تحقيق لـ عصماء الكمالي من تعز- الحرب والزواج والطلاق: ميمونة تروي لـ "الساحل الغربي" قصتها الأليمة!

  • تعز، الساحل الغربي، تحقيق/ عصماء منير الكمالي:
  • 09:48 2021/06/09

قصة طرفاها الذُّل والحرمان
حياة شاقّة أثناء الزواج وواقع أبشع بعد الطلاق
أسرة تقتات المشاكل وتتنفس الصراع اليومي بدلاً من الأكسجين!
ميمونة تروي لـ "الساحل الغربي" قصتها الأليمة!
 
"امشي مِن قُدّامي يا مُعاقة".. عندما تخذلنا الحياة، وينفر منّا كلُّ من فيها، نجدُنا نختبئ خلف آبائنا، نحتمي بهم؛ لكن ما كان شعور الطفلة أمل، 11 عاماً، عندما دفعها والدها جانباً، مُقتطعاً حُنجرتها بهذه الكلمات الجارحة.. ماذا تفعل إن تحوّل أمانُها إلى خوف؟ أما والدتها -ميمونة عبد الله- فقد اختارت طريقاً صعباً تنجو من خلاله مع ما تبقى من حياة في روح ابنتها الصغيرة، والتي تعاني من ضمور في الدماغ.. الطريق الوحيد للخلاص من قسوة الرجل.
 
ميمونة امرأة في الثلاثينيات من عمرها، تعيش وأطفالها الأربعة في مدينة تعز، جنوب غربي اليمن.. تزوجت في التاسعة عشر من عمرها، وأنجبتْ طفلتها الأولى أمل، والتي بعد ولادتها بثمانية أشهر ظهر إصابتها بضمور في الدماغ.. ثم أنجبت ثلاثة أطفال، طفلان مُنهم أتيا بعد طلقتين من زوجها، يطلقها ثم يذهب للمُصالحة، فينتج عن المُصالحة مولود جديد.
 
عاشت هذه المرأة وسط عائلة تقتات المشاكل، وتتنفس الصراع اليومي بدلاً من الأكسجين، على أمل أن يهدأ زوجها خالد أمين، الذي -بحسبها- يختلق المشكلات باستمرار.
 
تركته باحثة عن مكان آخر تضمن فيه العيش بأمان.. دكان صغير هو ملجأها الوحيد الذي فرّت إليه هاربة من أذى زوجها، والذي ظل يلاحقها بمشكلاته دون تقديم أي دعم لها، ضاق بها الدكان الصغير فانتقلت لتعيش في بيت أكبر.
 
توقفت باكية ثم نطقت واصفة حالها بعد عشرين يوماً من الولادة: "صاحب البيت جاء قلع الباب ودخل لداخل يشتي الإيجار.. أني ما عندي فلوس.. وزوجي ما كان يعطينا لا إيجار، ولا مصاريف.. بكائي، حرقة قلبي، صياح الأطفال منحوت في ذاكرتي.. ما قدرت أنسى دمعة واحدة سقطت من عيونهم".
 
عادة الحرب تُفرّق كل شيء، إلا ميمونة فقد جمعتها بزوجها من جديد بعد طلاقها للمرة الثانية.. وبالرغم من التصرفات القاسية إلا أنها عادتْ إلى بيت زوجها، وذلك بعد إصرار من بعض أقاربها، مُبررين لها أن البلاد في حالة حرب، وغير آمنة.. وبعودتها قد يعود الزوج إلى رشده، لكنه لم يحدث شيء من التصالح الروحي أو المعيشي.
 
لم تجد هذه المرأة سوى حرب عائلية بانتظارها. حرب هي ضحيتها، تتعرض للضرب والصّياح بصوت مُرتفع أمام أطفالها، الذين يصرخون لنجدة والدتهم.. ويحاولون أن يُخلّصوها.. يُدافعوا عنها بألسنتهم، لأن أيديهم الصغيرة لا تقوى على العِراك، فيتلقون رداً رادعاً من والدهم، يجعلهم في صمت دائم.. كأن يصرخ على ابنته الصغيرة قائلاً "امشي من قُدّامي يا مُعاقة" فتغدو الحياة عندها حزناً وقهراً.
 
