‎صنعاء.
مشرف حوثي يدعى عبدالغني الرازحي قام بإحراق نفسه في ميدان السبعين شاكيًا ظلم القياديين الحوثيين: رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالمجيد الحوثي ومدير مكتبها في أمانة العاصمة وليد العلوي.
 
كالنار تأكل بعضها
 
دعكم من اليمنيين الذين أحرق الحوثي يمنهم وحياتهم وأيامهم فلا ينتظرون من الداء دواءً.
بالحديث عن الحوثيين-ولهم صار لديهم منبر للشكوى من ظلم الحوثيين (..)
فإن عبدالملك الحوثي عاجز عن نصرة حوثته ومتحوثيه من حوثته ومتحوثيه.
فمن كانت له مظلمة فليتجه لميدان السبعين.
 
إحراق.. النفاق
 
مظالم وجرائم المليشيات أكثر من أن تحصى أو تحصر وضحاياها كذلك. لكن أهمية وخطورة حادث السبعين في رمزية المكان والتجمع وكون الذي ‎أحرق نفسه هو حوثي اختار المناسبة ليقدح الشرر في فعالية منافقة باسم غزة ونصرة غزة بينما كان يحرق زيف ادعاءات المليشيات في قلب ميدان احتشادها الأسبوعي الاستعراضي، فلا ينصر غزة من لا ينصر اليمنيين وينتصر لهم من مظالم زبانيته. فما بالكم بمظلمة حوثي عند حوثيين!
هذه ليست سوى بداية لاستعادة وظيفة السبعين وعلى الضحايا أن يتشجعوا.
 
احرقوا أنفسكم!
 
‏ساق الحوثيون تبريرات مرتبكة تحت لطمة وصدمة واقعة السبعين وجميعها لا تخرج عن القول بأن الذي ‎أحرق نفسه "متهبش ونهّاب أراضي"! هكذا بكل استغباء واستخفاف.
 
ولو صح الاستشهاد بهذا التفسير لصح القول بأن معظم قيادات الحوثيين كان يجب أن يكونوا قد أحرقوا أنفسهم تباعاً وعن جدارة!
لا أحد يزايد على أسبقيتهم في التهبش والنهب.
 
تغطية على فضيحة
 
‏إذا كان الرازحي -وهو المشرف والمقاتل الحوثي- قد ‎أحرق نفسه في سبعين صنعاء، فإن المتحذلق الحوثي نصر الدين عامر أحرق جماعته باستخفافه واستهانته بما حدث وتصدره للتعليق تجاه الرأي العام في الخارج العربي والإسلامي، بما أن الحادثة عكرت حصة نفاق أسبوعية متلفزة باسم غزة. 
تزوير تبريرات فاضحة خشية من افتضاح سمعة مزورة.
 
السبعين.. شرارة تذكير
 
ميدان السبعين ليس مجرد مكان. إنه كائن حي وكيان جمهوري يتجاوز صفة الرمزية إلى الحضور بالأصالة عن جمهرة وجمهورية 26 سبتمبر من بوابة أطول وأشرف معارك الدفاع عنها وعن عاصمتها على مدى 70 يوماً.
شرارة في السبعين ليست إلا تذكيراً بأن "معظم النار من مستصغر الشرر".
 

ذات صلة