"رسوم التعقيم" إتاوات جديدة تفرضها المليشيا على تجار صنعاء للسماح لهم بفتح متاجرهم – "تحقيق ميداني"

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/05

صنعاء – منبر المقاومة:دفع حسين الحرازي 250 الف ريال مقابل السماح له بفتح محله التجاري في سوق باب السلام بعد أن كانت المليشيات قد اقفلت السوق يوم الخميس 30 ابريل بغرض تعقيم الشارع، حد زعمها.
 
يقول الحرازي الذي يمتلك متجر لبيع الملابس الجاهزة "جملة وتجزءة" لا أعتقد أن أحد من التجار أعاد فتح محله التجاري إلا بعد أن دفع للجماعة مبلغ من المال.وأضاف حسين لموقع "منبر المقاومة" كل التجار الذي تحدثت إليهم حول هذا الموضوع دفعوا للحوثيين مبالغ متفاوتة من تاجر إلى آخر.عناصر مليشيا الحوثي أجبرت أكثر من 200 تاجر في سوق باب السلام بصنعاء القديمة على دفع المبالغ تحت ذريعة "رسوم تعقيم " الشارع .وتعمل الجماعة الإنقلابية على إغلاق أهم الشوارع والأسواق التجارية في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ تنفيذ الانقلا في 2015 بحجة تعقيمها ضد وباء كورونا _ كوفيد 19_ المستجد في الوقت الذي تنفي المليشيا المدعومة من إيران تسجيل أي حالة مصابة بالفيروس.يبدو أن الأمر كان مربحا جدا لعناصر الحوثي، لذا قرروا تكرار تجربة سوق باب السلام وتطبيقها على باقي الأسواق التجارية المهم في مدينة صنعاء .رسوم تعقيم محل تجاري صغير لبيع العطور في شارع هايل لا تتجاوز مساحته ثلاثة متر في متر ونصف اضطر صاحبه إلى دفع 50 الف ريال لعناصر الحوثي ليتمكن من إعادة فتح المحل واستئناف نشاطه.يقول فايز المخلافي 23 عام في حديثه لـ"منبر المقاومة" في اليوم الذي اعلنوا السماح بفتح المحلات مروا عناصر الحوثي إلى معظم المحلات واجبروا الجميع على دفع رسوم التعقيم .فايز المخلافي _وهو اسم مستعار لدواعي أمنية_ لم يجروء على رفض دفع الرسوم بعد أن اغلقوا محل جاره فهيم العبسي الذي رفض دفع الرسوم، يقول المخلافي إن عناصر الحوثي هددوه العبسي في حال فتح المحل دون أن يدفع باعتقاله كمشتبه باصابته بفيروس كورونا و وضعه في الحجر الصحي، ما اضطر العبسي لدفع مبلغ رفض التصريح بحجمه.لم نتمكن من الحصول على إحصائية بعدد المحلات التجارية في شارع هايل، لكن من خلال التنقل بين أكثر من عشرين محل والاستفسار بشكل ودي عن كيفية السماح لهم بإعادة إستئناف النشاط أكد الجميع على أن المليشيات طلبت منهم مبالغ مالية مقابل السماح لهم بفتحها أمام زبائنهم.لا أحد ايضا يعرف المعايير التي تعتمدها المليشيا لتحديد رسوم أو اتاوة التعقيم فقد كانت تتفاوت من محل إلى آخر، لكن أمجد صالح 27 عام _ عامل في محل بيع ملابس نسائية متوسط الحجم_ يعتقد بأن المليشيا اعتمدوا على حجم المحل التجاري ونوعية نشاطه في فرض اتاواتهم، فبينما لم يدفع فايز المخلافي سوى خمسين الف ريال فقط دفع مالك المحل الذي يعمل عنده أمجد 340 الف.موسم الجباياتإختيار المليشيا الحوثية لهذا التوقيت بالذات لإغلاق الأسواق التجارية بدواعي تعقيم الشوارع لم يأت اعتباطا، لقد كان الأمر مدروسا بشكل جيد ومخططا له، يقول عبدالجبار سعيد 61 عام _تاجر جملة_ في حديثه لـ "منبر المقاومة" إن المليشيات أختارت ذروة سنام الموسم الذي ينتظره التجار من العام إلى العام لتقوم عناصرها بإغلاق الأسواق.