تقول الأم، باكيةً، لـ"الساحل الغربي": "شعرت بالبكاء حين صرخ بهذه الكلمات القاتلة على ابنتي.. فقط لأنها قالتْ له لا تصّيح على أمي.. حسيت بالاكتئاب، وتمنيت الدنيا أن تبتلعني.. حتى إنني قطّعتُ الثياب التي فوقي وأني أصيّح، اخرج اخرج من البيت.. كلما حاولتْ أجعل بنتي قوية وأساعدها، يأتي هو ويحرق حياتها".
 
"كان يجيب لنا ما تبقى من أكل في المطاعم.. ونحن لا نقدر نأكل ما يتركه الناس من بواقي الطعام".
 
أسرة بلا سند
 
قد يُساند الزوج زوجته في رعاية الأطفال والاهتمام بهم. وقد يبحثان عن مصدر دخل مشترك، يعملان معاً من أجل أن يوفرا لهما ولأولادهما ما يحتاجونه في الحياة.. إن كان الرجل مُوظفاً فهو يستطيع فعل كل ذلك بسهولة، أما إن كان غير ذلك فمن الصعب عليه أن يوفّر نفقة بيته في بلد كاليمن.
 
زوج ميمونة يعمل بالأجر اليومي، ويكسِب المال، لكنه لم يُنفقه على أطفاله.. وهذا ما أكدته الأم بقولها لـ"الساحل الغربي": "أقول له هات مصاريف للجهال، حق الأكل وهو ما يرضي".. وبنبرة مليئة بالحزن أضافت: "كان يجيب لنا ما تبقى من أكل في المطاعم.. ونحن لا نقدر نأكل ما يتركه الناس من بواقي الطعام".
 
وفي إطار تخلي الزوج عن مسؤوليته، تتذكر الأم قائلة: "قبل 11 عاماً، مرضت ابنتي في ليلة العيد.. أخذتها إلى المستشفى.. أربعة أيام، قضيتُها في تخوُّف وقلق دون زوجي، أنا ابنة القرية التي تخاف من ظلها، فكيف بالمجتمع الجديد، المجتمع الذي قدّم لي كل أنواع القسوة عن طريق المُمرضة المُشرفة.. التي كانت توقظني كلما غفوت لتقول لي إن ابنتي الحيّة قد ماتت.. لقد حوّلتْ فرحة العيد إلى كابوس".
 
تجاهد هذه الأم ليل نهار، تتعب وهي تتدبر قوت يومها.. تعمل كي تُعالج ابنتها المريضة. تشرح الأم قصتها الأليمة: "كنت أشتغل بصندوق المُعاقين، وأتعب، وأصرف على الجهال، من أجل أعالج بنتي، وأعمل لها تمارين".. أصدرت همساً يبدو أنه خرج منها جارحا كل شيء في طريقه، طلع وهو يحمل مضموناً قويًا: "زوجي الذي يشتغل يصرف كل ما لديه من مال في شراء عشبة القات، وتدخين السجائر".
 
رحلة الشك
حياة تشبه الموت!
حياة مليئة بالشك والعذاب
 
تفاصيل كثيرة سردتها المرأة لـ"الساحل الغربي" لكنها توقفت عند جملة ثقيلة.. يبدو أنها قد حملتها إلى درجة لم تعد قادرة على أن تحملها بعد الآن: "كنت أخرج أشتغل عشان أصرف على أولادي.. وهو يشك بي"، معاملة قاسية، لا تُحتمل، يشك بها، يطعن بشرفها، ويستخدم معها ألفاظا جارحة، والسب والشتم حتى وصل به الحال إلى شتم والدتها المتوفية.. بحسب قولها.
 
