عبدالسلام القيسي ونافع البخيتي يكتبان من حيس المحررة وعنها.. حسابات ما بعد "التموضع"

  • عبدالسلام القيسي و نافع مبخوت البعيثي
  • 12:40 2021/12/31

(1)
 
كنت اليوم في حيس،جوهرة الساحل الغربي، وقلب الساحل التهامي،ونبوية البلاد والمساحة التي تتوسط الجبال والسواحل وتقع بين جبلي المجاعشة وجبل راس وبين ذو باس وشرعب،بين تعز وريمة والحديدة،في حيس
 
طفنا لساعات المساحات المحررة في المعركة،الأخيرة، من حدود شمير الى حدود جبل رأس والى مفرق العدين ودخلنا المدينة من مكان مختلف عن السابق، حيس محررة بالكامل، لمسنا فرحة الناس وقرأنا ابتسامة المجتمع في حيس وتحدثنا معهم في كل مبرز وبيت، توقفنا بكل متر، شاهدنا الخراب الذي خلفه الكهنوت الحوثي في حيس، المنازل المهدمة،التي فجرها الحوثي، والمنازل الملخبطة بالرصاص، والأنفاق التي تركها الحوثي خلفه، والمزارع المحترقة بمسيرة الكهف، والطرقات التي شقها في الجبال لصعود سلاحه الثقيل فلم ينفعه السلاح عندما تواجدت إرادة الرجال وأغتنموا كل سلاحه
 
رأيت شرعب،فهي أمامي،شرق حيس هناك جبل يؤدي الى شرعب، طفت في وادي نخلة الذي يبدأ من مخلاف وينتهي في حيس،الله
 
عندما رأيت شرعب أستبدني الحنين،حنين المفارق لبلدته،يالله، ما أقرب شرعب ومخلاف وما أبعدهما، هي قريبة بالهوى اليماني وبعيدة بالمسيرة الظلامية،ولكن سيأتي اليوم الجليل الذي سوف أستقبل فيه رفاق النضال في بلدتي كما يستقبلوننا الان ابناء مديرية حيس.
 
 
حيس في عين القائد، بقلب الطارق،وطارق بقلب حيس،لم أجد من يفدي بألف روح هذه المقاومة، كما في حيس،ومن يرى من طارق مثله ومثاله المختلف،مثل حيس،كل حيس بموكب طارق الخالد، وعلى وصايا الشهيد صالح، نخب ،مثقفون،شباب،قيادات مدنية وعسكرية، كل شيء في حيس جميل،وكبير
 
أخذت لنفسي بعض الصور،صورة وأنا أنظر لشرعب، وصورة وأنا أشاهد جبل رأس الذي ترابط فيه قواتنا،وصورة وأنا وسط الخندق الذي تركه الكهنوت وفر من مفرق العدين،لم أتمالك نفسي وقفزت الى الخندق،الذي حفره الكهنوت الحوثي مع إحتمالية وجود الألغام ولكن كانت سليمة ونجانا الله،لم أستطع أن أتمالك نفسي دون أن أقفز وأتشفى بالهارب.
 
ذهبنا لنحدث حيس عن المعركة الفكرية والواجب فعله فوجدنا حيس هي من تحدثنا وتمنحنا الرأي والرؤية، وتذكرت ما قيل عن بائع الماء في حارة السقائين،وضحكت بصمت
 
لا يمكن أن تقول حيس فقط، أو تقرن حيس بمثيلاتها من المديريات الأخرى،سواء في الحديدة، أو بقية المحافظات بل لك أن تقرن حيس بمدن الفيض الكبير، فتقول حيس وحضرموت وتعز وإب ومأرب، فحيس رغم كونها مديرية الا أنها كفكرة بحجم محافظة وبحجم وطن وبحجم بلاد، وبحجم قضية .
 
