أدلة مفصلة يقدمها تقرير أممي: تدفق أسلحة إيران للحوثيين

  • الساحل الغربي، ترجمة وتحرير/ عبدالمالك محمد:
  • 09:35 2022/01/08

كشف تقرير سري للأمم المتحدة عن آلاف الأسلحة التي استولت عليها الولايات المتحدة في بحر العرب على طول طرق الإمداد للحوثيين في اليمن، مصدرها ميناء البحرية الإيرانية بمدينة جاسك في جنوب شرق إيران. حسبما نشرته صحفية "وول استريت جورنال".
 
وفقاً لمسودة التقرير ، التي أعدتها لجنة خبراء تابعة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، "من المحتمل أن يكون مصدر الآلاف من قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأمريكية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة هو من ميناء واحد في إيران".
 
وأوضحت مسودة التقرير، "أن القوارب الخشبية الصغيرة ووسائل النقل البري استخدمت في محاولات لتهريب أسلحة مصنوعة في روسيا والصين وإيران على طول الطرق المؤدية إلى اليمن والتي حاول الجيش الأمريكي إغلاقها لسنوات".
 
 
ونقل التقرير عن مقابلات مع أطقم القارب اليمني وبيانات من أدوات ملاحية تم العثور عليها على متن القارب تأكديهم: "أن القوارب غادرت من ميناء جاسك الإيراني على بحر عمان".
 
جاسك التي كانت ذات يوم ميناءً غامضًا تصدر الفواكه والخضروات إلى عُمان، مدينة ساحلية صغيرة في جنوب شرق إيران وأصبحت لها أهمية استراتيجية في العقد الماضي. قالت "وول استريت جورنال".
 
وتضيف: "في عام 2008، بدأت في استضافة قاعدة بحرية، وافتتحت هناك محطة لتصدير النفط العام الماضي".
 
تنقل الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن جاسك استُخدمت كنقطة انطلاق للحرس الثوري الإسلامي الإيراني لبعض الوقت، لكن تقرير الأمم المتحدة يقدم أول دليل تفصيلي حول شحنات أسلحة محددة مرتبطة بالميناء.
 
 
تقدم النتائج التي توصلت إليها لجنة الأمم المتحدة -وهي جزء من تقرير أوسع عن العقوبات على اليمن استعرضته صحيفة وول ستريت جورنال- نظرة تفصيلية نادرة لدعم إيران المزعوم للجماعات المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. 
 
تلوح القضية في أفق المحادثات في فيينا لإحياء اتفاق دولي للحد من برنامج طهران النووي، حيث دعت إسرائيل وبعض دول الخليج العربي إلى مزيد من القيود على دعم إيران للميليشيات.
 
حاول الجيش الأمريكي منذ سنوات وبدرجات متفاوتة من النجاح أن يخنق تدفق الأسلحة المتجهة إلى الحوثيين.
 
فحصت لجنة الأمم المتحدة عن كثب شحنتين صادرتهما البحرية الأمريكية في عام 2021 وواحدة من قبل المملكة العربية السعودية في عام 2020، وقال التقرير إنه من المحتمل أن يكون مصدرها جاسك.
 
 
وذكر التقرير أن البحرية الأمريكية اعترضت سفينة خشبية صغيرة تعرف باسم مركب شراعي جنوب باكستان في بحر العرب في مايو 2021 بعد مغادرتها جاسك. 
 
وقال التقرير إن القارب احتوى على 2556 بندقية هجومية و292 رشاشًا للأغراض العامة وبنادق قنص صنعت في الصين حوالي عام 2017، بالإضافة إلى 164 رشاشًا و194 قاذفة صواريخ تتفق مع تلك المصنعة في إيران.
 
حملت السفينة أيضًا مناظر تلسكوبية مصنوعة في بيلاروسيا.
 
أبلغت مينسك الأمم المتحدة أنه تم تسليم المعدات إلى القوات المسلحة الإيرانية بين عامي 2016 و2018. ولم ترد بعثة بيلاروسيا في الأمم المتحدة على طلب للتعليق. أما الأسلحة الأخرى التي تم الاستيلاء عليها فقد جاءت في البداية من روسيا وبلغاريا.
 
 
وذكر التقرير أن "مزيج الأسلحة يشير إلى نمط شائع للإمداد، على الأرجح من المخزونات الحكومية، يتضمن قوارب شراعية في بحر العرب تنقل الأسلحة إلى اليمن والصومال". 
 
وأضافت إن مشاهد الأسلحة الحرارية التي تم ضبطها في يونيو 2021 عند معبر بين عمان واليمن تم تصنيعها أيضًا من خلال شراكة إيرانية صينية.
 
قالت لجنة الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تحديد من هو المقصود بالأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، لكن موقع عمليات الاستيلاء -التي تشمل أيضًا خليج عدن والمياه الباكستانية والصومالية- وصفتها الولايات المتحدة سابقًا على أنها طرق عبور للشحنات الإيرانية إلى الحوثيين.
 
ذكر تقرير الأمم المتحدة أنه في فبراير 2021، اختطفت الولايات المتحدة قاربًا خشبيًا محملاً بالأسلحة، ويديره طاقم يمني، بينما كان على وشك نقل شحنته إلى سفينة صغيرة أخرى بالقرب من الصومال. 
 
 
وقال التقرير إن السفينة كانت تحمل 3752 بندقية هجومية من المحتمل أن تكون من إيران، بناءً على خصائصها التقنية، إلى جانب مئات الأسلحة الأخرى مثل الرشاشات وقاذفات الصواريخ.
 
في الشهر الماضي، قالت البحرية الأمريكية إنها صادرت 8700 قطعة سلاح في عام 2021، بما في ذلك 1400 بندقية هجومية من طراز AK-47 و 226600 طلقة ذخيرة تمت مصادرتها من قارب صيد على متنه خمسة من أفراد الطاقم اليمنيين قالت أمريكا إنها جاءت من إيران في ديسمبر.
 
 
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصادرة ديسمبر كانت "مثالاً آخر على كيف أن النشاط الإيراني الخبيث يطيل الحرب في اليمن"، حيث فشلت جهود الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتوسط في وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا. وقال برايس إن الأسلحة المهربة كانت تساعد الحوثيين في مساعيهم للاستيلاء على مأرب، وهي مدينة يمنية استراتيجية على الحدود مع المملكة العربية السعودية.
 
قال مسؤول أمريكي كبير: "لقد طورت إيران العديد من الطرق لإيصال الأسلحة إلى اليمن ولم تتوقف أبدًا". في كل مرة نقوم فيها ببعض عمليات الاستيلاء الجديدة، تجد إيران طريقة جديدة لنقل الأسلحة.

ذات صلة