وتضيف: "أتحمل كل العذابات وقسوة العيش، وامتهان الكرامة، وفوق هذا يأتي زوجي ويعاملني بشكل غير أخلاقي، وألفاظ سيئة". تجريح وتخوين أدخلا الزوجة في حالة نفسية صعبة، ما جعلها طريحة الفراش لمدة عام كامل.. تسمع وترى، لكنها غير قادرة على الكلام، لا تقوى على الحركة، وإن تحركت تجد نفسها مَرمية على أرضية المنزل، أو الفناء أو حتى في الشارع.
 
وفي هذا السياق قالتْ الأخصائية النفسية، مُنى الذبحاني: "هناك خطورات نفسية وجسدية تلحق بالمرأة عندما تتعرض للعنف.. تدخل في دوّامة من الاضطرابات النفسية، قلق واكتئاب كبيرين.. وقد تتطور حالتها لتصل إلى صدمة نفسية.. صحة المُعنّفة في خطر، قد تعاني من آلام في القولون، الصداع المستمر وغيرها كثير من الأمراض".
 
وأضافت الذبحاني: "تعنيف المرأة يجعلها تشعر بالدونية والإحباط واليأس، خاصة إن لم تلاقِ الدّعم النفسي من الأسرة.. بعض النساء المُعنّفات يلجأن لأسرهن ويرجعن بالخيبة، والخيبة فقط".
 
بعد عام من المرض بدأت ميمونة تشعر بالتحسن -حد قولها- وما إن تحسنت حتى حملت بطفلتها الرابعة، والتي بسببها تجرعت مسلسلا طويلا من المعاناة.. حياة صعبة وفوق هذا قسوة الزوج.. استطردتْ بقولها: "عندما اقتربت فترة الولادة ذهبتُ إليه.. توسلتُ له كثيرا من أجل أحصل على مال يكفي لإجراء عملية قيصرية.. لكنني عدتُ إلى أولادي خائبة، لم أحصل إلا على الرفض، المنع، والكثير من الشتائم.. الأمر الذي ضاعف حالتي النفسية.. وصلت إلى أنني أفكر بالانتحار".
 
وفي هذا السياق قالتْ صباح سعيد، مسؤولة في مكتب اتحاد نساء اليمن بتعز، إن النساء اللاتي يتعرّضن للعنف سواءً من الأسرة أو من المجتمع.. يدخلن في حالة من اللا استقرار والذي قد يدفع بعضهن إلى الابتعاد عن الأسرة وحدوث تفكك أسري". وتضيف: "العنف قد يجعل المرأة تُفرغ جزءاً مما تشعر به على أطفالها، تغضب عليهم، تُعاملهم بقسوة، وقد تضربهم في بعض الأحيان لأنها لم تجد من يستمع لشكواها، ولا يوجد من يُساندها.. الأمر الذي قد يدفعها لارتكاب جرائم بحق نفسها".
 
|  محام: "شهدت محاكم القضاء الشخصي خلال فترة الحرب ارتفاعا كبيرا في قضايا الخلع والفسخ"
 
| صندوق الأمم المتحدة للسكان: 63% هي نسبة النساء المعنفات في اليمن!
 
العنف.. حرب لا تنتهي 
العنف.. حرب نفسية قاتلة 
 
ستة أعوام من الحرب المستمرة.. الحرب التي أثرت وتؤثر على المجتمع ككل.. أسر تشتت، وأخرى قطعت حبل الوصال بين أفراد العائلة الواحدة.. انعكاس لمسناه من خلال معايشتنا للوضع والمجتمع معاً.. الطلاق في زمن الحرب ظهر بشكل غير مسبوق، حيث تزداد أعداد الأسر التي انفصلت وتنفصل من بداية الصراع وحتى اليوم.. طلاق سريع يعقب زواجاً لم يدم شهوراً.
 