ويضيف سعيد إغلاق المحلات التجارية ليوم واحد يمثل خسارة فادحة على التجار خاصة في هذه الأيام أما اغلاق المحلات لفترة أطول فسيظل التاجر متأثرا بخسارته على مدى ستة أشهر قادمة .وبحسب سعيد عبدالجبار، فضل التجار دفع الاتاوات التي فرضتها مليشيا الحوثي على التجار تحت مسمى "رسوم تعقيم" على إن تظل محلاتهم مقفلة ويخسروا ملايين الريالات ويقول "نص البلاء ولا كله" في إشارة إلى أن ما دفعه التجار للمليشيات يمثل خسارة ولكنها تظل أقل تأثيرا فيما لو رفض التاجر الدفع وقام الحوثيون بإغلاق محله التجاري.تاجر آخر رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية قال " لقد تعودنا على دفع الجبايات منذ أن دخل الحوثة البلاد" في إشارة إلى الانقلاب الذي نفذته المليشيات على الدولة عام 2015.وأضاف لـ المحرر " كل يوم ندفع رسوم تحت مسمى مختلف _ماجتش على هذه_ باختصار قد بنشقي إلى أيدي الحوثي" مفيدا بأنهم مجبرون على ذلك وأن لا خيار أمامهم سوى الدفع أو إغلاق محلاتهم وتصفية تجارتهم.إبتزاز واستخفافكانت البداية من سوق بأب السلام المعروف على احتواءه على أشهر تجار الجملة خاصة تجار الملابس والأقمشة بشكل عام ومن ثم شارع هايل والرقاص والسنينة والدور على شارع جمال الأكثر إزدحاما ونشاطا في العاصمة صنعاء.لكن مالذي تفعله لجان التعقيم الحوثية خلال فترة إغلاق الأسواق ومنع الناس من الإقتراب منها ، يقول مطهر ناجي أحد عمال لجان التعقيم وقد عمل ضمن فريق تعقيم سوق باب السلام ، أن اللجان تقوم برش أبواب المحلات من الخارج والأرصفة والأسفلت بمواد معقمة على طريقة رش المبيدات الزراعية للأشجار.ويضيف بأنهم يكرروا الرش لثلاث مرات إما خلال يومين أو احيانا خلال ثلاثة أيام بمعدل مرة كل يوم.وحول تركيب المادة المعقمة المستخدمة في عملية الرش أفاد بانهم يجصلوا على مواد معقمة من اللجنة العليا لمكافحة الأبئة التي شكلتها المليشيا في صنعاء ولا يدري بالضبط عن نوعها لكنه يقول " إنها مواد معقمة عادية مصل المواد المستخدمة في المستشفيات".إتاوات بلا جدوىفي هذا السياق يؤكد طبيب مختص بالحميات طلب عدم ذكر اسمه أن هذا الحملات وعمليات التعقيم للشوارع غير ذات جدوى وتعد أنشطة احترازية بسيطة ولكنها غير مؤثرة ولا تستدعي إغلاق الأسواق، إذ يمكن للفرق تنفيذها في الأوقات التي لا يوجد فيها متسوقين كالفترة من بعد الفجر في رمضان حتى الساعة العاشرة صباحا.ويضيف إذا كان الفيروس موجود في الشارع والأرصفة وعلى الأبواب من الخارج فهو بكل تأكيد موجود داخل المحلات وفي السلع وهذا يبقي الخطر قائما والمواطنون معرضون للإصابة عندما يستعيد السوق لنشاطه ويستقبل الزبائن، خاصة والمعلومات العلمية تؤكد قدرة الفيروس على البقاء فعال لأيام قد تتجاوز العشرة قبل أن يموت وذلك بحسب نوع السطح الحاضن له.ما قاله الطيبي المختص يؤكد أن الهدف من إغلاق المليشيات للأسواق ورشها بالمعقمات ومن ثم إعادة فتحها ليس الهدف منه تعقيمها وحماية المواطنين من انتشار الفيروس وإنما إبتزاز التجار في موسمهم السنوي والحصول على إتاوات تحت مسمى رسوم تعقيم تجاوزت مئات الملايين بالنظر إلى عدد المحلات والأسواق التجارية التي تم إغلاقها بالإضافة إلى الأسواق المدرجة على قائمة المليشيات والتي سيأتي الدور عليها خلال الأيام القادمة.
 

ذات صلة