أُكرِهَتْ "الجماعة المتطرفة في صنعاء" على الاعتراف بكورونا ولقاحه

  • الساحل الغربي، كتب/ فيصل الصوفي:
  • 05:55 2021/06/04

في شهر مايو العام 2020، جزم طه المتوكل وزير الصحة في حكومة الجماعة الحوثية أن عدد الذين أصيبوا بفايروس كورونا أربعة أشخاص فقط.. أربعة، أحدهم صومالي الجنسية، أصيب ومات!
 
منذ ذلك الوقت إلى هذه الساعة والعدد المتوكلي باق كما هو دون زيادة.. من يصدق؟ أي كائن حي يمكنه أن يصدق أن المصابين بالفايروس أربعة ليس غير؟ أربعة  في المحافظات التي تديرها الجماعة، وهي التي يعيش فيها ثلثا سكان الجمهورية اليمنية تقريبا، إلا إذا كان ثمة معجزة من نوع ما، غير معروفة، لكن احتمالاً كهذا قد ذهب مع ذهاب الإمام علي الذي خلع باب حصن يهود خيبر وجعله في يسراه ترساً، إذ إن عدد المصابين بالفايروس في المحافظات التي يديرها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتلك التي تديرها حكومة هادي المهاجر -وهي الأقل عدداً والأقل سكاناً- قد وصل إلى 6670 حالة توفي منها 1311 عند نهاية شهر مايو الماضي.
 
 
أثار المتوكل الحوثي موجة سخرية وانتقادات لاذعة بحديثه عن اختراع علاج يمني (حوثي) لكوفيد19 قبل العالم
أثار المتوكل الحوثي موجة سخرية وانتقادات لاذعة بحديثه عن اختراع علاج يمني (حوثي) لكوفيد19 قبل العالم
 
ليس ثمة معجزة البتة، بل هناك جماعة كذابة ومستهترة بحياة الناس.. لم تتخذ أي تدابير لحمايتهم من الجائحة، فمات عشرات الألوف منهم، على الرغم من أنها ترى مثلها الأعلى إيران، تكاشف مواطنيها، وتكاشف العالم تباعاً، عن مستويات انتشار الفايروس، وأقفلت مساجدها، وألغت صلاة الجمعة، وقننت سلوك الرجال والنساء في البيوت والمتاجر والشوارع ومكان العمل، وتراها منذ أشهر تزود سكانها باللقاحات الصينية والبريطانية والأميركية والإسرائيلية..
 
 
كما رأت الجماعة رجال الدين الشيعة في إيران والعراق يحظرون على الناس الزيارات الدينية للأماكن المقدسة، فما اقتدت بإيران، ولا برجال الشيعة في العراق، ولا هي فعلت شيئاً حسناً من أفعال الوهابيين.
 
 
قبل أسبوعين، تقريباً، كان يقال لحكومة الجماعة: خذوا، هذه الدفعة الأولى، من جرعات تحصين المواطنين ضد فايروس كورونا، فقال الرشيد فيهم، نحتاج إلى ألف جرعة فقط! كأنه يسخر.. واليوم قد أكرهت على القبول بدخول عشرة آلاف جرعة، ولكنها تركت أمر التلقيح أو التحصين لمنظمة الصحة العالمية، التي قالت إنها سوف تشرف على تلقيح العاملين الصحيين في المناطق التي تديرها الجماعة.. هذا أمر جيد، وبداية مطمئنة، جاءت من جهة عالمية أنفع لليمنيين من جماعة الضر والموت والوسواس الخناس.
 
مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء مسرح لكثير من ممارسات وجنايات الحوثيين خلال الجائحة
مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء مسرح لكثير من ممارسات وجنايات الحوثيين خلال الجائحة
 
لكن رجال الجماعة الملتزمين لها عقائديا وفكريا سيظلون عقبة أمام هذا التقدم الذي أحرزته منظمة الصحة العالمية، لأنهم يحرضون الناس على اتخاذ مواقف سلبية ضد أنفسهم، أو ضد مصالحهم وضد الصحة العامة في البلاد، إذ إن لهم في التحصين ضد فايروس كورونا رأيا مختلفا، وهو أن اللقاحات المضادة للفايروس صناعة أميركية، وصناعة بريطانية، وصناعة إسرائيلية، تستهدف الإسلام والمسلمين ومستقبلهم، حيث الغرض منها منع تكاثر المسلمين، هكذا وكأن أدوية أمراض القلب والحمى والسكر والكبد ومضادات الشلل والسل أنتجت في صعدة، وليس في مصانع الكونفوشيوسيين والنصارى واليهود والهندوس.. يزعمون أن فايروس كورونا نفسه مؤامرة عالمية على المسلمين، وعلى دينهم كما يظهر من خلال منع صلاة الجماعة، وتقنين العمرة، بل وإلغاء فريضة الحج، حسب كيدهم.
 
 
اليوم.. أكرهت الجماعة على القبول بدخول عشرة آلاف جرعة عبر مطار صنعاء
اليوم.. أكرهت الجماعة على القبول بدخول عشرة آلاف جرعة عبر مطار صنعاء
 
في اللحظة التي فيها ووجه وزير الصحة في صنعاء طه المتوكل بنجاعة اللقاحات، تحدث عن علاج يؤمن به المسلم على نفسه ونسله.. قال إن زملاءه الأطباء والصيادلة، منكبون في المختبرات على تجارب للحصول على ذلك اللقاح الإسلامي الولايتي المأمون، وإنهم كادوا يوشكون على الوصول إليه لولا أميركا وإسرائيل ودول العدوان التي شغلتهم عن  متابعة مهمتهم في المختبرات، لإنقاذ الإسلام وأهله من المؤامرة.. وبينما يشكك بعض رجال الجماعة الحوثية الحمقى في وجود الفايروس من الأساس، قال محمد علي الحوثي -الرئيس الأصلي للمجلس السياسي-: لا نريد من الغرب تصدير لقاحات لليمنيين ضد فايروس كورونا، بل نريد منه منع تصدير فيروسات الأسلحة إلى الخليج! ولما انتقدت الجماعة بسبب عدم اتخاذ أي تدابير لحماية المواطنين من الفايروس قال محمد عبدالسلام: هذا شأن يعنينا، واشتغلوا أنتم بما يعنيكم.. ومن عجائب قولهم، قول محمد العزي نائب وزير خارجية حكومة صنعاء: إن المطالبة بمصارحة المجتمع والعالم بشأن مستوى انتشار الوباء تعد استحمارا، وجحشنة!
 
 
اليوم.. أكرهت الجماعة على القبول بدخول عشرة آلاف جرعة عبر مطار صنعاء، والشكر لمنظمة الصحة العالمية، ولكل من مارس إكراها على جماعة لا تستجيب إلا لدواعي الإكراه.. وأي منظمة أو جماعة لديها نزوع إنساني تجاه اليمنيين فدورها مرحب به ومشكور في هذه المحنة، حتى لو كان الشيطان، ما دامت الجماعة الحوثية أسوأ وأضر على اليمنيين من كل الشياطين.

ذات صلة