يقول عمر الحميري، محام وناشط حقوقي لـ "الساحل الغربي": "شهدت محاكم القضاء الشخصي خلال فترة الحرب ارتفاعا كبيرا في قضايا الخلع والفسخ.. قضايا الطلاق أعتقد أنها وصلت نسبتها إلى الضعف أو أكثر مُقارنة بفترة ما قبل الحرب". وأضاف: "المحاكم تشهد ازدحاما شديدا وضغط عمل بالنسبة للقضايا المُتعلقة بإنهاء الحياة الزوجية.. نتحدث عن 30 قضية في اليوم الواحد لدى كل قاض وعدد القضاة يتجاوز الثلاثة في المحكمة". ولفت: "اليوم أصبح لدى القضاة الشخصيين عدد جلسات وعدد القضايا تفوق أعداد المتقاضين لدى القضاء المدني أو التجاري أو الجنائي".
 
ظروف معيشية صعبة، وحياة محاصرة، ووضع اقتصادي منهار.. كلها أسباب دفعت الكثيرين إلى الطلاق والانفصال ناهيك عن تعنيف المرأة والذي يعتبر سبباً جوهرياً يدفع الزوجة إلى طلب الطلاق.. 
 
وأشار الحميري، في حديثه، إلى أن أكثر من نصف الدعاوى التي اطلع عليها كانت طلب الطلاق بسبب تعرض الزوجة للعنف والضرب سواءً تواجدت التقارير الطبية والآثار الظاهرة أم لم تتواجد، وسواءً كان هناك أدلة وشهود أم لا.. ويؤكد: "من النادر ما تكون قضايا طلب الطلاق خالية من العنف، وقليلاً ما يكون سبب الفسخ خالياً من هذا الأمر.. وهذا ما يزيد من نسبة الدعاوى المشتملة على العنف".
 
وتفيد التقارير الصادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان بأن نسبة النساء المعنفات في اليمن تزداد يوماً بعد آخر.. حيث وصلت نسبة النساء اللاتي تعرضن للتعنيف منذ بدابة الحرب إلى ما يقارب 63%.. وأن هناك أكثر من 60 ألف امرأة يمنية عرضة لخطر العنف الجسدي والنفسي، وغيرها من أشكال العنف والتعنيف.
 
| "مالك منه.. هذا مجنون.. قد خرج من الشرع". هكذا قالوا لي.. جميعهم كانوا بصفه..
| جملة من العوائق تقف أمام المرأة من الخلاص والطلاق..
 
البحث عن المنقذ
 
يقال إن الطلاق هو المنقذ الوحيد للمرأة من العنف الذي تتعرض له في حياتها الزوجية، لكن غالباً تقف أمامها جملة من الأسباب التي تمنعها من الوصول إلى المحكمة وطلب الطلاق.
 
وبحسب الحميري فإن "المرأة عاجزة ماديا، وغير قادرة على توفير النفقات ومصاريف التقاضي وأتعاب المحاماة.. بل أحياناً تقف أسرتها أمام قيامها بهذه الخطوة، والسعي نحو إنهاء العلاقة الزوجية الفاشلة والمتعثرة، ما يجعل المرأة تتقبل الإهانة والاضطهاد.. ناهيك عن العائق الاجتماعي الرئيسي وهو خشية المرأة من الآثار التي قد تلاحقها، كعدم حصولها على فرصة الارتباط مرة أخرى نتيجة النظرة السلبية للمجتمع حتى وإن لم تكن المُذنبة، فتضطر أن تسكت وتتحمل ما يحصل لها من تعنيف.
 
زوجة خالد واحدة من النساء اللاتي وقفت أمامها العديد من العوائق والصعوبات حتى بعد طلاقها للمرة الثالثة، والتي تصبح بعدها المرأة مُحرمة على الزوج.. لكن، وبحسبها، فإن زوجها استمر بشتمها وسبها والاعتداء عليها حتى في منزلها، تقول: "بعد طلاقنا كان يسبني ويشتمني، ويعمل لي مشاكل.. يأتي ويدخل إلى داخل البيت ويضربني.. ولا أحد ينقذني من شره، حتى الجهال يضربهم".
 
