عاد من أسواق الماشية يجر الخيبة بدلاً عن الأضحية: «الدولار ينحر العيد» !

  • تعز، الساحل الغربي، عصماء منير الكمالي:
  • 10:00 2021/07/18

في تعز تسأل عن أضحية العيد فيحدثونك عن سعر الدولار.. "والأطفال مش فاهمين الوضع"!
 
"خرجت وكلّي أمل، رجعت أجر الخيبة.. لا أضحية"، بهذه المفردات يشكو محمد سعيد حاله مع ارتفاع أسعار الأضاحي داخل مدينة تعز.. لقد وجد هذا الرجل نفسه بين بحثه المستمر عن أضحية يجلبها لأولاده وبين عجزه عن شرائها.. وبالرغم من تنقله بين أسواق المدينة إلا أنه كان يخرج منها صفر اليدين، لأن ما لديه من مال لا يعينه على شراء أضحية تكفي أسرته الصغيرة، فأصغر أضحية تكلف 150 ألف ريال، كما قال.
 
محمد سعيد، وهو أربعيني العمر، يعيش على أجره اليومي الذي يتقاضاه من عمله في إحدى محطات البترول.. أجر زهيد لا يساعده في شراء متطلبات الحياة خصوصاً مع الارتفاع الكبير للأسعار.. يتدبر ظروفه رغم ما يقاسيه في حياته.. لكن أضحية العيد أضافت إلى عاتقه حملا ثقيلاً، حد تعبيره.
 
يقول الرجل: "من قبل خمسة أشهر وأنا أهم قيمة الأضحية وكسوة الأولاد وما يحتاجه العيد ليكون مميزا.. حاولت البحث عن عمل إضافي، وقدرت أعمل وأرفع مبلغ 100 ألف، قلت باشتري أضحية للأولاد".
 
ويضيف: "ما تركت سوقا إلا ودخلته أبايع وأشوف الأسعار، حتى وصلت إلى سوق الضباب.. الأسعار هذه السنة مرتفعة، أقل واحد قيمته 130 أو 140 الف.. ما قدرت أشتري، فلوسي قليلة".
 
إقرأ أيضاً:
 
من سوق المركزي لبيع المواشي إلى سوق بئر باشا وصولاً إلى سوق الضباب.. مسيرة طويلة يقطعها محمد سعيد باحثاً عن أضحية مناسبة لأولاده وبسعر مناسب، لكن مسيرته تنتهي بالعودة دون فائدة.. ففي مدينة تعز أصبح الحصول على أضحية أمنية لدى كثيرين، في ظل صوت الغلاء الطاغي وسط أسوق المدينة.
 
ليس كأي عام سابق!
في سوق الماشية.. الكثير من النظرات الحزينة  
 
وضع اقتصادي متدهور
 
عندما تتجه لسوق الماشية تجدها مليئة بالماشية والكثير من النظرات الحزينة كنظرة حمود أحمد الذي كان جالساً بداية السوق تكسوه ملامح العجز واليأس، يندب حظه العاثر، شاكياً الوضع الاقتصادي الذي وصلت له البلاد.
 
 
"الدولار مرتفع، والأسعار تقتل، معي ستة أطفال صغار مش فاهمين الوضع، هي سبعون ألف"، كل ما لدى حمود سبعون ألف ريال، لن يستطيع بها إرضاء أطفاله، فلا كسوة للعيد، ولا أضحية، وارتفاع الأسعار، جعل الكثير من الناس يتمنون ابتعاد العيد، كما يقول حمود، فقد أصبح الوضع قاسياً بالنسبة لهم، لا حل لديهم.
إذا تساءلت عن سعر الماشية، تجد جواباً واحداً "ارتفاع سعر الدولار، وتخطيه الألف سبب في ارتفاع سعر الأضاحي، وتحول سعر الأضحية الواحدة من مائة وخمسين ألفا إلى مائتين وخمسين ألفا هذا العام"، كان هذا رد تاجر المواشي فهيم قائد، الذي لا تختلف إجابته عن بقية رفاقه في هذه التجارة، فقد أرجع تاجر المواشي محمد عبدالله سبب ارتفاع أسعار المواشي إلى التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد.
 
ارتفاع الأسعار سبب اختفاء الخير
كأن العيد سيزيد جراحنا.. سامية علي
 
 
بلا إجابة
 
الوضع الاقتصادي المتدهور لم ينهك الفقراء الذين يعملون بالأجر اليومي فقط، بل قد أثرّ على الجهات والأشخاص وفاعلي الخير الذين كانوا يجودون بخيرهم على الفقراء في توزيع المواشي خلال أيام العيد، وكذلك المنظمات التي كانت تعمل على تسجيل عدد من المواطنين وتوزيع الأضاحي عليهم، كل هذا زاد من حجم المأساة عند هؤلاء الفقراء في هذا العام بحسب سامية علي، والتي تقول إنها غير قادرة على شراء عيد لها ولأولادها، نظراً لانفصالها عن زوجها ولا يوجد من يكفل حياتهم.
 
"كأن هذا العيد سيزيد جراحنا" تقولها سامية علي بحسرة، فقد أصابها ذات العجز الذي أصاب غيرها من المواطنين في ظل تردي الوضع الاقتصادي، وأصبحت غير قادرة على إجابة أي أسئلة توجه لها من أطفالها.. أين الأضحية؟ وأين الملابس الجديدة؟ سؤالان لم تجد لهما الإجابة، بل تركتهما معلقين لا تعلم ما سيواجهها في الغد، حالها كحال الكثير من المواطنين في مدينة تعز.

ذات صلة