لوموند الفرنسية: عن اليوم الذي يصفه اليمنيون ب"الأسود" 18 سبتمبر

  • الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
  • 06:20 2021/09/24

أفردت صحيفة لوموند المسائية في فرنسا تقريراً في عددها الصادر، الخميس 23 سبتمبر/أيلول، سلط الضوء على المذبحة العلنية التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق تسعة مدنيين من تهامة مطلع الأسبوع الجاري.
 
على غرار المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، أبرزت الصحيفة الفرنسية المشهد الأكثر وحشية من حفلة الدم تلك: إعدام القاصر عبدالعزيز الأسود.
 
نقلت عن أقارب الأسود، البالغ من العمر 17 عاماً، بأنه «شهد إعدام رفاقه، وهو مقيّد بالأصفاد، يمسك به جندي، ويبقى منتصبًا بصعوبة، حيث لم يعد قادرًا على المشي بعد تعرضه للتعذيب».
 
وأضافت: «ثم سقط هو الآخر أرضًا وقتل بعدة رصاصات في ظهره وسط صخب من حشد من الجنود ووجهاء المجتمع بهذه المناسبة».
 
نوهت الصحيفة بأن الإعدام العلني للتسعة الأشخاص في 18 سبتمبر بصنعاء، «سبق الذكرى السابعة للاستيلاء على المدينة بثلاثة أيام على أيدي المتمردين الحوثيين في 21 سبتمبر 2014». 
وقالت: «هذا هو أكبر إعدام علني» منذ الانقلاب اغتصابهم السلطة.
 
مفاجآت.. واعترافات منتزعة
 
اعتقل التسعة الذين تعرضوا للتعذيب في نوفمبر 2018. واتهمتهم سلطات الحوثيين بالتجسس والتواطؤ في مقتل صالح الصماد رئيس المجلس السياسي، في ضربة وصفتها الصحيفة بالقوية على الحركة الحوثية.
 
وتشير إلى أن عاشر متهم، يبلغ من العمر 23 عاما، توفي في 7 أغسطس 2019 تحت التعذيب. وأكد الجميع أثناء محاكمتهم أن اعترافاتهم انتزعت من قبل المحققين.
 
واستنكر المحامي عبد المجيد صبره، أحد أعضاء الدفاع «هناك عناصر كثيرة ثبت براءتهم، لكن الإجراءات القانونية والحكم استند إلى أقوال السجناء تحت الضرب والتعذيب». 
 
قال المحامي إنه فوجئ، قبل يومين من إعدامهم، بمكالمة هاتفية من المدعي العام، طالبه فيها بإبلاغ أقارب المتهمين بأن لديهم فرصة أخيرة لزيارتهم في المحكمة، قبل تنفيذ الإعدام.
 
 اقــرأ أيضــا :
يضيف المحامي «لم تستمع المحاكم [الابتدائية والاستئناف] في أي وقت إلى المتهمين أو تسمح لمحاميهم بالدفاع عنهم. قرارات المحكمة هذه هي أوامر بالقتل. وإعدامهم قتل مع سبق الإصرار».
 
وفي جميع المراحل، اقترنت الإجراءات أمام محاكم الحوثيين بانتهاكات متعمدة وواضحة لحقوق المتهمين وحرياتهم. ندد بذلك بيان مشترك من خمس منظمات رئيسية للدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن، بدءًا من اعتقالهم واختفائهم قسريًا، ثم وضعهم في أماكن مجهولة لأشهر دون أن يعلم أحد، بمن في ذلك عائلاتهم.
 
 
 
وذكرت اللوموند بأن إعدامات السبت التي وصفها اليمنيون باليوم الأسود أذكت مخاوف أقارب أربعة صحفيين اعتقلهم الحوثيون منذ 2015 ويمكن إعدامهم في أي وقت.
 
وكانوا قد حُكم عليهم بالإعدام في أبريل 2020 بتهمة "إنشاء عدة مواقع وصفحات على الإنترنت والشبكات الاجتماعية بقصد نشر معلومات وإشاعات كاذبة وخبيثة". ولم يتم إخطار محاميهم أو أسرهم بالحكم. وقد احتُجزوا جميعًا في الحبس الانفرادي لفترات طويلة وحُرموا من الرعاية الطبية. تعرض ثلاثة منهم على الأقل للتعذيب.
 
 
وفي بيان صدر يوم الأحد، قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس «نأسف بشدة أن جماعة الحوثيين [بالمؤسسات الحكومية] أعدمت تسعة أشخاص، واحد منهم كان على ما يبدو قاصراً وقت احتجازه». 
 
كما دان السيد غوتيريش أحكام الإعدام هذه «التي يبدو أنها لم تحترم متطلبات المحاكمة العادلة».

ذات صلة