بعد العديد من سيناريوهات التعنيف الذي تعرضت له الزوجة، وبعد مُحاولات كثيرة للتماسك بكل ما لديها من قوة لجأت إلى عاقل الحي الذي تسكنه، وغيره من كبار السن على أمل أن يتم إنصافها أو الدفاع عنها.. لكنها خُذلت فوق خذلانها.. إجابة واحدة وثابتة تلقتها منهم.. "مالك منه.. هذا مجنون.. قد خرج من الشرع". هكذا قالوا لي.. جميعهم كانوا بصفه.. لم يقف أحد بجانبي، ثم إنني لم أكن قادرة على اللجوء للمحكمة سواء قبل الطلاق أو بعده، كان هذا يمثل صعوبة كبرى لي، فوكلتُ أمري لله".
 
| لتعيش الغد.. قاوم اليوم، هو التوصيف الأدق لقصة هذه الأم المُتعبة بما تتحمله من أعباء.
 
ثلاثة أعوام بلا نفقة!
 
"وعدني أنه سيجعل الأولاد يتسولون في الشوارع إن أرسلتهم إليه"، هكذا قالت والدة أمل حين سألناها عن وضعها المعيشي مع أطفالها الأربعة، والتي تكبر معهم احتياجاتهم، مُضيفة: "ما هكذا يفعل الأب بولده وإن كان يهودياً". بهذا الأسلوب وبتلك الطريقة المُعنّفة خلّف خالد أسرته خلف ظهره لأكثر من ثلاث سنوات دون أدنى مسؤولية أو اهتمام.
 
أطفال بلا نفقة، يتجرعون مرارة العيش، وأم تعيش ظروفاً قاهرة. عاجزة عن توفير ما يتطلبه العيش الكريم حتى قررت العمل.. تقول الأم: "سجلت في جمعية خيرية، وكنت أحصل على القليل من المال، لكنني كنت عرضة للإهانة والتجريح والقذف من المجتمع وأهالي الحي".
 
ثلاثة أعوام امتنع خلالها خالد عن إعطاء أولاده أي نفقة وما زال حتى اليوم يرفض فكرة النفقة بالرغم من قانون الأحوال المدنية الصادر عام 1991م والذي يلزم الأب بالإنفاق على أولاده منذ ولادتهم وحتى بلوغهم سن الرشد وقدرتهم على الإنفاق على أنفسهم.. كما يلزم الأب بالإنفاق على أولاده حتى بعد الانفصال وبقائهم عند والدتهم.. وبحسب الحميري فإنها دين ثابت يمكن إثباتها في أي وقت لإلزامه بالدفع".
 
تشير الأم، في حديثها لـ "الساحل الغربي": إلى أن هناك أشخاصا تعاونوا مع أولادها والذين كان من بينهم مدير المدرسة الذي قَبل ثلاثة من أطفالها في المدرسة التي يديرها، لكنه سرعان ما انتهى هذا التعاون، كما تقول الأم، بمبرر أن والدهم يشتغل وقادر على الدفع ليصبح الأطفال من بعدها مُقعدين بلا تعليم.
 
لتعيش الغد.. قاوم اليوم، هو التوصيف الأدق لقصة هذه الأم المُتعبة بما تتحمله من أعباء.. ملامح وجهها توحي بأنها مرت بمسلسل طويل من المعاناة، وهي تحاول أن تعيش بسلام، لكن أولادها يكبرون وتكبر معهم مطالبهم التي تثقل كاهلها في ظل قسوة والدهم الذي يشبعهم ضرباً بدلاً من الحنان، وإن كان حنوناً على أحدهم فحنانه يقتصر في إعطائه مائة ريال، لا تسمن ولا تغني من جوع، حد قولها.

ذات صلة