بين حسن إيرلو وعبدالملك.. انقسام قادة الحوثيين!

05:30 2021/05/17

دائرة النفوذ تضيق لدى عبدالملك الحوثي، وتزايد الضغوط التي تمارسها طهران على الحوثيين يهدد بحدوث انقسامات مؤثرة على مستوى القيادات العليا للجماعة. 
 
ليست المرة الأولى التي يظهر فيها خلاف سياسي للعلن بين قيادات حوثية، وإذا ما أردنا معرفة رأس الجليد للخلافات التي بدأت تدب مؤخرا في جسد الجماعة الحوثية فعلينا أن نقرأ جيدا الرسالة والمفارقة التي قدمتها كل من تغريدة إيرلو وتصريحات محمد علي الحوثي تعليقا على مبادرة السلام السعودية، فالأولى ترفض رفضا قاطعا مبادرة الرياض بينما يأتي حديث محمد الحوثي بمثابة (موافقة مشروطة) ورغبة خجولة للدخول في مفاوضات حل سياسي.
 
 
أي أن ثمة نية هنا لدى الحوثيين للتقارب والنقاش مع الطرف الآخر، وهو ما ترفضه طهران، طهران التي تجتهد عبر ضابطها إيرلو في توظيف قرار الجماعة لمصلحة الاجندات الإيرانية ومقايضة دور الحوثيين ضمن أوراق أخرى في صراعها مع واشنطن بالمنطقة.
 
يخشى عبدالملك الحوثي من سحب بساط النفوذ والهيمنة التي يتمتع بها شمالا من تحت قدميه، وتحول بعض أتباعه المقربين إلى قيادات منافسة يتم استخدامها لابتزازه وربما التهديد بازاحتها حال فكر يوما برفض اي طلب لحكام طهران أو حتى تلكأ عنه، لذا يلجأ إلى توجيه رسالة تحذير غير مباشرة عبر نشطاء مقربين كلما شعر بتلك الرهبة.
 
غالبا ما تتسبب جهود السلام ومساعي الحل السياسي التي يقوم بها المجتمع الدولي بحدوث نوع من الحرج والتشويش في صفوف الحوثيين، إذ سرعان ما يتحول الأمر إلى مادة مثارة بين القبول والرفض للمساعي الدولية، لكنه في نفس الوقت يكشف عن حجم المعاناة والتعقيد في قرار الجماعة المتخذ تجاه المعطيات الماثلة أمامها.