كلما أردت أن أنهي حديثي تخطر ببالي الأفكار،ألف فكرة، وسأعترف بهذا الأمر لأول مرة ، هل أعترف ! ولتسامحني مخلاف ولتمسحها قريتي الكدرة في وجهي،وليصفح أهلي عني، وهأنذا سأعترف : لم أتمنى طيلة عمري أن أكون من غير مخلاف الا أن أكون من حيس، دوماً نرى أن بلداتنا بكل فاقتها هي أغلى وأعلى وأجل من مدن الجمال حول العالم ولن أرضى بسدني ولا بباريس ولن أقايض بلدتي مخلاف بلوس أنجلس ولكنها حيس وحدها تجعلني أقول :ليتني كنت حيسياً.
 
الصورة الأولى : يظهر جبل شرعب
الصورة الثانية : خندق حوثي بمفرق العدين
 
(2)
 
قبل شهرين
و بالتحديد قبل إعادة التموضع...
و أثناء بعض الترتيبات كنت اتواجد في أحد خبوت الخوخه على خطوط التماس مع الحوثيين وهي منطقة قريبة من حيس بالضبط مقابل عرفان
 
حدّث شخص كان بجواري إسمه أرحب علي و قلت له سنتقدم بهذا الإتجاه قريباً و نحرر الجبلين لنكمل تحرير ماتبقى من قرى المخاء و عزل الخوخه و عزل حيس.
فقالها أرحب وهو من أبناء الساحل سأكون بجوار القائد فؤاد جهنم حينها وأنت أين ستكون يانافع فقلت له سأكون في كل مكان، نعم في كل مكان.
قاطعنا مصطفى الراعي فقال ساتقدم مع اصحابي من المواطنين من جهة الجمعة و ندق الحوثي من جهتنا و بانغنم اسلحته و طقوماته.
 
بدأت عملية التموضع فتلقيت إتصال شديد اللهجة من أرحب يقول مش قلت لي با نحرر أيش اللي حصل
قلت له بهدوء وعدتك و أثق بقائدي و قائدك و رفاقنا جميعاً بأننا سنوفي بالوعد.
 
بعد إنتهاء المرحلة التمهيدية من التموضع تواصلت مع أرحب و مصطفى فوجدت أرحب شارك في تحرير حيس مع زملاءة في اللوء الثاني تهامة و مصطفى و أصحابه غنموا سلاح و طقم و باص بلكه كان يستخدمه الحوثيين لنقل المقاتلين وذلك عندما هجموا مع العمالقة و الزرانيق من جهة الجمعة.
 
 
الإثنين الماضي اثناء زيارتنا لمديرية حيس وصلنا إلى الخطوط المتقدمة بعد إستكمال تحرير مديرية حيس و وقفت نفس الوقفة  مع وضاح بن بريك و جوير جابر احمد حليصي  و  عبدالسلام القيسي  و يحيى روبع و عصام حضرمي و صدام عكيش و هارون الشميري و عبدالجبار ادم شكري ، فحدد كلا منا وجهته و طريق، بلاده فلو كنا بلا مشروع وطني لفترقنا بهذه اللحظه كلا صوب بلاده ليحررها ولكنه المشروع الوطني الواحد و القائد الواحد الذين جمعونا لهدف واحد فكان نقاشنا أيهما سنبدأ في تحريرة هل سنكون في الأشهر القادمة ضيوف عبدالسلام القيسي في شرعب او ضيوف يحيى روبع في ريمه ام سيكونوا جميعاً ضيوفي في عتمة مثلما نحن اليوم جميعاً ضيوف جوير حليصي في قريته بعد تحريرها.
 
فلهفتنا على تحرير مساقط رؤوسنا لاتقل أهمية عن لهفتنا باستعادة بيحان و العبدية و استعادة نهم و تحرير كامل صرواح و استعادة العود و دخول مدينة اب و مدينة ذمار و احتفالنا بتحرير ميدان السبعين.
سنكون جميعاً بإذن الله في صنعاء قريباً و سنخزن في حوش الثنية او باب ذلك المنزل الذي واجه الدبابات لمدة أسبوع و دافع عن صالح أكثر من غيرة.
 
(3)
 
بالأمس زرنا المناطق المحررة بمديرية حيس، مع رئيس الدائرة التنظيمية للمكتب السياسي الاستاذ وضاح بن بريك ولمسنا رأي الناس ورؤيتهم واصطفافهم خلف المكتب السياسي في اجتماع بالمجمع الحكومي الذي جمع نحبة حيس، السلطة المحلية وعضو البرلمان في حيس وحضر معنا الاعضاء الذين كانوا تحت سيطرة الكهنوت،وهم يثمنون الانتصارات !
 
 
تحركنا الى المناطق المحررة حديثاً شاهدنا فرحة الناس، وزرنا بيت أجد الوجهاء التي فجرتها مليشيا الكهنوت أول سيطرتها على حيس ولم يبق منها الا باب فقط،حكى الباب عن شموخه واعتزازه بنفسه،وصاحب البيت.
 
حيس شعلة الساحل الغربي،عندما رأيت شرعب،وجبل هكمان قلت للاستاذ وضاح : خلف هذه البلاد بلادي ما أقربها وأبعدها !
 
(4)
 
في حيس، كنت أنظر الى شرعب،وكان زميلي نافع البعيثي يقول لي : سوف نحرر عتمة قبل شرعب..!
كان يريد إتعاسي، نافع ابن عتمة، 
ولكن رددت عليه : سنحرر عتمة برجال شرعب،قلت له ذلك وسألت يحيى روبع هل يؤكد كلامي أم كلامه ! فأكد ما قلته ..
من شرعب سوف نحرر عتمة، بل وريمة، وهنا إنتفض يحيى ،يحيى من ريمة، وقال : ستتحرر ريمة قبل شرعب وأشار لجبل راس.
 
جبل راس خلفي وأمامي شرعب
ونحن الذين زرنا الجبهة من كل محافظة جمهورية يرأسنا الحضرمي وضاح بن بريك فحضرموت حاضرة هنا وهذا ما يميز المكتب السياسي للمقاومة الوطنية الذي يتشكل من البلاد، كل البلاد، من عشرين محافظة يمنية، يشكل هويات اليمن القديمة والحديثة بهويتها الجديدة،اليمن الجمهوري والواحد،والكبير .
 
في تهامة، مع ابن حيس، أنا المخلافي وبجانبي الريمي والعتمي والحضرمي والعدني والشبواني والبيضاني والمآربي، والذماري وابن حجة والبيضاني والتعزي في مقتبل محافظته تعز، 
إلتقط هذه الصورة مخاوي من الجمعة، والتهمنا الطعام مع شباب حيس، وتحدثنا في الجبهات مع رجال تهامة والزرانيق وشاهدنا الجبابرة في متارسهم يهزمون الموت ..!
 
 
في منزل مهدم أثر المعركة بمفرق العدين تحدثنا مع رجل في الخمسين من عمره وفي سحنته سنوات الغبار والنضال والمعركة وإشتكى لنا قائلاً : أعادوني من المترس الأول،قالوا إني مريض، وهو فعلا يبدو عليه قليل من المرض، هذا الرجل يشتكي، يريد البقاء في المترس الأول ويبكى بقاؤه في الجبهة المتأخرة قليلاً عن قناص الكهنوت وقذائفه، وبهؤلاء سوف ننتصر وننتصر،الله
 
يا لشجاعة رجال الجبهات
يا للأفذاذ الذين يتسابقون على الموت
يتسابقون من يموت أولاً،من يتقلف بصدره الرصاصة فداءً لزميله أو برأسه أو بكفه، 
أستحقرت نفسي ونحن نحدثه،نحن نظن بأنفسنا وقد كتبنا وجودنا وسردنا أننا نقدم الغالي والنفيس في سبيل هذه القضية لكن تكتشف وأنت في الجبهة قلة ما قدمته وتصاغره أمام هذه الأرواح الجبارة،التي تهب الروح لا القلم، تهب الجمجمة لا الأحرف،
 
صغرت بعين نفسي فنحن الفريق التنظيمي بلا سلاح _ كزيارة مكتب سياسي للجبهات _ أمام الرجال، وددت لو أكسر قلمي وأنزع فذلكات روحي وأتنكب سلاحي معهم وأنطلق الجبهة، ألتقف برأسي الرصاصة،رصاصة تقلني الى الخلود،ولكن، يجب أن أحرر بلادي، وأموت
 
أريد أن أصل بلادي قبلما أموت، يجب .
 
 

 

ذات صلة